الأطفال هم سر الحياة ورمز الأمل...
الاطفال معلمون صغار ساقتهم سنة هذا الوجود الى عالمنا نظن انهم بنا يعيشون وعلى دمائنا ينمون ويتكاملون والحقيقة اننا بهم نعيش وعليهم ننمو ونتكامل، هم يعطون اكثر مما يأخذون. أحلامهم ليست أوهاما ولا تخيلاتهم تصورات.. هي من صميم الواقع من صميم المعاناة والفعل اليومي، تتراءى لهم الحقيقة مغلفة غامضة فيثيرون اسئلتهم ويلحون ونتهرب ربما من بعض اسئلتهم، ويشغلنا ربما ضباب الاحداث ويحجبنا عن جوهرها فنضحك ونفر الى ما نظنه الجد والحقيقية ونحن في هذا ظالمون مخطئون.
ويكبرون وتكبر احلامهم وتتعقد مشكلاتهم.. أجل للصغار مشاكل: »من تكون هذه الراعية الصغيرة يا أبي..؟ وحبة الرمل على شاطئ بحر الرمال، كيف نشأت ومن اين؟ والجمال..؟ والوردة والشوك..؟ والحرب..؟ والصلاة..؟ والطفلة اللاجئة..؟ والحب..؟ والسلام..؟ والخير والشر..؟ والغنى والفقر...؟ وتبقى خواطر تستثيرها اصوات الحياة المتكاثرة مع تكاثر السنين فتنعكس في أسئلة دقيقة محرجة ولكنها تفيد وتعلم.. أجل اسئلة الصغار الكبار تعلم.. وحسبنا فرحة وسعادة ان هذه الاحاديث أطلت بنا على اجمل ما في الوجود من قيم واروع ما في الحياة من مواقف انسانية باقية.
ويقول لنا هنا جبران خليل جبران:
ان أولادكم ليسوا بأولادكم، انهم ابناء اشواق الحياة وبناتها.. هم وان كانوا معكم ليسوا لكم. وانتم تستطيعون ان تعطوا أولادكم محبتكم ولكنكم لا تستطيعون ان تلقنوهم افكاركم، لان لهم افكارهم وتستطيعون ان تقيموا المساكن لأبدانهم لا لارواحهم، لان أرواحهم تسكن في مسكن الغد الذي يمتنع عليكم حتى في أحلامكم، ولكم ان تكونوا مثلهم وليس لكم ان تجعلوهم مثلكم لان الحياة لا تمشي لا تتمهل مع الامس. انتم الاقواس واولادكم السهام الحية التي تنطلق عنها.
واخيرا ينشد الشاعر محمد ياسر الايوبي للطفولة قائلا:
ان الطفل سر الحياة.. انا الطفل رمز الامل.. انا برعم الامنيات.. تبسم مثل القبل.. ازهرت الطفولة في روضنا البديع.. ورودها الجميلة كبسمة الربيع ايقظت البطولة في الحمل الوديع.. موعدنا الرجولة في غدنا السريع نحن عصافير المنى في واحة الرجاء نحن تباشير السنا والحب والهناء نرعى عهود اهلنا فطبعنا الوفاء مستقبل الدنيا لنا والحظ ما نشاء لا نعرف الامس ولا ماضيا من الزمان نسابق الايام لا نرضى بفعل كان.. وطننا رمز علا بالامن والامان وشعارنا على الملا يبقى لنا الوطن.