|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 30365
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,092
|
بمعدل : 0.19 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
وصيةالزهراء عليها السلام لامير المؤمنين عليه السلام
بتاريخ : 25-03-2013 الساعة : 06:28 PM
فصل [ " وصيتها لعلي عليهما السلام لإخفاء قبرها " ] عن روضة الواعظين وغيره، مرضت فاطمة (س) مرضا شديدا ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت صلوات الله عليها، فلما نعيت إليها نفسها، دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت خلف علي عليه السلام وأحضرته، فقالت: يا ابن عم إنه قد نعيت إلي نفسي وإنني لا أرى ما بي إلا أنني لا حق بأبي ساعة بعد ساعة، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي: قال لها علي عليه السلام أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت، ثم قالت: يا ابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال: معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله أن أوبخك بمخالفتي قد عز علي مفارقتك وتفقدك (فقدك - خ ل) إلا أنه أمر لا بد منه، والله جددت علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد عظمته وفاتك وفقدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء لها ورزية لا خلف لها، ثم بكيا جميعا ساعة وأخذ علي عليه السلام رأسها وضمها إلى صدره، ثم قال: أوصيني بما شئت فإنك تجديني أمضي فيها كما أمرتني به واختار أمرك على أمري،
ثم قالت: جزاك الله عني خير الجزاء يا بن عم رسول الله (1). ثم أوصته بأن يتزوج بعدها أمامة بنت أختها زينب، وأن يتخذ لها نعشا، وأن لا يشهد أحد جنازتها من الذين ظلموا وأخذوا حقها، وأن لا يصلي عليها أحد منهم ولا من أتباعهم وأن يدفنها بالليل إذا هدئت العيون ونامت الأبصار. وعن مصباح الأنوار، عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: إن فاطمة عليها السلام لما حضرت أوصت عليا عليه السلام فقالت: إذا أنامت فتول أنت غسلي وجهزني وصل علي وأنزلني في قبري وألحدني وسو التراب علي واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى أنس الاحياء وأنا أستودعك الله تعالى وأوصيت في ولدي خيرا، ثم ضمت إليها أم كلثوم فقالت له: إذا بلغت فلها ما في المنزل ثم الله لها، فلما توفيته فعل ذلك امير المؤمنين عليه السلام، الخ (2). وروي إنها قالت لأمير المؤمنين عليه السلام: إذا توفيت لا تعلم أحدا إلا أم سلمة وأم أيمن وفضة ومن الرجال ابني والعباس [ وعبد الله بن عباس خ ل ] وسلمان وعمار والمقداد وأبا ذر وحذيفة، وقالت: إني قد احللتك من أن تراني بعد موتي فكن مع النسوة فيمن يغسلنني ولا تدفني إلا ليلا ولا تعلم أحدا قبري (3). وعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: لما حضرت فاطمة الوفاة بكت فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام يا سيدتي ما يبكيك ؟ قالت: أبكي لما تلقى بعدي قال لها لا تبكي، فو الله إن ذلك لصغير عندي في ذات الله، قال: وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين ففعل (4). وروى الشيخ الطائفة، إنه لما ثقلت فاطمة عليها السلام جائها العباس بن عبد
(1) البحار ج 43 ص 191 روضة الواعظين ج 1 ص 151 عوالم العلوم ج 6 ص 274. (2) البحار ج 82 ص 27. (3) ذلائل الامامة: ص 44. (4) البحار ج 43 ص 218. (*).
المطلب عائدا. فقيل له: إنها ثقيلة وليس يدخل عليها أحد، فانصرف إلى داره وأرسل إلى علي عليه السلام فقال لرسوله: قل له يا ابن أخ، عمك يقرئك السلام ويقول لك: لله قد فجأني من الغم بشكاة حبيبة رسول الله وقرة عينيه وعيني فاطمة عليها السلام ما هدني وإني، لأظنها أولنا لحوقا برسول الله صلى الله عليه وآله والله يختار لها ويحبوها ويزلفها لديه، فان كان من أمرها مالا بد منه فأجمع أنا لك الفداء المهاجرين والأنصار حتى يصيبوا الأجر في حضورها والصلوة عليها، وفي ذلك جمال للدين. فقال علي عليه السلام لرسوله قال الراوي وهو عمار أنا حاضر عنده: أبلغ عمي السلام وقل: لا عدمت إشفاقك وتحننك وقد عرفت مشورتك ولرأيك فضله إن فاطمة بنت رسول الله لم تزل مظلومة، من حقها ممنوعة وعن ميراثها مدفوعة لم تحفظ فيها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ولا رعي فيها حقه ولا حق الله عزوجل وكفى بالله حاكما ومن الظالمين منتقما، وأنا أسألك يا عم أن تسمح لي بترك ما أشرت به فإنها وصتني بستر أمرها. الخ (5). وروى الفريقان عن أم سلمى إمرأة أبي رافع، قالت: اشتكت فاطمة عليها السلام شكواها التي قبضت فيها وكنت أمرضها، فأصبحت يوما أسكن ما كانت فخرج علي عليه السلام إلى بعض حوائجه، فقالت: اسكبي لي غسلا فسكبت فقامت واغتسلت أحسن ما يكون من الغسل، ثم لبست أثوابها الجدد، ثم قالت: افرش لي فراشي وسط البيت، ثم استقبلت القبلة ونامت وقالت: أنا مقبوضة وقد اغتسلت، فلا يكشفني أحد، ثم وضعت خدها على يدها وماتت صلوات الله عليها (6).
|
|
|
|
|