|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 74854
|
الإنتساب : Oct 2012
|
المشاركات : 4,936
|
بمعدل : 1.11 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
السيرة الذاتية لمالك بن الحارث الاشتر النخعي رض
بتاريخ : 17-05-2013 الساعة : 02:42 PM
في السيرة الذاتية: لمالك بن الحارث الأشتر النخعي
اسمه مالك، ولقبه «الأشتر» وكنيته «أبو ابراهيم». وقد أورد أكثر المؤرخين وعلماء علم الأنساب سلسلة نسبه كالتالي:
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلّمة بن ربيعة بن خزيمة (خديمة) بن سعد بن مالك بن نخع(1) ومن أشهر ألقابه اثنان: «الأشتر(2)»(3) و «كبش العراق»(4).
ولا يُعرف تاريخ مولد الأشتر بدقّة، لكن كتّاب السِّيَر اتفقوا على أنه رأى النور في عهد الجاهلية، وربما بين عامي 25 ـ 30 (5) قبل الهجرة(6).
■ إسلام وايمان مالك وشهادة النبي(ص) له بذلك
مما لاشك فيه أن مالك الأشتر قد أسلم في زمن الرسول الأكرم (ص) وظل راسخاً في إسلامه. وقد نال درجةً من الايمان بلغَتْ حداً شهد له فيه النبي الأكرم (ص) بالايمان بشكل قاطع، وعبّر عنه في حديث شريف بأنه «مؤمن» أو «مؤتمَن»(7).shrine1
وقد روى المحدّثون أن النبي (ص) قال لجمعٍ من الصحابة، وكان فيهم أبو ذر الغفاري: «ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض يشهده عصابـة من المؤمنين»، فما كان من أمر أبي ذر (رضي الله عنه) إلا أن توفـي في صحراء الرَّبَـذَةَ، فجاءت قافلة من بين أفرادها مالك الأشتر وحجر بن عدي، فدفنوا جثمانه الطاهر بتكريمٍ بالغ. ويُروى أن مالك الأشتر كفّنَهُ وصلّى عليه ودفنه، يُعينه على ذلك جمع من الناس، وفي مثل تلك الحال من الأسى والحزن اللذين استوليا على مالك، وضع يده على تراب القبر وقال بلوعةٍ: اللهم، فهذا أبو ذر ناصر نبيّك، الذي عَبَدَك عبادة العابدين، وجاهد المشركين في سبيلك، ولم يغيِّر ديناً أو يبدّل سُنَّةً، وقد رأى منكراً فاعترض عليه بقلبه ولسانه، فظُـلِمَ ونُـفِيَ وازْدُري حتى قضى غريـباً في الصحارى. اللهم فأهلِكْ مَن حَرَمَهُ ونَفاه وأبعَدَهُ عن حرم نبيّـك ودار هجرته (فرفع الحاضرون جميعاً أيديهم وأمّنوا على دعائه). ويُروى كذلك أنه حينما ذُكِـرَ مالك عند رسول الله (ص) قال: «إنه المؤمن حقّـاً»(8).
■ سيرة مالك الحسنة في عهد الخلفاء الثلاثة
خطى مالك الأشتر منذ إسلامه على نهج السنّة النبوية والسيرة العلوية، رغم رحيل النبي محمد المصطفى(ص) وتولّي الأمر ثلاثة من أصحابه، فانه لم يتخلَّ يوماً عن أهل البيت(ع) الورثة الحقيقيين للنبي(ص) كما كان من المدافعين عن حريمهم وحقِّهم بضَراوة. وقد ساهم في عزل بعض الولاة المُعيّنين من قِبَل الخلفاء، عبر اعتراضه على سلوكياتهم، وقد هيأ الأرضية المناسبة لإنصاف المظلومين والاستجابة لشكاوى المسلمين. ومن جملة ذلك، اعتراضه على جرائم الوليد بن عقبة، مما أدى الى تنحيته عن ولاية الكوفة. كما اشتكى مالك وبعض الصحابة والعظماء الآخرين من ظلم سعيد بن العاص، وهو والٍ آخر للكوفة، لكن عثمان كان ميالاً بشدة الى قومه وعشيرته، ولذلك فقد بادر إلى نفي مالك وعدداً من الأجلاء مثل كميل بن زياد وصعصعة بن صوحان وثابت بن قيس الى الشام، ثم لمّا لم يستطع معاوية بن أبي سفيان إسكات صوت مالك الصادح بالحقيقة، فقد أُبعِدَ هؤلاء الأكارم بأمر عثمان الى حمص ـ التي كان يحكمها عبد الرحمن بن خالد ـ وفي نهاية المطاف أثمرت مساعي مالك الشجاعة في خلع سعيد بن العاص أيضا بالقوة عن ولاية الكوفة(9).
كان مالك من أولئك النفر من الصحابة والتابعين الذين كانوا يكشفون للناس حقيقة الجرائم وأنواع الخيانة التي كانت تُرتكب من قبل عثمان وولاته، ما أدى الى أن ينالوا جزاءهم، وبعد مقتل عثمان، راح مالك الأشتر يدعو الناس بخُطَبِ استدلالية وتصريحات منطقية ومقنعة، الى مبايعة مولاه أمير المؤمنين عليّ(ع) ويهيئَ الأرضية المناسبة لخلافة الإمام. ويُروى أن مالك الأشتر النخعي كان أول مسلـم يصافح يد الإمـام عليّ في بيعته على الخلافة(10).
■ الأشتر نصير علي (ع) والمدافع عن حكمه
لم يقصِّر مالك الأشتر ملامَةَ ظفر من أجل تهيئة الأجواء لقيام الحكم العلويّ، وعاش سنين طوالاً بأمل إقامة هذا الحكم. وعندما قامت خلافة الإمام علي(ع) كان مالك مطيعاً إطاعة تامّة ومسلّماً تسليماً محضاً لأوامره(ع)، كما لعب دوراً رئيسياً وحيوياً في جميع الأحداث والوقائع الأساسية والهامّة التي حصلت أثناء خلافة أمير المؤمنين(ع).
فقد كان لمالك دور كبير في انتصار جيش أمير المؤمنين خلال حرب الجَمَل، من خلال بناء جيش الإمام وجنده، وعبر المشاركة العسكرية الشجاعة فيها. ويروي صاحب «روضة الصفا» إن مالك الأشتر حمل ثلاث مرات على المحيطين بِجَمَلِ عائشة أثناء حرب الجَمَل، وكان يقطع في كلّ مرّة واحدة من أرجل ذلك الجمل(11).
ولمبادرات مالك الشجاعة دور كبير في فتح الرِّقة وحرّان، وطرد عمّال معاوية منها، وكذلك جهاده وقتاله البطولي في صفين، فقد صنعت منه بطلاً تاريخياً أطبقت شهرته الآفاق على مرّ التاريخ.
لقد استحقّ مالك وبجدارة لقب بطل صفّين الكبير بعد الإمام علي(ع) نظراً لشجاعته النادرة وتضحياته في تلك الحرب.
■ استشهاد مالك الأشتر المؤلمة
كان الإمام علي(ع) يعتبر مالك الأشتر جديراً بحكم مصر، فلذلك فقد دعاه الى الكوفة وأعطاه عهده المعروف، وبعث به إلى هناك. فما كان من معاوية الذي كان يُدرك أنه لو دخل مالك الأشتر مصر فانها ستتحول الى قاعدة قوية وراسخة للخلافة العلوية، فدبّر خطة لاغتياله، وهو ما تحقّق له في نهاية المطاف. فقد استـشهد مالك الأشتر في أرض القـلزم بمصر على يد نافع ـ مولى عثمان بن عفان ـ الذي سقاه شراباً مزيجاً من السَّم والعسل(12).
■ تاريخ إستشهاده ومحل دَفنه
ذكر بعض المؤرخين أن مالك الأشتر استشهد في رجب عام 37هـ (657م)، ولكن يبدو أن الصواب هو الخامس والعشرون من ذي القعدة عام 38 للهجرة(13). ومن الأدلة المتوافرة يمكن تخمين عمره بأكثر من سبعين عاماً. أما فيما يتعلّق بمحل دفن جثمانـه الطاهر، فقد ذهب بعض المؤرخين إلى أنه دُفِنَ في القلزم ذاتها، ولكن كثيرون يعتقدون أيضاً أن جثمانه حُمل من القلزم ودُفِنَ في المدينة المنورة، حيث يوجد قبره المعروف والمشهور الآن. وسبب ذلك هو أن مرافقيه لم يدفـنوه في القلزم خشيةً من أن يأمر معاوية ـ لشدّة معاداته له ـ بنبش قبره وإهانة جثمانه الطاهر(14).
■ حُزن أمير المؤمنين على مالك
كان الإمام علي(ع) ينتظر على أحرِّ من الجمر أن يبعث إليه في الكوفة واليه على مصر تقريراً حول الفوضى الحاصلة في تلك الديار، لكن شيئاً من ذلك لم يحصل، مما أقلق الإمام وأثار هواجسه، حتى بلغه نبأ استشهاد الأشتر في العشرين من ذي الحجة الحرام عام 38 للهجرة، مما أدى الى حزن الإمام(ع) حزناً بالغاً والبكاء عليه كثيراً، ثم ارتقائه المنبر دامع العين، وقوله:MalikAshtarAlNakhaee-2011- (2)
«لله درّ مالك، لو كان من جبل لكان أعظم أركانه، ولو كان من حجر كان صلداً. أما والله ليهدن موتك عالماً، فعلى مثلك فلتبك البواكي» ثم قال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون والحمد لله ربّ العالمين، اللهم إني أحتسبه عندك، فان موته من مصائب الدهر، فرحم الله مالكاً، فقد وفى بعهده وقضى نحبه ولقي ربه، مع أنا قد وطّنا أنفسنا أن نصبر بعد مصابنا لرسول الله(ص) فانها من أعظم المصيبة»(15).
ثم نزل(ع) من المنبر كسير الخاطر محزون القلب وتوجّه الى بيته. وفي هذه الأثناء، تشرّف مشايخ قبيلة نَخَع (وهم أبناء عمومة مالك) بزيارة بيت الإمام لتعزيته، فوجدوه يتلهف ويتأسف عليه وهو يقول: «لله درّ مالك، وما مالك لو كان من جبل لكان فنداً، ولو كان من حجر لكان صلداً. أما والله ليهدنّ موتك عالماً وليفرحنّ عالماً، على مثل مالك فلتبك البواكي وهل موجود كمالك».
قال علقمة النخعي: فما زال علي(ع) يتلهف ويتأسف حتى ظننا أنه المصاب به دوننا، وعرف ذلك في وجهه أياماً(16).
وجاء بعدها جمع من رجال قريش للتعزية أيضاً. وظل أمير المؤمنين حزيناً متألماً، فقال رادّاً على تعازي القرشـيين: «مالك وما مالك، لو كان جبلا لكان فندا، ولو كان حجراً لكان صلدا، لا يرتقيه الحافر ولا يوفي عليه الطائر»(17) وقال: «لا أرى مثله بعده أبداً»(18).
منقـــــــــــــول
حسين منجل العكيلي
|
|
|
|
|