|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 72552
|
الإنتساب : May 2012
|
المشاركات : 36
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الأربعينية عطاء مخصوص /بقلم سماحة الشيخ منتظر الخفاجي
بتاريخ : 29-12-2012 الساعة : 02:29 PM
الأربعينية عطاء مخصوص
إن من العطاء الذي خص به الله شيعة أهل البيت هي الزيارة الأربعينية، والتي حوت على جوانب من العطاء المعنوي قد لا يتيسر للفرد الحصول عليها طيلة حياته العادية، ومن وجوه هذا العطاء:
أولاً: أنها انطوت على مستوى متوسط من مستويات كسر شوكة النفس الأمارة بالسوء، من خلال الصعوبات التي يعيشها السائر حين سيره - كلٌ على قدره - ، فيدخل السائر بأدائها في الجهاد النفسي الاختياري.
ثانياً: أن فيها تقوية لإرادة الفرد، فإن في الأفعال الصعبة استخراج لمرتبة جديدة من مراتب الإرادة المودعة في مكنون الإنسان، والتي لا يتيسر إخراجها إلا بالصعوبات الاختيارية.
ثالثاً: الانقطاع والابتعاد عن الدنيا وحطامها، فإن السائر خلال فترة مسيره التي تدوم أيام سوف ينقطع عن دنياه ويخرج عن جوها الى جوٍ آخر مضاد لها، جو إيماني خالص، وهذا ما تخلو منه حياة الفرد إلا في موسم الحج أي مرة في عمره. وهذا الانقطاع يحول دون الالتصاق الكلي للفرد بدنياه عموماً.
رابعاً:إن الفرد الذي يحيي هذه الشعيرة ويعيش أجوائها ويتنفس نفحاتها، يكون مجبراً على الالتفات الكلي لأمر آخرته لغلبة الجو الإيماني، فتزول طبقة من الغفلة الحاجبة عن النظر لوضع الفرد الأخروي.
خامساً: إن الحال المعنوي لهذا الحدث، له من الأثر -والذي أدركناه معايشةً- ما يحفز الصفات الفضلى الكامنة في صدر الانسان الى الظهور والتَفَعُّل العملي أي البروز الى ساحة التطبيق، وبالتالي عدم ضمور واضمحلال هذه الصفات ، لأن الصفة إن لم تُفعّل اضمحلت واندثرت في باطن الإنسان.
سادساً: من طبيعة كل إنسان حب الاستقرار على ما نظمه أو انتظم عليه من جزئيات حياته ، لكن خلال فترة المسير سوف يهدم هذا الاستقرار بسبب تغيير مفردات حياته الرتيبة،فيخرج من حال الى حال جديد وهو نوع من التغيير الذي قد يلازم تغيير من جهة الله تعالى لهذا العبد.
سابعاً: إن ما يأتي به السائر خلال فترة مسيرة من ذكر الله تعالى ومناجاته وقراءة القرآن والتفكر والصلاة وغيرها، وهو في هذا الجو الخالي من مشاغل الدنيا ستكون عباداته تلك من أعلى وأنقى وأزكى واطهر عباداته بالتالي يكون قد ارتقى بمستوى حسابه {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ثامناً: إن هذا الحدث داعٍ لتقوية علاقة الفرد بربه وتجديدها عن طريق تجديد علاقته بأولياء الله تعالى.
إّذن هي ربط متجدد سنوياً بساحة الحق تعالى عن طريق أولياءه. فأكرم به من عطاء، وهنيئاً لمن فاز به على أكمل وجوهه.
نحمد الله تعالى على هذا العطاء الذي اختص به شيعته وافتقر له الآخرون.
|
|
|
|
|