|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 68631
|
الإنتساب : Oct 2011
|
المشاركات : 60
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
لبيك داعي الله.. لبو نداء المهدي (ع)
بتاريخ : 05-11-2011 الساعة : 06:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله محمد واله الطاهرين
"يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً"
أجمع المفسرون على أن هذه الآية تخص يوم القيامة وأن الداعي الذي لا عوج له هو إسرافيل (ع) حيث ينفخ في الصور فيتبعه الخلق.
نحاول في هذا البحث الوقوف على طرح جديد لنتلمس حقيقة الداعي وربطه بالامام المهدي .
فهناك اشكالات تتعلق بالفهم الكلاسيكي للآية الشريفة وعليه سنحاول حل هذه الاشكالات. فلو بحثنا في صفات الداعي سنخرج بنتيجة اخرى.
إن الداعي الذي لا عوج له يدعو الناس إلى دين الإسلام ويدخل الملل كلها إلى ملته فتكون ملة واحدة يبدو ليس اسرافيل . فمن هو الداعي ؟ هن
الأول: أرتبط الداعي في الآية بالإتباع- يومئذ يتبعون- واستخدم الإتباع في القرآن كتعبير آخر عن الطاعة والتسليم، ولم يستخدم أبداً لوصف حال يوم القيامة.. فهناك لا يتبعون الداعي بل يساقون سوقاً عاماً زمراً زمراً ومعلون أن الإتباع عملية هي عكس السوق تماماً.
الثاني: في يوم القيامة لا تخشع الأصوات بل تختم الأفواه "اليوم تختم على أفواههم" ولا تسمع همساً بل أصلاً "لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا".
الثالث:لا يوصف حاشر القيامة بكونه داعياً لأنه نافخ الصور وسائق إلى الحشر فالداعي استخدم في القرآن فقط للدعوة إلى دين الله في دار التكليف:
"يا قومنا أجيبوا داعي الله..." 31/الأحقاف.
"ومن لم يجب داعي الله فليس بمعجز عن الأرض" 32/الأحقاف.
"وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً" 46/الأحزاب.
الرابع: لا يوصف اسرافيل (ع) أنه لا عوج له لأنه من الملائكة الله العظام،الذين تكون استقامتهم أمراً مفروغاً منه فيصبح الكلام الوصفي هذا زائداً لا معنى له. وقد أنتبه المفسرون إلى ذلك، إذ يبدو أن هذا هو الذي اضطرهم للقول أن لا عوج له ليست صفة الداعي بل صفة الخلق أي لا أحد يعوج أو يحيد عنه، فكأنهم يريدون القول أن لا عوج له معناه لا عوج عنه- متناسين أن الخالق بإمكانه أن يقول لا عوج عنه لو كان يريد ذلك المعنى. على أن ذلك مخالف لبلاغة القرآن.. فقد وقعوا في محذور آخر إذ أن الحشر الأخروي يحدث قسراً فتكون العبارة مرة أخرى توضيحاً للواضح فكأنهم خرجوا من ورطة فوقعوا بمثلها أو أشد منها.
إن عبارة لا عوج له هي وصف للداعي تنفي وجود أي عوج في عقيدته وسلوكه وقد ذكرت تارة أخرى في القرآن- لإحداث ربط وثيق لا ينفك عن هذا المعنى هو قوله تعالى:
"الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً" !/الكهف.
فلماذا لم يقولوا هنا أن لأعوج له معناه لا عوج عنه؟!.
طبعاً لم يتمكنوا من ذلك لأن المعوجين عن القرآن كثرة ولله الحمد. وإذن فالداعي كالقرآن كلاهما لا عوج له وهذا ليس بجديد وإن كان على بعض القلوب شديد
ومن ذلك يظهر ان الداعي هو معصوم ومفترض الطاعة فما رأيكم لو قلنا انه المهدي ع
فإن المتفق عليه في الأقل بشأن المهدي (ع) أنه من العتره النبوية، فأنظر كيف يتطابق القرآن مع السنة في كل واحد لا يتجزأ إذ يقول النبي في الحديث الثابت:
"إني تارك فيكم التقلين. قالوا وما التقلان يا رسول الله. قال: كتاب الله وعترتي أهل بيتي فقد أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علىَّ الحوض"(1).
ومن المتفق عليه أن المهدي (ع) من العترة يحكم بأمر الله لا يحتاج إلى بينه ويمده الله بالنصر والملائكة. وفسر أهل السنة عدم حاجته إلى بينة، لمعرفته أسرار الكتاب باعتباره (تبياناً لكل شيء). وإذن فالداعي قرين الكتاب وكلاهما لا عوج له. والتعبير عن لا عوج فيه بعبارة لا عوج له واضح. إذ ان العوج لابد من ظهوره سلوكاً لفظياً أو عملياً فيكون العوج له أي للموصوف به. ووصف به القرآن لأنه لا يتمكن أحد من إخراج معانيه بخلاف ما أراد الله ولا يقع في تناقض أو فضيحة لا ساتر لها.. فمن هنا لم يكن له عوج.
أما الذين جعلوا الضمير في آية الكهف يعود على (عبده) فإنهم يغنونا عن هذا الدليل بكامله- فكما أن الرسول لا عوج له فكذلك الداعي باسمه ودينه وشريعته فيكون التطابق أتم وأعظم لقول النبي (ص) الحديث (24): "المهدي من عترتي خَلقَه خَلقْي وخُلقُهُ خُلُقي"(2).
حديث (25): "يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه أسمي وخلقه خلقي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً".(3)
الخامس: إن الآية التي قبل آية الداعي هي آية النسف:
"ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا. يومئذ يتبعون الداعي.."(1) 107-108/طه.
فربما ظنوا أن النسف لا يكون إلا يوم القيامة، وكان عليهم إذن أن ينتبهوا إلى أمور:
أ. كيف يكون النسف والدك كلاهما يوم القيامة وهما عمليتان مختلفتان تماماً؟ "وحملت الأرض والجبال فدكتا دكةً واحدةً"(2).
ب. لماذا يجعلها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا.. وكأنها هي الأخرى عدلت وذهب عوجها لتلائم حال الداعي الذي لا عوج فيه، في حين وصفت الأرض يوم القيامة أنها تدك، وبحارها تسجر، وإنها تصبح صعيداً جرزا.. إلى غير ذلك من أوصاف التدمير؟
ج. لمن يحدث هذا التعديل للأرض ومساواة سطحها بحيث يخلو من أي عوج ومرتفعات وحفر.. وهو يريد دكها وكبسها وإضرام بحارها نار وزلزلتها يوم القيامة؟
نعم أن الأرض تعدل هكذا للطور المهدوي لتكون مهيأة لإخراج البركات وزيادة المساحات للزيادة العظيمة في الملك خلال أدوار ذلك الطور، فيكون وصفها بخلوها من العوج متناغماً مع وصف الداعي ووصف الرسول الخاتم ووصف الكتاب- الجميع لا عوج لهم.
إن النسف حتى عند قدامى المفسرين هو أشبه بعملية تعرية سريعة، فتتكون بحسب وصف القرآن وتفسيرهم أرضٌ منبسطة ومستوية وخالية من كل ارتفاع وانخفاض (أرضٌ بيضاء)، وكل ذلك يعطى صورة لحدوث مساحات جديدة من الأرض مكان الجبال تكون صالحة للزراعة والسكن لسكان طور الاستخلاف.
السادس: لقد وصفت القيامة في آيات قليلة سابقة عن الآية الآنفة من قوله تعالى "يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين- إلى قوله إن لبثتم إلا يوماً" ووصفت طريقة كلامهم "يتخافتون بينهم" وانتهى السياق القرآني ثم وصَفَ بالفقرة الجديدة كلامهم "وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً". وهذا التقسيم واضح إذ يراد فيه إبراز عمليتين مختلفتين تماماً واحدة في الأرض والأخرى يوم القيامة.
مناقشة اعتراضات محتملة على تفسير الداعي
الأول: "لم تحاول الاستشهاد أو ذكر الداعي في سورة القمر "مهطعين إلى الداعي.." أو قوله "فتول عنهم يوم يدع الداع. إلى شيء نكر"(1)؟
الجواب: هذا الداعي هو نفسه الذي لا عوج له لا شك في ذلك.. إذ أنه يذكر خلال السياق مجيء الآيات وذكر السحر ونزول الأمر ووصول الأنباء واختلاف حركة القمر ورؤية العذاب وكل ذلك من العلامات الكونية للطور المهدوي.. وتفاصيلها تأتيك في ابحاث اخرى لاحقاً بالتتابع فلا تعجل.
الثاني: تقول أن الجبال تنسف في الطور المهدوي وتدك يوم القيامة فكيف تستقر الأرض إذا زالت الجبال والقرآن الكريم يؤكد أنها تثبتها من الميدان؟.
الجواب: هذا من الخطأ المستمر شيوعاً إلى هذا اليوم وشارك فيه علماء الأمة. إن القرآن لم يؤكد أن الجبال هي المثبتة للأرض من الميدان بل الرواسي هي المثبتة.. ويأتيك بيان الفارق بينهما ببحث نفيس في محله من الترتيب. ولا يمكن ذكر جميع ماله صلة دفعة واحدة للتشابك الشديد بين المواضيع.. وننبهك مرة أخرى إلى أن الكتاب هو فيض من كتاب الله وإظهار الخصائص اللفظية بموضوعنا- ولا يقرأ إلا كاملاً ولا يحكم عليه إلا بعد اتمامه بل وإعادته فلا تجزع، فإن النبي (ص) قال: "إن هذا الدين عميق فأوغلوا فيه برفق فإن المُنبتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى".
المُنبتَّ: المسرع في ركوب الدابة يضربها فتسرع في السير. والحمد لله رب العالمين .
|
|
|
|
|