يُعد الأب والأم المعلم الأول للطفل اللذين يبنى من خلالهما أسس شخصيته ويكتسب أخلاقياته، ودائمًا ما يحاول الأطفال التشبه بوالديهما وتقليدهما فى كل سلوكياتهم وعاداتهما، وتقول خبيرة التطوير الذاتى والاجتماعى هبة سامى "إن الأب والأم هما بالفعل مثل أعلى سواء وافقا أو لا، وعندما يتعلق الأمر بأولادك ستجدهم يتعلمون مما تفعله أكثر مما تقوله لهم، فالأمانة والصدق وكل المعايير الأخلاقية يفهمها ويكتسبها الطفل من والديه".
وتضيف هبة لـ"اليوم السابع" "أحيانا تكون تربية الطفل تربية للذات من جديد حين لا نرضى أن يكتسب الطفل أخلاقيات أو سلوكيات خاطئة، فندقق فى كل ما نفعل، وبالتدريج تصبح المواقف الإيجابية جزءًا أساسيًا من سلوكنا ومعاييرنا ومبادئنا".
وتنصح خبيرة التطوير الذاتى والاجتماعى الزوجين المقبلين على استقبال طفلهما الأول بالحرص على الاحترام المتبادل بينهما أمام الطفل، وإظهار الحب والتقدير، مما ينعكس إيجابًا على سلوك الطفل واستقراره، حتى عندما يتعامل مع الآخرين فى المجتمع، إضافة إلى ضرورة عدم مناقشة المشاكل أمام الطفل، وألا يظهر أحد الوالدين عدم احترامًا بحق الطرف الثانى أمام الطفل، حتى فى غيابه، لأن ذلك يعرضه للانهيار النفسى وفقد الاحترام للأبوين.
وتوصى هبة سامى الوالدين بالوفاء بوعودهما، والالتزام فى المواعيد لتكريس أهمية الكلمة والوعد واحترام الوعد فى شخصية الطفل، مع تعزيز ثقافة الاعتذار بأن يعتذر الأب أو الأم لبعضهما أمام الطفل إذا أخطأ أحدهما بحق الآخر، ويوضحا للطفل أن الاعتذار دليل على قوة الشخصية وليس العكس، ويكسبه احترام الآخرين.
وتتابع "يجب دعم كل سلوك حميد عند الطفل، وربطه بمكافأة معنوية ومادية، وحين يخطئ يجب أن يتفق الأب والأم على أن ما ارتكبه الطفل خطأ، ولكن دون أن يشعرانه بأنه غير محبوب، مع الحرص على أن يوضحا للطفل الفرق بين أن سلوكه غير متقبل، وأن يكون غير محبوب".
وتلفت إلى أن الكلام والتوكيدات الإيجابية المتبادلة بين أفراد الأسرة مهمة جدًا، كتبادل كلام للتعبير عن الحب والتقدير والشكر، ودعم شخصيته بكلمات مثل "أنت تستطيع.. أنت ذكى"، لأن الطفل يصدق كل ما يفعله ويقوله والديه، ويؤمن أنهما يعلمان أكثر منه، وحين يحاصرونه بكلمات محبطة مثل "أنت فاشل أو غبى" تغلق مراكز الإبداع فى عقله، وكل ما يدعم مهاراته، بل وستكون أفعاله مطابقة لكلمات الأب والأم، ونادرًا ما نجد طفل يتحدى ذلك ويثبت عكس ما يقوله والديه.
وتقترح هبة سامى أن يكون فى كل بيت "صندوق الإنجازات" وقائمة للأمنيات والأهداف لكل شهر على مدار السنة وعند تحقيق أحد أفراد الأسرة إنجازًا معينًا أو أمنية من القائمة أو أحد أهدافه، يسجله ويضعه فى الصندوق، ويتنافسون فى تحقيق أكثر الإنجازات خلال الشهر ويتكاتف باقى أفراد الأسرة لتقديم هدية لمن يحقق أكبر عددًا من الأهداف والإنجازات.
كما تنصح بممارسة الأسرة فعل خيرى معًا، وتؤكد أن تأثيره رائع على الاستقرار النفسى للأسرة، ويدعم معايير ومفاهيم عديدة داخل شخصية الطفل، ودعم الانتماء لأسرته ومجتمعه والإنسانية، وتعلمه كيف يعيش للآخرين فيشعر بالتقدير منذ الصغر لأنه يفعل عمل مهم للمجتمع، كذلك يؤثر إيجابًا فى اكتساب الأخلاقيات، ونمو خلق الرحمة والثقة بالنفس.