|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,407
|
بمعدل : 1.61 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
ذو الاربعة عشر عاما - حسنيون
بتاريخ : 04-01-2013 الساعة : 12:32 AM
ط فجر الصباح ابوابه وانا مستيقظ لغرض الذهاب الى مدينة امير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه
اقصد النجف الاشرف لغرض الزيارة ومن هنا الانطلاق سيرا على الاقدام الى كربلاء المقدسة
ليست المرة الاولى التي وبفضل الله اسير فيها الى كربلاء
ولكن هنا كان في بالي ان اسجل كل ما امر به من مواقف حسنية خارجة عن المالوف
انقلها الى هذا المنتدى
وكما يعلم اغلب اصحابي ان مشاركاتي هي في منتدى الحوار العقائدي
الا انني بحق ادمنت على هذا المنتدى الرائع
اقصد منتدى التنمية البشرية
حرت والله
اي حيرة
وما اشدها من حيرة
فالمواقف التي مررت بها كثيرة وكثيرة وكثيرة
لا يمكن ان يخطها قلمي هنا
وسرنا ساعات وساعات بالسيارة مع زحمة المرور
بسبب كثيرى السيارات المتوجة الى هناك
وصلنا العصر الى سيدي ومولاي امير المؤمني علي بن ابي طالب سلام الله عليه
انهينا الزيارة
سرت مع اصحابيى نحو الحسين
وخطتنا ان نبيت عند احد الاصدقاء بعد ان نسير حتى اذان المغرب
وبالفعل
وصلنا اليه
وكان المبيت والحديث عن الحسين وما يشهده الزائر الى الحسين
سجلت مواقف عدة
سجلت حوادث كثيرة
سجلت ايثارا ما بعده ايثار
سخاءا ما بعد سخاءه
سجل
وكما نوهت حرت والله اي صورة انقل
وصلنا الحسين سلام الله عليه
ادينا الزيارة وعدنا
في ذات الليلة حصلنا على سيارة اجرة اعادتنا الى بيتنا
ولدي الكثير الكثير يحكى ويحكى
ومع طول طريق العودة وتعب المسير
وفي محافظة الناصرية
راينا نار مشتعلة وشابا يانعا يلوح بيديه يمينا وشمالا
وينادي باللهجة العراقية الدارجة
( استريح يا زاير اشرب ماي جاي يا زاير)
حقيقة في وقتها وفي اوانها
كلنا قلناها في ذات الوقت
نزلنا اليه ركض مهرولا لصاحبه الاخر
سخن الطعام
فقد جاءنا زوار
هزني هذا المشهد
شاب يقدر عمر بالاربعة عشر عاما
واخر بالخمسة عشر عاما
يقفون في الساعة الثالثة فجرا يوزعون الشاي والطعام
صب لي الشاي
سالته ما يبقيك ساهرا طول الليل
لم يفهم سؤالي
اجابني
قال قد قسمناها واجبات
عرفت من كلامه ان هنالك شباب اخرين
ونتيجة التعب
ابقوا اثنين اثنين يبقون سهرانين لخدمة الزائرين
اكمل حديثه وانا اشرب الشاي
ذهب رفيقي ابو صباح ياكل الشوربة والخبز
وذهب اخر يغتسل
وشرب صديقي الشاي معي
قلت له رحم الله والديك فان الشاي في وقته تماما
وكنا فعلا بحاجته
اجاب قبلكم جاءت سيارة مسرعة لوحنا له
وناديناه
فوقف
لقد انقذتموني لانني كنت بين اليقظة والنوم
واكمل السائق قوله يخاطب الشاب ذو الاربعة عشر عاما
لقد انقذتموني لقد انقذتموني وانقذتم الزوار
فقد حانت غفوة مني وانا مسرع
هنا سجلت هذا الموقف البسيط
مع بساطته
استفدت منه
1- ان الحب هو من دفع الشباب الى ترك بيوتهم وعوائلهم والمبيت في العراء في البرد القارس فحرارة الحب تقتل كل برد
ولو احب كل انسان لاخلص ولو اخلص لقدم واعطى كل ما يملك
ولو احب كل انسان بلده وعمله لبني وترقى
2- ان ما كان يقدمه الشاب ذو الاربعة عشر عاما بسيط وهو شاي ولقمة خبز بسيطة قياسا لخدمات المواكب الحسينية ولكنها كبيرة فعلا في وقتها وموقعها
ومن هنا لا نستحقر اي عمل بسيط مهما كان لانه فعلا كبير واساس لشي كبير اخر
ومن هنا مر في بالي سؤال او خاطرة
ان الذي سار من النجف الاشرف الى كربلاء هو شخص واحد فقط
ولكن اليوم من يسير بالملايين
فالواحد صار مليونا
3- ان الشاب ذو الاربعة عشر عاما كل ما يامله كان زائر بسيط يرتشف الشاي على قارعة الطريق
ولكنه حصل على انقاذ روح سائق نائم ومن معه من الزائرين
وهكذا يجب ان نكون نحن فالعمل نتصور بسيط سهل ولكن ابعاد كل عمل خير اكبر من الكون مهما صغر
ومن احياها كانما احيا الناس كلها
ودعت الشاب ذو الاربعة عشر عاما
وقررت في قرارة نفسي ان اكتب موضوعا عن الشباب الحسنيون
الذي استرخصوا الروح
حب بك سيدي ابا عبدالله
حميد الغانم
|
|
|
|
|