|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 78079
|
الإنتساب : Apr 2013
|
المشاركات : 328
|
بمعدل : 0.08 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الفلكي الفاطمي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 29-06-2013 الساعة : 01:44 AM
يوم الخروج: -1 يوم عاشوراء (العاشر من محرم الحرام): عن أبي بصير قال:قال ابو عبد الله (عليه السلام) ( .. يقوم (القائم) في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي(عليه السلام) لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن و المقام ، جبرئيل بين يديه ينادي بالبيعة له فتصير شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طياً حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلاً ، كما ملئت جوراً و ظلماً ) (137)
عن علي بن مهزيار عن ابي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (كأني بالقائم يوم عاشوراء ،يوم السبت قائماً بين الركن و المقام) (138)
2-قبيل الخروج بساعات (تجميع أنصاره): عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام) (.. يظهر وحـده ويأتي البيت وحده و يلج الكعبة وحده و يجن عليه الليل وحده ، فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل اليه جبرئيل وميكائيل والملائكة صفوفاً فيقول له جبرئيل: ياسيدي قولك مقبول ، وأمرك جائز فمسح يده على وجهه ويقول الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ، فنعم أجر العاملين ، ويقف بين الركن والمقام فيصرخ صرخة فيقول: يا معاشر نقبائي وأهل خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض ، ائتوني طائعين فيرد صيحته عليهم وهم في محاريبهم وعلى فرشهم في شرق الأرض و غربها ، فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل فيجيبون نحوها ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر ، حتى يكون كلهم بين يديه بين الركن والمقام فيأمر الله (عليه السلام) النور فيصير عموداً من السماء إلى الأرض فيستضيء به كل مؤمن على وجه الأرض ويدخل عليه نور من جوف بيته فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور ، وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليهم السلام ، ثم يصبحون وقوفاً بين يديه وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله يوم بدر) (139)
عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) ( إذا أذن الإمام دعى الله باسمه العبراني فاتحيت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف ، فهم أصحاب الأولوية ، منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة ، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه و اسم أبيه وحليته ونسبه ، قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً ، قال: الذي يسير في السحاب نهاراً وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآية (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا) (140) ) (141)
عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) (.. فهؤلاء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، بعدد أهل بدر يجمعهم الله (عليه السلام) بمكة في ليلة واحدة و هي ليلة الجمعة فيوافوه في صبيحتها إلى المسجد الحرام ولا يتخلف منهم رجل واحد وينتشرون بمكة في أزقتها فيلتمسون منازل يسكنونها فينكرهم أهل مكة ، وذلك أنهم لم يعلموا بقافلة قد دخلت من البلدان لحج ولا لعمرة ولا لتجارة ، فيقول بعضهم لبعض إنا لنرى في يومنا هذا قوماً لم نكن رأيناهم قبل يومنا ، ليسوا من بلد واحد ولا أهل بدو ولا معهم إبل ولا دواب فبينما هم كذلك ، وقد دنوا أبوابهم إذ يقبل رجل من بني مخزوم يتخطى رقاب الناس حتى ياتي رئيسهم ، فيقول: لقد رأيت في ليلتي هذه رؤيا عجيبة وإني منها خائف وقلبي منها وجل ، فيقول له أقصص رؤياك فيقول رأيت كورة نار انقضت من عنان السماء ، فلم تزل تهوى ، حتى انحطت إلى الكعبة فدارت فيها فإذا هي جراد ذات أجنحة خضر كالملاحف فطافت بالكعبة ما شاء الله ، ثم تطايرت شرقاً وغرباً ولا تمر ببلد إلا أحرقته ولا بخضرة إلا حطمته ، فاستيقظت وأنا مذعور القلب وجل ، فيقولون لقد رأيت هؤلاء فانطلق بنا إلى الثقفي ليعبرها (يفسرها) وهو رجل من ثقيف فيقص عليه الرؤيا فيقول: لقد رأيت عجباً وقد طرقكم في ليلتكم جند من جنود الله لا قوة لكم بهم ، فيقولون لقد رأينا في يومنا هذا عجباً ، ويحدثونه بأمر القوم ثم ينهضون من عنده ، ويهمون بالوثوب عليهم ولقد ملأ الله قلوبهم منهم رعباً وخوفاً فيقول بعضهم لبعض وهم يتآمرون بذلك ، لا تعجلوا على القوم إنهم لم يأتوكم بعد بمنكر ، ولا ظهروا خلافاً ولعل الرجل منهم يكون في القبيلة من قبائلكم ، فإن بدا لكم منهم شيء فأنتم وهم. أما القوم فإنا نراهم متنسكين ، وسيماهم حسنة وهم في حرم الله الذي لا يباح من دخله حتى يحدث به حدثا ، ولم يحدث القوم حدثاً يجب محاربتهم! فيقول - المخزومي وهو رئيس القوم وعمدتهم - إنا لا نأمن أن يكون ورائهم مادة لهم (أي أعوان و ذخيرة) فإذا التأمت إليهم كشف أمرهم وعظم شأنهم فانهضوهم وهم في قلة من عدد وقبضة يد قبل أن تأتيهم المادة ، فإن هؤلاء لم يأتوكم مكة وسيكون لهم شأن ، وما أحسب تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقاً فأحلوهم بلدكم و أجلسوا للرأي و الأمر الممكن ، فيقول قائلهم: إن من كان يأتيكم أمثالهم فلا خوف منهم فإنه لا سلاح للقوم ولا كراع ولا حصن يلجأون إليه وهم غرباء محلون ، فإن أتى جيش لهم نهضتم إلى هؤلاء أولاً وكانوا كشربة ماء الظمآن ، فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس ، ثم يضرب الله آذانهم وعيونهم بالنوم فلا يجنمعوا بعد غداتهم إلى أن يقوم القائم (عليه السلام) يلقي بعضهم بعضاً كأنهم بنو أب وأم و إذا اقتربوا ، افترقوا عشاء والتقوا غدوة) (142)
ويكون بذلك قد تم في مكة المكرمة لقاء الإمام (عليه السلام) بأصحابه وحوارييه ووزرائه ، بعد أن التقى قبل ذلك بنقبائهم وأفضلهم (اثنى عشـر مـن الأصحاب)
3-بيانه الأول (الخطبة): إن القائم (عليه السلام) إذا حان موعد خروجه يوم عاشوراء صبيحة يوم السبت دخل المسجد الحرام ، فيستقبل القبلة ويجعل ظهره إلى المقام ثم يصلي ركعتين .. ثم يقف الإمام المهدي (عليه السلام) في أول ظهوره المقدس قريباً من الكعبة المشرفة مستدبراً لها بين الركن والمقام ، ومواجهاً للجماهير ليقول لهم كلمته الأولى ، ويبتدئ خطبته التاريخية
بعد حمد الله والثناء عليه ، والصلاة على محمد وآله الطاهرين .. فينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس ، فإنا أهل بيت نبيكم محمد صلى الله عليه وآله ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله وآله فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ، ومن حاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، أليس الله يقول في محكم كتابه (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ! ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (143) فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من محمد صلى الله عليه وآله .. ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ، فأنشدُ الله من سمع كلامي اليوم ، لما بلغ الشاهد منكم الغائب ، وأسالكم بحق الله ورسوله وبحقي فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله ، إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا ، فقد أخفنا وظلمنا ، وطردنا من ديارنا وأبنائنا ، وبغي علينا ودفعنا عن حقنا ، فافترى أهل الباطل علينا .. فالله الله فينا لا تخذلونا ، وانصرونا ينصركم الله) (144)
ثم يرفع الإمام يديه إلى السماء ، و يدعو و يتضرع ويقول (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ) (145)
4- البيعة و الانصار: ما إن يكمل الإمام روحي فداه كلامه حتى يحاول شرطة الحرم أن يعتقلوه أو يقتلوه كما فعلوا قبل خمسة عشر يوماً بقتل ذي النفس الزكية بنفس المكان ، فيتقدم أصحاب الإمام (عليه السلام) و يدفعونهم عنه ويحيطون به وينزل جبرائيل (عليه السلام) من على ظهر الكعبة فيكون أول المبايعين ، ثم يبايعه أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً وأنصاره المتواجدون حينها
عن المفضل بن عمر عن الصادق(عليه السلام) (.. يا مفضل يسند القائم ظهره إلى الحرم و يمد يده فتُرى بيضاء من غير سوء ويقول هذه يد الله وعن الله وبأمر الله ثم يتلو هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ) (146) فيكون أول من يقبل يده جبرائيل ، ثم يبايعه و تبايعه الملائكة ونجباء الجن ثم النقباء ، و يصبح الناس بمكة فيقولون من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة ، وما هذا الخلق الذي معه وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها) (147). و يكون هذا قبيل طلوع الشمس
عن علي بن مهزيار قال: قال الإمام الباقر(عليه السلام) (كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائماً بين الركن والمقام بين يديه جبرائيل ينادي البيعة لله فيملؤها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) (148)
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) ..كأن جبرائيل ليزاب في صورة طير أبيض فيكون أول خلق الله مبايعة له أعني جبرائيل ، ويبايعه الناس الثلاثمائة والثلاثة عشر ، فمن كان أبتلى بالمسير وافى في تلك الساعة ، ومن افتقد من فراشه وهو قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (المفقودون من فرشهم) و هو قول الله (عليه السلام) (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا) (149) ، قال: الخيرات الولاية لنا أهل البيت) (150)
عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام) (.. يبعث الله جبرئيل (عليه السلام)حتى يأتيه فينزل على الحطيم يقول: إلى أي شيء تدعو؟ فيخبره القائم ، فيقول جبرائيل: أنا أول من يبايعك ابسط يدك فيمسح على يده ، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه ، ويقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشر آلاف نفس ثم يسير منها إلى المدينة) (151)
عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): ( يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف ، عدة أهل بدر فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق) (152)
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (أنه يأخذ البيعة عن أصحابه على أن لا يسرقوا ولا يزنوا ، ولا يسبوا مسلماً ، ولا يقتلوا محرماً ، ولا يهتكوا حريماً محرماً ، ولا يهجموا منزلاً ، ولا يضربوا أحداً إلا بالحق ، ولا يكنزوا ذهباً ولا فضة ولا براً ولا شعيراً ، ولا يأكلوا مال اليتيم ، ولا يشهدوا بما لا يعلمون ، ولا يخربوا مسجداً ، ولا يشربوا مسكراً ، ولا يلبسوا الخزّ ولا الحرير ، ولا يتمنطقوا بالذهب ، ولا يقطعوا طريقاً ، ولا يخيفوا سبيلاً ، ولا يفسقوا بغلام ، ولا يحبسوا طعاماً من بّر أو شعير ، ويرضون بالقليل ، ويشتمون على الطيب ، ويكرهون النجاسة ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ويلبسون الخشن من الثياب ، ويتوسدون التراب على الخدود ، ويجاهدون في الله حق جهاده ، ويشترط على نفسه لهم ، أن يمشي حيث يمشون ويلبس كما يلبسون ، ويركب كما يركبون ، ويكون من حيث يريدون ، ويرضى بالقليل ، و يملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً ، يعبد الله حق عبادته ، ولا يتخذ حاجبــاً بواباً) (153)
5- النداء باسم القائم عليه السلام : بعد أن تتم البيعة للإمام (عليه السلام) ، يقوم جبرائيل(عليه السلام) فينادي باسمه :
عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) (أول من يبايع القائم جبرائيل ، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ثم ينادي بصوت ذلق تسمعه الخلايق ، أتى أمر الله فلا تستعجلوه) (154)
في قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (155) عن الصادق (عليه السلام) قال: (ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام ، والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء ، وذلك يوم خروج القائم (عليه السلام)). (156)
عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (يكون في رمضان صوت ، وفي شوال مهمهة ، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل ، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج ، وفي المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا) (157)
عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام).. في ذلك اليوم (عاشوراء) فإذا طلعت الشمس وأضاءت ، صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين ، يسمع من في السماوات والأرضين: يا معشر الخلائق هذا مهدي آل محمد ، ويسميه باسم جده رسول الله صلى الله عليه وآله ويكنيه وينسبه ، ولا تبقى أذن من الخلائق الحية إلا سمع ذلك النداء ، وتقبل الخلائق من البدو والحضر والبر والبحر ، يحدث بعضهم بعضاً ، ويستفهم بعضهم بعضاً ما سمعوا بآذانهم) (158)
عن الإمام الرضا (عليه السلام).. وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه وفيه) (159)
على القارىء الكريم أن يستفيد من مجموع الأحاديث السابقة في هذا الفصل ، إن هناك عدة نداءات :
أ- النداء الاول: يكون في شهر رجب على شكل ثلاثة نداءات.
ب- النداء الثاني: يكون في شهر رمضان ليلة القدر23 – الصيحة.
ج- النداء الثالث: يكون في شهر محرم عاشوراء - يوم الخروج بعد هذا النداء والبيعة ، يتم للإمام المهدي (عليه السلام) السيطرة على مكة المكرمة ويبقى فيها حتى يتشكل نواة جيشه (عشرة آلاف رجل) وفي هذه الأثناء يوجه الإمام (عليه السلام) بعض الخطب إلى الجماهير المتواجدة في مكة وتبث للعالم ، ويضع الخطوط العامة لجيشه ويقوم بإنجاز عدة أمور في مكة المكرمة نشير إليها باختصار:
أ- إعادة المسجد الحرام إلى ما كان عليه أيام النبي إبراهيم (عليه السلام )
ب- إعادة مقام إبراهيم إلى موضعه الأول ، كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بجوار الكعبة ج- النهي عن الطواف المستحب ، وذلك بأن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة د- قطع أيدي بني شيبة .. إقامة حدود الله باعتبارهم سراق بيت الله الحرام
متى ما اكتمل قوام جيش الإمام (عليه السلام) عشرة الآف رجل يبدأ المسير إلى المدينة المنورة ، ومن ثم إلى إيران (منطقة اصطخر) ومن ثم نحو العراق (وتكون الكوفة عاصمة حكمه) ومن ثم يتوجه نحو بيت المقدس
ثانيا:
خسف البيداء (من المحتوم): بعد أن يسمع السفياني خبر ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) يبعث بجيش إلى الأماكن المقدسة في الحجاز ، فيصل جيش السفياني إلى المدينة المنورة في (12محرم) ، أي بعد خروج الإمام (عليه السلام) بيومين ، وأمير جيش الغزو رجل من بني كلب يقال له (خزيمة) أطمس العين الشمال وعلى عينه ظفرة غليظة ، وينزل المدينة في دار أبي الحسن الأموي .. ويبقى الجيش الأموي في مدينة الرسول (عليه السلام) مدة ثلاثة أيام ، ينهبونها ويرتكبون فيها المجازر ويفتكون بأهلها ويقتلون رجالها ويسبون بناتها ونساءها ، ويكسرون منبر الرسول صلى الله عليه وآله ويهدمون القبر الشريف وتروث خيلهم في مسجد المصطفى صلى الله عليه وآله .. ثم يخرج جيش السفياني من المدينة قاصداً غزو مكة المكرمة والقضاء على حركة المهدي (عليه السلام) في بدايات ظهورها ، ولأهمية هذا الجيش يسمى بجيش الهملات (160) ، فإذا توسط الجيش البيداء الواقعة بين مكة والمدينة بعد إنتهاء الجبال على بعد إثنى عشر ميلاً من منطقة (ذات الجيش) ، وهي أرض بيضاء مسطحة قرب بدر الكبرى ، يصل الجيش المنطقة وقت الليل فيبيت الجيش فيها (ليلة مقمرة -15محرم) فيأمر الله تعالى جبرائيل (عليه السلام) فيصرخ فيهم صرخة الغضب وينادي: يا بيداء أبيدي القوم الظالمين ، فتنخسف الأرض بهم وبقواتهم المسلحة ، لا يفلت منهم إلا (بشير ونذير) رجلان من جهينة ، يضرب الملك على وجهيهما فتحول الى القفاء ، فيذهب أحدهما بشيراً للقائم (عليه السلام) بأمر الملك ، حيث يأمره أن يذهب للحجة (عليه السلام) ويتوب على يده ويبشره بهلاك جيش السفياني بالخسف ، والآخر يبعثه نذيراً للسفياني بالشام لينذره ، ويخبره بهلاك جيشه فيصل إليه ويخبره بذلك ويموت النذير
وتصبح مكة بعد هذا الخسف منطقة الأمان ، لا يجرأ أحد أن يذهب إليها من الملوك والحكام ، فكل قائد أو ظالم يطلب منه ويكلف بالذهاب إلى مكة وغزوها ، يستقيل ويتراجع ولا يقبل خوفاً من وقوع الخسف به ، فيبقى حرم الله محفوظاً لا يقربه ظالم أو غاشم ، فيستقر الأمر للإمام - روحي فداه - فيرتب جيشه فيها ويجتمع إليه المؤمنون
وبعد إن تكمل العدة من الجند (عشرة الآف) يسير من مكة متوجهاً إلى المدينة المنورة فيمر جيش الإمام (عليه السلام) على موضع الخسف ، فيخبرهم الإمام (عليه السلام) بمكان الخسف .. وبعد هلاك قوات السفياني في الحجاز (الخسف بالبيداء) والهزيمة التي منى بها على يد الخراساني واليماني في العراق ، تنتقل المعركة إلى ساحته ، ويقوم بتجميع قواته في الشام إستعداداً لأكبر معارك المنطقة في أحداث الظهور ، معركة تحرير القدس التي يمتد محورها من دمشق إلى طبرية فالقدس
جاءت الأحاديث بدلالات صريحة توضح بمن يكون الخسف وزمانه ومكانه وكيفيته والناجي منه
عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (للقائم خمس علامات السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء) (161)
عن أبي عبد الله (عليه السلام) (.. وخسف البيداء من المحتوم) (162) .
عن الاصبغ بن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (.. وخروج السفياني براية حمراء ، أميرها رجل من بني كَلَب ، وإثني عشر ألف عنان من خيل السفياني تتوجه إلى مكة والمدينة ، أميرها رجل من بني أمية يقال له خزيمة ، أطمس العين الشمال ، على عينه ظفرة غليظة يتمثل بالرجال ، لا ترد له راية حتى ينزل بالمدينة في دار يقال لها: دار أبي الحسن الأموي ، ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمد قد اجتمع اليه ناس من الشيعة ، ثم يعود إلى مكة في جيش أميره من غطفان ، إذا توسط القاع الأبيض خسف به فلا ينجو إلا رجلان يحول الله وجهيهما إلى قفاهما ليكونا آية لمن خلفهما) (163)
ويومئذ تأويل هذه الآية (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمْ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ! وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ! وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) (164)
وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) (165)
عن الإمام الصادق (عليه السلام) (.. ويبعث السفياني عسكراً إلى المدينة ، فيخربونها ، ويهدمون القبر الشريف ، وتروث بغالهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله) (166)
عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله: (.. و يحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام بلياليها ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله جبرائيل فيقول يا جبرائيل إذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ، ولا يفلت منها إلا رجلان من جهينة. فلذلك جاء القول (وعند جهينة الخبر اليقين) ولذلك قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا) ) (167)
عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر (عليه السلام) (.. ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفي المهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير الجيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة ، فيبعث جيشاً على أثره ، فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران ، قال: وينزل أمير جيش السفياني البيداء ، فينادي مناد من السماء: يا بيداء أبيدي القوم ، فيخسف بهم) (168)
عن الإمام الباقر (عليه السلام) (.. السفياني من ذرية أبي سفيان بن حرب ، فيرسل إليهم بعثاً فينزلون بالبيداء في ليلة مقمرة فيقول راع ناظر إليهم يا ويح أهل مكة ما جاء ، فيذهب ثم يرجع فلا يراهم فيقول سبحان الله ارتحلوا في ساعة واحدة فياتي منزلهم فيجد قطيعه قد خسف بعضها وبعضها على ظهر الأرض فيعالجها فلا يطيقها فيعلم أنهم قد خسف بهم) (169)
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (.. وأما جيش المدينة فإنه إذا توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحة عظيمة ، فلا يبقى منهم أحد وخسف الله به الأرض ، ويكون آخر الجيش رجلان أحدهما بشير والآخر نذير ، فيصيح بهما جبرئيل فيحول الله وجهيهما إلى القفا ، و يرجع نذير إلى السفياني و يخبره بما أصاب الجيش) (170)
عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام) ..ثم يقبل على القائم رجل وجهه إلى قفاه ، و قفاه الى صدره ، ويقف بين يديه فيقول:يا سيدي أنا بشير ، أمرني ملك من الملائكة أن ألحق بك ، وأبشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء ، فيقول له القائم : بين قصتك وقصة أخيك؟ فيقول الرجل: كنت وأخي في جيش السفياني ، وخربنا الدنيا من دمشق إلى الزوراء وتركناها جماء ، وخربنا الكوفة وخربنا المدينة ، وكسرنا المنبر ، وراثت بغالنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وخرجنا منها .. نريد إخراب البيت وقتل أهله ، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها (نزلنا) فصاح بنا صائح: يا بيداء أبيدي القوم الظالمين ، فانفجرت الأرض وابتلعت كل الجيش ، فو الله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي ، فإذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى ، فقال لأخي: ويلك يا نذير إمض إلى الملعون السفياني بدمشق فانذره بظهور المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله وعرفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء . وقال لي: يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين ، وتب على يده فإنه يقبل توبتك ، فيمر القائم يده على وجهه فيرده سوياً كما كان ويبايعه ويكون معه) (171)
عن الإمام الباقر (عليه السلام) يخرج (القائم) عائداً إلى المدينة حتى يمر بالبيداء ، فيقول هذا مكان القوم الذين خسف بهم ، وهي الآية التي قال الله تعالى: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ! أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ) (-172)) (173)
|
|
|
|
|