مع أننا كثيراً ما نجد فى مرضى الوساوس القهرية سمات من الشخصية الوسواسية إلا أن نسبة قليلة فقط من مرضى الوسواس القهرى هم من أصحاب الشخصية الوسواسية.
فالفارق الأساسى يكمن فى درجة الاضطراب فى النواحى الاجتماعية والمهنية والأكاديمية وفى الحياة عموماً.
أما من يتصف بالشخصية الوسواسية فإنه قلما يشعر بالمعاناة، ونادراً ما يطلب العون فيما يتعلق بمشاكله. بل إنه لا يدرى أيضاً أن هناك أصلاً مشكلة إلا إذا نبهه عليها صديق أو زميل أو قريب ممن يتأثرون به أو يلاحظون سلوكه الجامد والبرود والتحفظ.
ومرض الوسواس القهرى له بداية يتذكرها المريض جيداً عكس الشخصية الوسواسية التى تبدأ فى الظهور فى البلوغ المبكر وببطء وبالتدرج.
هنا لابد لنا من سؤال, هل كل من يتصف بالصفات السابقة يعتبر مريضاً؟
الإجابة هى أن الأمر نسبى ولابد هنا من العرض على الطبيب النفسى ليقرر الحالة.
ولكن إذا وصلت الوساوس إلى حد الاضطراب فى الحياة اليومية الاجتماعية (فتؤدى إلى العزلة والتفرغ لممارسة الطقوس الوسواسية), أو النشاط الأكاديمى، (فيكون سبباً للفشل الدراسى) أو النشاط المهنى، (فيهمل المريض عمله أو يفقده بالكلية). هنا لابد من التدخل العلاجى.
وإن لم تصل الحالة إلى حد الاضطراب السابق فيمكنك الاستفادة من العلاج المعرفى السلوكى أو إفادة غيرك من المرضى الذين لا يعرفون ما عرفت بعد قراءة هذه الصفحات.