وجدة هذه الرسالة في كتيب يحمل عنوان( رسالة الى ابنتي واخواتها لمناسبة زواجها) واعجبتني وفيها حكمة وحرص الاب الواعي والناظر بعين الشريعة لمستقبل ابنته ، اذكر فيها اخواتي المؤمنات ، وانها تذكر لاغير .
بسم الله الرحمن الرحيم
هبة العزيزة، ثبّتها الله تعالى لمراضيه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وصلتني رسالتكم واطمئننتُ بها كثيراً، لاننا نبقى مشوّشين عليكِ كما ذكرتِ.
اسأل الله جلّ جلاله، وهكذا يجب ان تفعلي، ان يكون منزلكم الذي اسستموه، منزلاً اسلامياً خالصاً في كل تفاصيله، ليكون نموذجاً لاهل الدنيا وموجباً للفوز في الآخرة.
اما بالنسبة لزوجك الكريم:
اطيعيه ما دام مطيعاً لله عز وجل، وعظّمي شأنه في نفسك، واحفظيه في غيبته كما في حضوره، واكثر.
كوني حريصةً عليه، اعني على آخرته، اكثر من حرصه، وتقرّبي الى الله عز وجل بذلك، وكفى بذلك سبباً لدخول الجنة، وليس بعدها هدف.
احرصي على رضاه دوماً، واصبري على غضبه او سوء خلقه - لا سمح الله - وتزيّني له في منزله كما يحب ان يراك، واكثر مما ينتظر، وتستّري عن كل العالمين عندما تخرجين من المنزل، ومهما بالغتِ في الستر، فانك تفعلين خيراً، ولا اسراف في الخير.
فلو امر الله عبداً ان يسجد لعبد، لأمر الزوجة ان تسجد لزوجها.
وهو اولى الناس بكِ حتى يضعكِ في قبركِ.
عزيزتي هبة، كوني امرأةً صالحة كما هي احكام الاسلام المشهورة والمعروفة والتي سارت عليها الامة قروناً عديدة فاستقامت، ولا تتأثري بالنظريات الطارئة والمهجّنة والمقلدة للكفاء التي غزتنا في العقود الاخيرة فأمعنت في الافساد، وهؤلاء للأسف عندكم كثير.
ليست المرأة "الفلانية" قدوة لكِ، بل المرأة المسلمة الورعة المتوقفة عند حدود الله عزّ وجل، المفتخرة بسنّة رسوله محمد صلى الله عليه وآله.
لعلّي اطلت عليكِ، لكنني ابرئ ذمتي امام الله سبحانه بكِ، وفي شأنكِ، وحتى ارى ذلك سروراً يوم النشور.