الحب والدينمحطةللمحبين المنتظرين.
الانتظار من دين الأئمة
قال الإمام الصادق (عليه السلام) " من دين الأئمة الورع و العفة و الصلاح و انتظار الفرج بالصبر " . المصدر الإمام المهدي من قبل الميلاد إلى بعد الظهور ص247
وعن أمير الكلام الإمام علي (عليه السلام) قوله : " المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله " . - المصدر السابق ص247 .
محطة المحبين.
وقفة عاطفية مع الذي يعتقد اعتقادا راسخا بوجود الإمام المهدي الموعود (عجل الله فرجه) و إن وجوده لطف ( لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها )
ويعتقد بقيادته وانه حي يراقب حركة الأمة ويعيش الآلام الأمة وسيظهره الله ليملا الأرض قسطاً عدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً ويحقق الوعد الإلهي { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} التوبة 33 ، الصف 9 .
وقفة عاطفية لنطرح ما نحن بحاجة إليه فنحن بحاجة إلى الارتباط بالإمام و إتباع الإمام و حب الإمام و ملامسة الروح بالروح مع الإمام فهو الأب الحقيقي
فقد قال الإمام الرضا (عليه السلام) : "الإمام الأنيس الرفيق و الوالد الشفيق " . الكافي ج1 ص200 .
نحن بحاجة أن نكون على أتم الاستعداد لنصرة الإمام يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : " يصلح أمره في ليلة" - بحار الأنوار ج51 ص156 .
إذن للمنتظر استعداد ، الانتظار حالة عملية قبل أن تكون حالة قلبية ، هب أن لك عزيزاً و تطلب لقائه كل الطلب و لم تره منذ سنوات و قيل لك انه غدا سيأتي كيف تنتظره ؟ و كيف تهيئ مقدمات الضيافة لاستقباله ؟
إذن معنى الانتظار: أن يكون الإنسان على مستوى الظهور و النصرة .
الانتظار يجعل المنتظر يعيش حالة الأمل و يؤدي واجباته الدينية والأسرية والاجتماعية،المنتظر يصمد أمام التيارات الغربية التي تريد أن تسلب من الإنسان المؤمن دينه ! .
إن الذي يريد أن يكون تحت لواء الإمام عليه إن يكون عادلاً تقياً ورعاً .
و إضافة إلى ذلك المحب لابد إن ينتظر لقاء المحبوب لأنه يشعر باشتعال بأعماقه لفقد محبوبه ولا ينطفئ إلا بلقائه مع المحبوب .
وعندئذ من الطبيعي اسم الإمام المهدي ( أرواحنا له الفداء ) يرقق قلوب المحبين ، الإمام الصادق (عليه السلام) يبكي بكاء الثكلاء محبة للإمام المهدي (عجل الله فرجه) ورد في الراوية الشريفة عن سدير الصوفي قال : دخلت أنا و المفضل بن عمر و داود بن كثير الرقي و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا الصادق (عليه السلام) فرأيناه جالساً على التراب و عليه مسح خيبري مطرق بلا جيب مقصر الكمين و هو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ذات الكبد الحرى قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغيير في عارضيه و أبلى الدموع محجريه و هو يقول :" سيدي غيبتك نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و ابتزت مني راحة فؤادي ..." . غيبة الطوسي ص 167.
الحب سلوك و عمل.
إن الحب دائماً يترجم في العمل و ليس في الكسل و البطالة فالحبيب لا يكتفي منك أن تقول له : احبك دون سلوك و عمل تؤكد له حبك فيه يقول القران الكريم : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ } آل عمران 31 .
فلابد أن يقترن الحب بالإتباع هو إتباع النبي و أهل البيت ( صلوات الله عليهم أجمعين ) إذا أردنا أن نبحث عن إنسان ناجح موفق في حياته محبوبا عند الله و عند الناس سنجد الذي اقتدى بالنبي و أهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)
إذن : الذي هو ذائب في حب الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) لابد أن يقتدي به يتأسى به بما يسمى اليوم في عالم الحب التشبه بالمحبوب و هي أفضل علامة من علامات المحبة .
و إلا الحب سر في القلب كيف الإنسان يكون مفضوح في حبه ؟ من التشبه و الذكر الدائم للمحبوب.
و اعلم إن أهل البيت أوفياء إذا أحبهم شخص أحبوه ، روي عن بعض أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) قال : كنا جلوسا عند أبي جعفر – الباقر- (عليه السلام) فقام فدخل البيت و خرج فاخذ بعضادتي الباب فسلم فرددنا عليه السلام ، ثم قال " و الله إني لأحب ريحكم و أرواحكم و إنكم لعلى دين الله و دين ملائكته و ما بين أحدكم و بين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه ها هنا ( أومأ إلى حنجرته ) و قال " فاتقوا الله و أعينوا على ذلك بورع "المصدر اعلموا أني فاطمة ج1 ص126 .
من أحب أهل البيت فهو منهم.
قال الإمام الصادق (عليه السلام) لبعض أصحابه : من أحبنا فهو منا أهل البيت .
قال الرجل : جعلت فداك منكم ؟
قال : منا و الله . أما سمعت قول الله و هو قول إبراهيم " فمن تبعني فهو مني " . سورة إبراهيم 35 ، اعلموا إني فاطمة ج2 ص54 .
لا فرح حقيقي إلا بظهور الحجة.
قال الأمام الرضا (عليه السلام) " كم من حرى مؤمنة و كم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين - أي الإمام الحجة - المصدر الإمام المهدي من قبل الميلاد إلى بعد الظهور "
وجاء في دعاء الندبة " عزيز علي أن أرى الخلق و لا ترى و لا اسمع لك حسيسا و لا نجوى عزيزا علي أن تحيط بك دوني البلوى و لا ينالك مني ضجيجاً و لا شكوى ..." " ...بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى من مؤمن و مؤمنة ذكرا فحنا عزيز علي أن أبكيك و يخذلك الورى ".
هذا نموذج من الم القلب الذي شرب كأساً من معين محبته ، دعاء الندبة من أهم الأعمال في الأعياد الأربعة ( عيد الفطر و عيد الأضحى و الغدير و الجمعة )، المحب في أول ساعات السرور و يعيش الندبة والبكاء " هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا " .
ولنعم ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ديوان منسوب إليه
لا تخدعـــن فللمحــب دلائــــل و لديه من تحف الحبيب وسائل
مـــن الدلائل أن يرى من شوقه مثل السقــيم في الــفؤاد غلائل
و من الدلائل أن يرى من انسـه مستوحشا ومن كل ماهو شاغل
و مــن دلائل ضحكهُ بيــن الورى و القلب محزون كقلـب الثـــاكل
و أخيراً أيها المحب حاول أن تراعي مشاعر إمامك ذلك المولى الذي يرعى كل شؤوننا و لا يعزب عنه شيء من أخبارنا جاء في توقيع بعث به إلى الشيخ المفيد (رض) يقول : " فانا نحيط علماً من أنبائكم و لا يعزب عنا شي من أخباركم و معرفتنا بالزلل ( بالبلاء ) الذي أصابكم إنا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين لذكركم و لولا ذلك لنزل بكم اللاواء ( أي الشدة و ضيق المعيشة ) أو اصطلمكم الأعداء ( أي استأصلكم الأعداء) . التهذيب 37:1
أيها المنتظر ، أيتها المنتظرة :
ادخل السرور على قلب الإمام الحزين بما أمكنك بعمل صالح بانجاز بصلة رحم ، بإدخال السرور على قلب المؤمنين فقد قال رسول الله (ص) : " من سر مؤمناً فقد سرني و من سرني فقد سر الله " و هذا القانون يسري في كل العصور ، فمن سر مؤمن سر إمام زمانه . جامع السعادات ج2 ص416 .
و ما أتاك الله من معرفة و محبة انشرها على من حولك و اعلم أن للمحب محطات انس بالحديث مع الإمام (عجل الله فرجه) و هي ثلاث محطات:
المحطة الأولى : أربعينية مباركة من دعاء العهد .
المحطة الثانية : دعاء الندبة بالأعياد الأربعة .
المحطة الثالثة : زيارة آل يس حيث إن العشاق لهم انس بهذه الزيارة المباركة و حيث أن المحب يبعث بسلامه إلى سكنات و حركات محبوبه فيقول : " السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرا و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين تركع و تسجد السلام عليك حين تهلل و تكبر السلام عليك حين تحمد و تستغفر السلام عليك حين تصبح و تمسي السلام عليك في الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى " . مفاتيح الجنان
فنحن بحاجة إلى مناجاة الإمام و استشعار حضور الإمام و معرفة الإمام فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : " من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " أي مات على الكفر . بحار الأنوار ج32 ص331 المصدر من - كتيب الحب والدين- لزينب الكتبي.