نقل الخطيب العلامة سماحة الحاج السيد مرتضى القزويني (دام ظله) أن الحاج آية الله العظمى السيد حسن القمي، رأى في المنام أنه وارد إلى حرم الإمام الرضا (ع) فشاهد الإمام جالساً فوق الضريح الشريف، وإذا بأحد التجار ممن يعرفه السيد بالصلاح والتدين والتزامه بالخمس والزكاة، ماسك بيده خنجراً يضرب به الإمام الرضا (ع) من جهات أربع!..فانتفض السيد من نومه مفزوعاً، جلس يتصبب عرقاً ويتفكر في تفسير هذه الرؤيا المدهشة.. وراح يترقب يوماً يلتقي بالرجل فيسأله عن حقيقة أمره.
وجاء ذلك اليوم الذي قال فيه السيد القمي للرجل:
أيها الحاج!.. أنا أعرفك بالصلاح والتدين، ولكني أودّ أن أخدمك لحسن عاقبتك.فقال الحاج وعليه الاستغراب: صارحني بما عندك، إن لك سمع وطاعة.
قال السيد: الحقيقة أني رأيت فيك رؤيا قد أدهشتني للغاية، إلى درجة يصعب عليَّ إخبارك بها، ولكني أنصحك أن تراقب نفسك، عسى أن يكون لديك نقص في الالتزامات الشرعية!..
وهنا زاد إصرار الرجل على السيد أن يفصح له عن رؤياه، وواعده أن لا يتخلف عن العمل المطلوب منه.
فأخبره السيد بتلك الرؤيا، فضرب الرجل على رأسه وبكى، ولما هدأ قال للسيد:إنني في ذلك اليوم كنت عند الضريح، فوقعت عيني على امرأة جميلة واضعة يدها على الضريح، فهواها قلبي، وغلبتني نفسي الأمارة بالسوء، فلمست يدها بشهوة، ولما ذهبتْ إلى الجهة الأخرى للضريح ذهبتُ خلفها وفعلت الفعلة القبيحة، ولما ذهبت إلى الجهة الثالثة والرابعة تبعتها، وأنا مشغوف بها، وهي كارهة، ولعلها خائفة ومرتبكة أيضاً، والآن فهل في من توبة؟..
فقال له السيد القمي: إذا تتوب من قلبك، ولا تعود تاب الله عليك.أجل، كما أن النظر إليها سهم من سهام الشيطان، وإن لمس الأجنبية بمثابة خنجر يضرب به الزائر إمامه المزور، لذا فإن على الزائرين أن يراعوا المسائل الشرعية التي من أجل تحقيقها ضحى الإمام (ع) كل غالٍ، وأرخص كل جهد، أوَ ليس الهدف من الزيارة التقرب إلى الله تعالى بمعرفة الإمام الهادي إلى الله، وبالعمل وفق عمله كما لو كان حياً بيننا بجسمه الشريف؟