|
مشرف المنتدى الثقافي
|
رقم العضوية : 68149
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 6,629
|
بمعدل : 1.38 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
الوسيلة العذراء
بتاريخ : 11-10-2012 الساعة : 08:19 PM
الوسيلة العذراء
===========
الشيخ عبد الحسين بن أحمد آل شُكُر النَجَفِيّ(ت 1285هـ)
بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيّد الأَنبياء والمرسلين محمّد، وعلى آله الطيّبينَ الطاهرينَ المعصومينَ.
وبعدُ: فإنّ الحديث عن هذه الرائعة الشعريّة ذو شجونٍ؛ فلابُدّ من تفصيله في فصول :
(1)
للقرآن الكريم عند المسلمين حرمة عظيمة ومقام سامٍ لأنّه الوحي المبين المنزل على الرسول الأمين صلّى الله عليه و آله ولذلك دأبَ علماءُ الإسلام على استخدام شتّى الوسائل من أجل المحافظة عليه نصّاً، واستيعاب مضمونه وفحواه، فقرّروا القواعد المتينة لأداء لفظِهِ، وأصّلوا الأُصول الرصينةَ لِكتابة نصّه، وسلكوا السُبُل القويمة لحفظ ظاهره، وتحمّلوا المشاقّ للوصول إلى مُحتواه وباطنه.
وممّا بَذَلُوا الجُهدَ فيه حفظ عبارته، وما يرتبط به من عناوين وأرقام على الخواطر وظهر القلوب، لما في ذلك من شدّ الأواصر بِالقرآن، وإحكام الوشائج بكتاب الرحمن.
(2)
والشِعرُ ـ بما له من إيقاعٍ ونَغَمٍ، تتجاوبُ معه النفوسُ، بشكل أَسْهلَ ممّا تفعله مع النثر ـ استخدمَهُ علماءُ القُرآن لهذا الغرض، ليكونَ أكثر وقعاً في النفوس، وأشدّ تأثيراً في جلبها إلى القرآن، ودرك جماله اللفظيّ والتلذُّذ بروعته المعنويّة.
فبين الأشعارَ بأَغْراضها الكثيرة، من مَدْحٍ، ورثاءٍ، ونَسيبٍ، وغَزَلٍ، وهِجاءٍ، وحَماسةٍ، وغيرها، نجدُ أَراجيزَ شعريّةً، وقصائدَ منظومةً تحتوي على أَنواع من عُلوم القرآن.
ومن هذا المُنطَلق تعدّد الشعراءُ الذين حاولوا جمع أَسماء السور القرآنيّة في قصيدة أو أُرْجُوزة، كي يسهلَ للمسلم جمعُها في ذاكرته، متسلسلةً حسب ورودها في الكتاب المجيد.
(3)
ولقد تبارى عدّةٌ من الشعراء في هذا الميدان، وجعلوا مانظموا في مدح الرسول الأكرم صلّى الله عليه و آله كي يشدّوا المسلم إلى الغَرَض بشكلٍ أقوى؛ حيثُ جمعوا في شعرهم بين جماله ونغمه، وهيبة القرآن وعمقه، ومجد الرسول وأخلاقه الحميدة، مضمّنين شعرَهم أسماءَ السور القُرآنيّة، وعلى أساس ما يُسمّى في علم البديع بـ. (الإيهام).
ومن كبار الشعراء الذين قاموا بمثل ذلك:
1 ـ ابن جابر الأندلسي (698 ـ 780): محمّد بن أحمد بن علي، الهواري، أبو عبد الله، المعروف بابن جابر، شمس الدين، الضرير، شارح ألفيّة ابن مالك في النحو، من شعراء الأندلس المفلّقين.
قال المقري: ولو لم يكن من محاسنه إلا قصيدته التي في التورية بسور القرآن ومدح النَبِيّ صلّى الله عليه و آله لكفى، وهي من غرر القصائد[1].
وهي 56 بيتاً، مطلعها:
في كُلّ فاتحةٍ لِلقولِ مُعْتَبَرَهْ حقُّ الثناء على المبعوثِ بِالبْقَرَهْ
2 ـ وقال المقري: وقد عارض منحاها [أي قصيدة ابن جابر] جماعةٌ من الشعراء، فما شَقّوا لها غُباراً، ومن معارضاتها قولُ بعضهم:
بسمِ الإلهِ افتتاحُ الحمد والبقرَهْ مصلّياً بصلاةٍ لمْ تزلْ عطرَهْ[2]
3 ـ الكفعميّ (840 ـ 905): الشيخ إبراهيم بن عليّ بن حسن بن محمّد بن صالح، الحارثي العاملي، تقيّ الدين، من فضلاء الشيعة الإماميّة، وأدبائهم البُلغاء، مولده ووفاته في جبل عامل بجنوب لبنان، أقام مدّةً في كربلاء بالعراق، وصنّفَ 49 كتاباً ورسالة، وله قصيدة بديعيّة، شرحها بكتاب «نُور حدقة البديع ونَور حديقة الربيع»[3].
قال المقري حول قصيدته المتضمّنة لأسماء السور القرآنيّة: قصيدةٌ على سور القرآن، وفي مدح سيّد ولد عدنان، يحسن هنا أنْ ننضيَ عن فوائد نفائسها لطلابها ما أُغدق من خُمُرها وستورها، ونجلّيَ عن فوائد عرائسها لخُطّابها ما أُسدف من غررها في خدورها، فانظر إلى سور أبياتها وصور تورياتها، ثمّ ادعهن يأتينك سعياً، فحفْظاً لها ووعياً[4] ومطلعُها:
يامَنْ له السبعُ المثاني تنزلُ وخواتم البقرة عليه أنزلوا
ويقول في آخرها مُشيراً إلى أبياتها الأَربعين:
أبياتُها ميقاتُ موسى عِدّةً والكفعميُّ بمدحه يتجمّلُ
صلّى عليه اللهُ مع أصحابه مازالَ طيرُ العندليب يعندِلُ
وقد وفّقني الله جلّ وعلا إلى نشر هذه القصيدة، مع خُطبةٍ للكفعمي في نفس الغرض، بعنوان «أسماء السور القرآنية ضمن مقطوعتين أدبيّتين في مدح النَبِيّ خير البريّة» مقدّماً لهما بترجمةٍ ضافيةٍ للكفعميّ[5].
إلى غير هولاء من الشعراء، بل الخطباء، الذين ساروا على هذا المنهج في خطبهم، وليست هذه المقدّمة مجالاً للحديث عنهم[6].
(4)
وهذه القصيدة ـ التي نقدّمها ونقدّم لها هي من معارضات قصيدة ابن جابر الأندلسي، لأنّها مثلها وزناً ورويّاً.
لكن لا ندري: هل كان شاعرنا مطّلعاً على قصيدة ابن جابر، أو لا؟
وأُولئك الشعراء ـ كما عرفنا ـ نظموا قصائدهم في مدح الرسول الأعظم والنَبِيّ الخاتم صلّى الله عليه و آله .
وهذه القصيدة جاء فيها مدح الوليّ الأعظم أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام مَنْ تربّى في حجر النبوّة، تلميذ النَبِيّ ورضيع الوحي وقرينه، والمدافع عنه والمحامي عن أهدافه.
وقد تضافرت النصوص النبويّة مناديةً بالارتباط الوثيق بين القرآن وعليٍّ، نورد في مايلي بعضها:
1 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : «عليٌّ مَعَ القرآن، والقرآن مَعَ عليّ، لن يفترقاً حتّى يردا عليّ الحوض»[7].
2 ـ وقال صلّى الله عليه و آله : «إنّ فيكم مَنْ يُقاتلُ على تأويل القرآن؛ كما قاتلت على تنزيله، وهو عليُّ بن أبي طالب»[8].
3 ـ وقال صلّى الله عليه و آله في حديث الثقلين المتواتر: «إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض»[9].
وعليٌّ سيّدُ العترة وإمامُ أهل البيت.
فقد أبدع الشاعر في نظمه حيث جَمَعَ بين القرآن وأسماء سوره، وبين مدح الإمام وذكر فضائله وخصاله، ففي ذلك المرغّب التامّ للمسلم في الاتجاه إلى الغرض والانتهال من معين القرآن والارتواء من علوم أهل البيت والتفاني في ولائه للإسلام، المتمثّل في القرآن والعترة.
(5)
الشاعر: هو الشيخ عبد الحسين بن أحمد النجفي الشهير بـ (شُكُر).
وآل شُكُر: من الاُسر العربيّة الشهيرة بالنجف، عرفت بأسم أحد أجدادها، وأصلهم من نجد الحجاز هَبَطوا العراق منذ قرون بعيدة، واستوطنوا قرية «جبّة» المعروفة من أعمال بغداد، ذكرها الحموي وغيره.
ثم انتقلوا منها إلى النجف فاتخذوه موطناً لهم، ولم تنقطع صلة جماعة من أفرادها عن قطري نجْدٍ والحجاز.
كان والده الشيخ أحمد من العلماء المؤلّفين، وسكن مدينة كربلاء مدّة ، وله: تحفة الأعياد في أعمال الجمعة.وزينة العباد في الأخلاق. ومليّنة الحديد في محاسبة النفس، ورسالة في فضائل المختار الثقفي. والكشكول.
نشأ الشاعر على والده، فغذّاه بالمعرفة، وقرأ عليه وعلى غيره من أفاضل عصره، وكان توّاقاً إلى الأدب، وقرض الشعر، فانصرف إلى ذلك حتّى أصبح في عداد أُدباء النجف وشعرائه البارزين.
والظاهر أنّه ولد في النجف، لكنّه سكن كربلاء مدّةً، وخرج إلى طهران، ومدح ناصر الدين شاه بمجموعة من شعره فأسنى جائزته، وعيّن له راتباً.
وتُوُفّي بطهران سنة 1285هـ، بعد أن استوطنها مدّة.
وعن «الطليعة في شُعراء الشيعة» أنّه كان من ذوي البديهة، مكثراً من الشعر، وله في مراثي الأئمّة ما يقرب من خمسين قصيدة، منها «روضة» مرتّبة على الحروف مشهورة.
وله ولد اسمه (مرتضى) له أشعار.
ديوانه: قال الأمين: يظهر أنّ ديوان شعره قد فُقد في أسفاره الكثيرة.
أقول: جمع الشيخ محمد علي اليعقوبي ما وقف عليه من مراثيّه للحُسين عليه السّلام وأخرجه باسم «ديوان الشيخ عبد الحسين شُكُر» وطُبع في النجف، بالمطبعة العلميّة سنة 1374 هـ.
وأورد السيّد الأمين نماذج من شعره:
ومن مراثيه في الحسين عليه السّلام رائيّته التي مطلعها:
البِدارَ البِدارَ آلَ نِزارِ قد فُنِيتُمْ مابينَ بِيضِ الشِفارِ
والبائيّة المنشورة في «الدُرّ النضيد» للسيّد الأمين ومطلعها:
بَقيّةَ آلِ الله سَوِّمٌ عرابها فقد سلبت حَرْبٌ نِزاراً إهابَها
ونونيّته التي يرثي بها الحسن السبطَ عليه السّلام وفيها يقول:
مَنْ مُبْلغُ المصطفى والطُهْرَ فاطمةً أَنَّ الحُسينَ دَمَاً يبكي على الحَسَنِ
والأُخرى التي يرثي بها الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام منها قوله:
للهِ رُزْءٌ هَدَّ أَركانَ الهُدى مِنْ بَعْدِهِ قُلْ للِرَزايا هُوْنِيْ
وقال في رثاء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام :
عَرَا المكارمَ خَطْبٌ شِيْبَ بِالكَدَرِ لم يَبْقَ من بعدِهِ لِلمَجْدِ مِنْ أَثَرِ
وله قصيدة في تقريظ كتاب (نَفَسُ الرحمان في أحوال الصحابي سلمان) للشيخ الطبرسي مطلعها:
زان سمعي شنفاً لفظٌ ومعنى في عُلا مَنْ خَصّ في «سلمان منّا»
وآخرها:
فضلُ سلمانَ أتى تاريخه «نَفَسُ الرحمان جمع لن يُثنّى»
ومن شعره في الحماسة قوله:
بِالظُبا يومَ تسعُرُ الهَيْجَاءُ لا بِوَصْلِ الظِبا يُنالُ العَلاءُ
ومن شعره في الغزل قوله:
لي شادِنٌ يرتَعٌ حبَّ الحَشا يفعلُ فيه لَحْظُهُ كيفَ شَا
مصادر ترجمته:
أعيان الشيعة للإمام السيّد محسن الأمين العاملي: ج7، ص438 من الطبعة الحديثة ـ بيروت 1403.
والكرام البررة ـ من طبقات أعلام الشيعة ـ للإمام الشيخ آقا بزرك الطهراني، ص706 رقم الترجمة (1294) وراجع الترجمة رقم 171،
والذريعة إلى تصانيف الشيعة، للطهراني ج9 ص683 رقم 4765 وج18، ص70 ـ 71.
ومعجم رجال الفكر والأدب في النجف، للشيخ محمّدهادي الأميني، ص252.
ومعجم المطبوعات النجفيّة، للأميني، رقم 644.
(6)
نسخة القصيدة:
في مكتبة السيّد البروجرديّ رضي الله عنه بالنجف مخطوطة لتفسير فرات بن إبراهيم الكوفي برقم (ب /193) استكتبها الشيخ محمّد حسين النوري الطبرسي لنفسه، وكتب في الصفحة الاُولى، منها هذه القصيدة بخطّ فارسي دقيق، وكتب في طُرّة الصفحة:
«لمادح الأئمّة عليهم السلام، الفاضل المبرّء من كلّ شَيْن: الشيخ عَبد الحسين بن الشيخ أحمد شكر النجفي أدام الله توفيقه في سنة 1276،
وفي نهايتها:
«تمّت بيد العَبد الجاني ابن محمّد تقي، حسين المازندراني في ليلة الأحد، خامس شهر رجب المرجّب، في كربلاء، سنة 1276.
والقصيدة مؤلّفة من 74 بيتاً، في مدح الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وقد أبدع الشاعر في تضمينها أسماء السور القرآنيّة من (الفاتحة) إلى (المعوّذتين).
والملاحظ: أنّ بعض الأبيات المتضمّنة لأسماء السور قد شُطب عليها، وكتب بدلها أبيات أُخر تحتوي على تلك الأسماء.
وهذا يُشير من بعيد إلى أنّ الشاعر كان يُمْلي القصيدة على النوري (مرتجلاً) فتبدُو له وجهات نظر، فيكتب النوري ويشطب، ولم يكن للقصيدة أصلٌ مسجّل.
وإلا فلا مَبَرّرَ لهذه الشطوب والتغييرات.
وحتّى لو كان الشاعر يُملي من حفظه ما كان نظمه من ذي قبل، لم يكن معنى لهذه الكثرة من الاشتباهات!!
وعلى كلٍّ، فقد آثرنا وضع تلك الفقر المشطوب عليها في الهوامش ، رعايةً للأمانة، وأداء لمعانيها المحتمل إرادتها.
وقد رقّمنا الأبيات، ووضعنا أسماء السور بين قوسين ، لتُساعد القارئ على التذكّر، وإبرازاً للغرَض المقصود من محاولة النظم، وهدفنا من التصدّي لتحقيقه.
وسمّينا القصيدة بـ «الوسيلة العذراء»:
أخذاً من قول الناظم في البيت رقم 73: «فتلكَ لي وَسِيْلَة العفو غداً».
وقوله في البيت 69: «إليك من قِنِّكَ عَذْراءَ...».
(7)
ونأمل أن يكون في عملنا هذا لله جلّ وعلا رضاً. وإلى سيّدنا أمير المؤمنين عليه السّلام تزلّفاً ، ووسيلةً للشفاعة.
وأن يجدَ حفّاظُ القرآن في هذه القصيدة لذّةً وفائدة. و يجدَ الاُدباء فيها مُتعةً وعائدة. وأن تُسديَ بها إلى التراث الإسلامي العزيز خدمة ميسورةً.
وأن يصير سبباً ـ لدى المؤمنين ـ للدعاء بالخير والرحمة والرضوان، لناظم القصيدة، وكاتبها، ولنا، إنْ شاء الله. والحمد لله ربّ العالمين.
وَكَتبَ السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي
بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
1 ـ يانُقطةً فِيها الغُيُوبُ مُضْمَرَهْ قدْ طَرَّزَتْ منَ الكِتابِ سُوَرَهْ[10]
2 ـ جَلّتْ بِها المَشاعِرُ الخَمْسُ كَما حارَتْ بِمعناها العُقُولُ العَشَرَهْ[11]
3 ـ غايَةُ مايُدْرِكُهُ أهْلُ الحِجا (فاتحةُ) الحَمْدِ لِمَنْ تَدَبَّرَهْ
4 ـ أنْتَ الذي أحْيَى ابْنُ عِمْرانَ بِهِ مُذْ ضَرَبَ المَيْتَ بِبَعْضِ (البَقَرَهْ)[12]
5 ـ أنْتَ يَدُ اللهِ التي آلاؤُها بِـ (آلِ عِمْرانَ) غَدَتْ مُنْتَشِرَهْ
6 ـ ذُو رَحْمةٍ واسِعَةٍ على (النِسا) منها أُعيرتْ رأفةً مُختصَرَهْ
7 ـ للهِ كمْ مَدَدْتَ من (مائدةِ) كُلُّ الوَرَى كانَتْ لها مُفتَقِرَهْ
8 ـ فأنْكرتْها رُتَّعٌ ما إنْ هُمُ إلا كَـ (الأنْعامِ) بِأرضٍ نَضِرهْ[13]
9 ـ أَنْتَ على (الأعْرافِ) مَعْ أَبْناكَ ذِي (الْـ أَنْفالِ) لا غَرْوَ رِجالُ القَنْطَرهْ
10 ـ تَعْرِفُ بِالسِيماءِ ذا وُدٍّ وذا (بَراءَ ةٍ) مِن العُتاةِ الفَجَرَهْ
11 ـ يا مُنْقِذاً من البحارِ (يُونُساً) وُمنْبِتَاً مَنَّاً عليهِ الشَجَرَهْ
12 ـ وهادِياً (هُوْدَاً) ويا مَنْ قدْ أَرَى يعقوبَ (يُوْسُفاً) وَرَدَّ بَصَرَهْ
13 ـ حَلَفْتُ بـ (الرَعْدِ) ومَنْ سَخَّرَهُ ومَنْ بِهِ السَحابُ أَبدى قطرهْ
14 ـ لأَنْتَ مَنْ فِي الذَرِّ (إِبْراهيمُ) مِنْ شِيْعَتِهِ الغُرِّ الكِرامِ البَرَرَهْ
15 ـ وأَنْتَ بيتُ اللهِ و (الحِجْرُ) الذي قد اهتدى من حَجَّهُ واعتمرَهْ
16 ـ لِوفْدِهِ الرُسْلُ دَوِيُّ (النَحْلِ) إِذْ يلتمسُونَ رُكْنَهُ أَوْ جُدُرَهْ
17 ـ سارَتْ مَزاياكَ فسُبْحانَ الذي (أسْرَى) بِها فأصْبَحَتْ مُنْتَشِرهْ
18 ـ يا مَلْجأَ الخَلْقِ ومَنْ نَجاتُهُمْ بـ (كَهْفِ) رُحْماهُ غَدَتْ مُنْحَصِرَهْ
19 ـ ببعضِ أسماءِ كَ (مَرْيَمٌ) دَعَتْ فأسْقَطَ النَخْلُ عَلَيْها ثَمَرَهْ
20 ـ لولاكَ لمْ تُرْفَع لـ (طه) رايَةٌ و (الأنبياءُ) لمْ تَكُنْ مُنْتَصِرَهْ
21 ـ يا سِرَّ (حَجِّ) البَيْتِ قدْ (أفْلَحَ) مَنْ والاكَ واللهُ بهذا بَشَّرَهْ
22 ـ ما (النورُ) في (الفُرْقانِ) في النُورِ سِوى سَناء شَمْسِ ذاتِكَ المُنَوَّرَهْ[14]
23 ـ فـ (الشُعَرَا) في وَصْفِ مَعْناك غَدَوا كـ (الَنمْلِ) في توحيدِهِ مَنْ صَوَّرَهْ
24 ـ مِن عَوْنِكَ الرُسْلَ رَأَيْنا (قَصَصَاً) لـ(عَنْكَبُوت) الغارِ لمّا سَتَرهْ
25 ـ يامَنْ دَعَتْهُ (الرومُ) بَطْريساً كذا ك الفُرْسُ، والعُربُ: جُبَيْرُ، حَيْدرهْ
26 ـ عَلَّمْتَ (لُقْمانَ) الحكيمَ حِكْمَةً حَيَّرْتَ في مُحْكمها تَفَكُّرَهْ
27 ـ شَحَذْتَ هِنْدِيّاً وكَمْ مِنْ (سَجْدَةٍ) أرْتْهُ هاماتِ اللُيُوث المُزْئِرَهْ[15]
28 ـ فغادَرَ (الأحْزابُ) في أيدي (سَبَا) كأَنّما هُمْ حُمُرٌ مُسْتَنفِرَهْ
29 ـ أجَلْ، بَلى، أفْناهُمُ (فاطِرُ)هُمْ وأيُّ شَي ءٍ مُعْجِزٌ مَنْ فَطَرَهْ
30 ـ نَصَرْتَ (ياسِيْنَ) فصُفَّتْ في السَما أمْلاكُها من عَجَبٍ مُكَبِّرَهْ
31 ـ أنْهَلْتَ صادي عَضْبِكَ البارقِ مِنْ مَناحِرِ الشِرْكِ فأفْنى (زُمَرَ)هْ
32 ـ يا (غافِرَ) الذَنْبِ ومَنْ قَدْ (فُصِّلَتْ) صِفاتُهُ فِي الصُحُفِ المُنَشَّرَهْ
33 ـ (شُورا)كَ أَنْ تَهْجُرَ دُنْياً (زُخْرِفَتْ) يُحِيْلُها (دُخانُها) مُعَصْفَرَهْ
34 ـ للهِ يومٌ قدْ غَدَتْ (جاثيةً) (أحقافُ) بَدْرٍ للوغَى مُبْتدِرَهْ
35 ـ فكُنْتَ سَيْفاً لـ (محمّدٍ) بِهِ قدْ كانَ فِيْهِ (الفَتْحُ) لَمّا شَهَرَهْ
36 ـ وكالَ مَنْ كانَ يُنادِي مِنْ وَرا ءِ (الحُجُراتِ) مِثْلَ كَيْلِ السَنْدرَهْ
37 ـ ذُو عَزْمةٍ لَوْ صادَفَتْ (قافَاً) غَدا و (ذارِيات) الفَتْكِ أخْفَتْ أَثَرَهْ
38 ـ كَلَّمْتَ في (الطُوْرِ) لِمُوسى فَهَوى كـ(النَجْمِ) مُذْ خَرَّ لِكَيْدِ الكَفَرَهْ
39 ـ فاقْتَرَنَتْ ساعَتُهُمْ لَمّا رَأَوْا والسَعْدُ قَدْ شَقَّ سُرُوْراً (قَمَرَ)هْ
40 ـ دَهاهُمُ(الرَحْمنُ) فِي (واقِعَةٍ) زاجِرُها قَلْبَ (الحَدِيْدِ) فَجَّرَهْ
41 ـ (قد سَمِعَ) اللهُ الذينَ جادَلُوا فِي فَضْلِكَ الإلهَ لَمّا أَظْهَرَهْ
42 ـ فَسَوْفَ يَجْزِي مَنْ تَوَلَّى عنك في(الْـ ـحَشْرِ) (امْتِحاناً) وَيَرَى ما لَمْ يَرَهْ
43 ـ تأتي(وصفُّ) الرُسْلِ من خَلْفِكَ في (جُمُعَةِ) الأَفْلاكِ تَقْفُوْ أَثَرَهْ
44 ـ فَيَالَهُ يَوْمٌ عَلى (المُنافِقِيْـ نَ) ما أَمَرَّ طَعْمُهُ وأَكْدَرَهْ
45 ـ يامَنْ بِهِ الدُنْيا رَأَتْ (تَغابُناً) حِيْنَ (طلاقَـ)ـها ثلاثاً كَرَّرَهْ
46 ـ حُزْتَ بـ(ـتَحْرِيمـ)ـكَ ما سِوى الـ ـلـهِ لِـ (مُلْكٍ) جَلَّ مِنْ أَنْ يَحْصُرَهْ
47 ـ فـ (القَلَمُ) الجاري عَلى اللوْحِ أَبى يَجْرِي عليهِ دُوْنَ ما أَنْ يأمُرَهْ
48 ـ يا مَنْ لَهُ حُقّتْ (مَعارِجُ) العُلا أنْ تَكُ من دُوْنِ البرَايا مِنْبَرَهْ
49 ـ لَوْلاكَ مَوْلايَ لِـ (نُوُحٍ) ما نَجَتْ سَفِيْنَةٌ والبَحْرُ مَوْجاً غَمَرَهْ
50 ـ كمَ فَرَّ عَنْها (الجِنُّ) لَمّا أَنْ رَأَوْا (مُزَّمِّلاً) بُرْدَ العُلا (مُدَّثِّرَ)هْ
51 ـ يا مالِكَ (القِيامَةِ) العُظْمى وَمَنْ لا يَفْعَلُ (الدَهْرُ) سِوى ما قَدَّرَهْ
52 ـ لَمْ تَاْتِ صُحْفُ (مُرْسَلاتٍ) (نَبَأً) للرُسْل إلا كُنْتَ منهُ مَصْدَرَهْ
53 ـ لَوْلا يَداكَ (النازِعاتُ) الضَيْمَ إِنْ قَدْ (عَبَسَ) الدَهْرُ وأَبْدى عُسَرَهْ
54 ـ لـ (كُوّرَتْ) شَمْسُ البَقَا و (انْفَطَرَتْ) سَماهُ (بِالمُطَفِّفِيْنَ) الفَجَرَهْ
55 ـ ولا عْترى السَبْعَ (انشِقاقٌ) وهَوَتْ عن (البُرُوج) شُهْبُها مُنْتثِرَهْ
56 ـ حُسامُكَ (الطارقُ) قَدَّ أَوْجُهاً كانَ من الكُفْرِ عليها قَتَرَهْ
57 ـ كأَنَّما حَلَّتْ من (الأعْلى) بهم (غاشِيَةٌ) وصَالَ فيهم قَسْوَرَهْ[16]
58 ـ مالاحَ (فَجْرٌ) للهُدى في (بَلَدٍ) إلا وكُنْتَ (شَمْسَهُ) المُنْوَّرَهْ
59 ـ فكانَ من بعدِ دُجى (الليلِ) (ضُحىً) ضِياؤُهُ (للانْشراح) يَسَّرَهْ
60 ـ و(التينِ والزيتونِ) إنّي لأَرَى عِلْمَك بـ (اقْرَأْ) ذُو العُلا قد ذَكَرَهْ
61 ـ في ليلةِ (القَدْرِ) خُصِصْتَ في عُلاً (لم يَكُنِ) المُمْكِنُ يجري أَيْسرَهْ
62 ـ كَمْ (زُلْزِلَتْ) من (عادِياتِ) الفَتْك في (قارعةٍ) مِنْكَ قلُوبٌ مَنْكَرَهْ
63 ـ (تكاثُرُ) الآياتِ في (العَصْرِ) غَداً (وَيْلٌ) لهم معرفةً لا نَكِرَهْ
64 ـ بآيةِ الثُعْبانِ يَوْمَ بُدِّلَتْ (بِالفِيلِ) كَمْ حازَتْ (قُرَيشٌ) مَفْخَرَهْ
65 ـ يا صاحِ فاقْصِرْ (أَرأَيْتَ) أَحْمَداً كيفَ حبَاهُ في القِيامِ (كَوْثَرَ)هْ
66 ـ فـ(الكافِرُونَ) إنْ ضَمَوْا لم يَظْفَرُوا (بِالنَصْرِ) (تَبَّتْ) يَدُ مَنْ قد خَسِرَهْ
67 ـ عليكَ بـ (الإخلاصِ) تُكْفَى (فَلَقاً) فعِصْمةُ (الناسِ) وِلاءُ حَيْدَرَهْ
68 ـ يا عِصْمَة الخَلْقِ ومَنْ رَبُّ السَما دُوْنَ الوَرَى عَظَّمَهُ وكَبَّرهْ
69 ـ إِليكَ من قِنِّكَ (عَذْرَاءَ) لقدْ فاقَتْ أَبا دُجانةٍ تَبَخْتُرَهْ
70 ـ جالَ بها ذكرُكُمُ السامي كَما جالَ ضياءٌ في النُجُومِ الزاهِرَهْ
71 ـ فإنْ تَكُنْ تَغْفِرُ للجاني فلا غَرْوَ بِهِ فأَنْتَ أَهْلُ المَغْفِرَهْ
72 ـ لَسْتُ أَرى لِلحَشْرِ غَيْرَ أَنّني (عَبدُ الحُسين) حُجَّةٌ مُعُتَبَرَهْ
73 ـ فَتِلْكَ لي (وَسِيْلةُ) العَفْوِ غَداً وعِصْمَةٌ دِيْناً ودُنْياً آخِرَهْ
74 ـ صلّى عليكَ اللهُ ما دُمْتَ لِمَنْ أَنْشاكَ من دُونِ البَرايا مَظْهَرَهْ
[انتهت قصيدة الوسيلة العذراء]
--------------------------------------------
(1) نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب ـ تحقيق محيي الدين عبد الحميد ـ طبع القاهرة: ج1، ص182.
(2) المصدر السابق: ج10، ص185.
(3) لاحظ ترجمته في كافة المعاجم وانظر الأعلام للزركلي: ج1، ص47. الطبعة الثانية.
(4) نفح الطيّب: ج4، ص395.
(5) في العدد 28 من نشرة تراثنا، الصفحات: 193 ـ 234.
(6) لقد جُمع ما ورد من الشعر والنثر على هذا المنهج في كتاب «المدائح النبويّة المتضمّنة لسور القرآن الكريم» تأليف السيّد هاشم الخطيب، طبع دار البيان ـ بغداد 1395.
وللكفعمي خطبةٌ رائعة تجمع أسماء السور مطبوعة في الفصل 49 من المصباح له،طبع إيران.
كما ذكر شيخنا الطهراني في الذريعة: ج23 ص145 اسم منظومتين، كما يلي:
برقم 8423: منظومة في نظم السور القرآنيّة: بالعربيّة أوّلها:
يا راغباً في نَظْم أسماء السورْ دونَك نظماً دونَه نظُم الدرَرْ
وبرقم 8429: المنظومة النورانية في أسماء السور القرآنيّة: للميرزا عبد المجيد صدر العلماء الگلپايگاني، المتوفى سنة 1359. منظوم فارسي، في ذكر أسماء السور، وعددها المطابق للفظ جامع = 114 من (الفاتحة) إلى (الناس) مختصر للغاية، وطبع سنة 1341.
و.بالفارسيّة أيضاً «قصيده قرآنيّه» للشاعر محيى الدين مهدي إلهي قمشه ى، طبعت في طهران،عام 1331هـ تتضمّن أسماء السور كلّها، في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام مطلعها:
جبرئيلْ آمدْ بوحيِ عشقُ و برخواندْ آفرينمْ گفتْ برگو مدحِ شاهِ دينْ أميرُ المؤمنينم
(7) أورده الحاكم في المستدرك على الصحيحين: 3/124 والمعجم الصغير للسيوطي: 1/255 ولقد تحدّثنا بتفصيل عن معنى الحديث ووجوهه في مقدّمتنا لـ (تفسير الحبريّ) ص45 ـ 53 الطبعة الأولى.
(8) الحاكم في المستدرك: 3 /2 ـ 123 وأُسد الغابة لابن الأثير 4/32.
(9) حديث متواتر، رواه الحفاظ وأصحاب الصحاح والمسانيد.
(10) يامَنْ سجاياهُ غَدَتْ مشتِهرةْ حارتْ بمعناك العُقول العشرهْ
(11) جَلَّتْ عن الإدراك أوصافك ما عَزَّتْ عُلاً عن أنْ تُرى منحصرهْ
(12) بكلّ شي ءٍ منك سِرٌّ قد بَدا عليك قد دَلّ كسِرِّ (البقرهْ)
(13) ونعمةٌ عليهم أَنعمتها من بحرها (الأنعام) كانت قطرهْ
(14) قد أَشرقَتْ بنورك العُليا مَعَ الـ سُفْلى وفي الفُرْقان رَبّي ذَكَرهْ
15 ـ وهنا أبيات ثلاثة غير مشطوبٍ عليها لكنّها مكرّرة:
يامَنْ لِحَدّ عَضْبِهِ كَمْ سَجْدة لأرْؤُس الأحزاب لمّا شَهَرهْ
لا غَرْوَ إِنْ سيَّرتهم أيدي سَبَا فاطِرُهُم بإِذْن مَنْ قد فَطَرهْ
نَصَرْتَ ياسينَ بصفٍّ للملا صَالَ على الشرك فأفْنى زُمَرهْ
16 ـ إن طارقٌ يهوي من الأعلى فذا غاشيةٌ منك لقوم كَفَرةْ
-------------------------------
راقت لي جدا واحببتها كثيرا فوددت ايرادها هنا تبركا
|
|
|
|
|