س: هل يتحمّل يزيد وأتباعه جريمة قتل سيّد الشهداء الامام الحسين ؟ أم أنّ معاوية وصحابة آخرون هم المسؤولون عنها؟
ج: إنّ جريمة قتل الحسين يتحمّلها ـ بالإضافة إلى يزيد (لعنه الله) ـ معاوية بن أبي سفيان وجميع من أسّس أساس الظلم والجور على آل البيت ، ودفعهم عن مقاماتهم ومراتبهم الّتي رتّبهم الله فيها، بل إنّ جميع مَن رضي بقتل الحسين من المتقدّمين والمتأخرين قد اشترك في قتل الحسين من حيث يشعر أو لا يشعر، وقد نصّت الأحاديث على ذلك، منها ما روي عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله): «مَن أحبّ قوماً حُشر معهم، ومن أحبّ عمل قوم أُشرك في عملهم» (بحار الأنوار: 65 / 131).
وعن أمير المؤمنين ـ كما في (نهج البلاغة) ـ قال: «أيّها الناس! إنّما يجمع الناس الرضا والسخط؛ إنّما عَقَرَ ناقةَ ثمود رجلٌ واحد، فعّمهم الله بالعذاب لِما عمّوه بالرضا، فقال سبحانه: (فَعَقَرُوهَا فَأَصبَحُوا نَادِمِينَ)» (سورة الشعراء: 157) (بحار الأنوار: 60 / 213).
وإنّ معاوية قد مهّد ليزيد فِعلته، وبتمكينه على رقاب آل محمّد (صلّى الله عليه وآله) ورقاب المسلمين، فكيف لا يتحمّل المسؤولية بقتل الحسين ؟
فمعاوية كان يعلم بأنّ يزيد سوف يرتكب كلّ تلك المعاصي، فقد كان يزيد (لعنه الله) في حياة أبيه شقيّاً عاصياً متمرّداً على أحكام الله بشرب الخمور وهتك الستر، فكيف إذا سُلط على رقاب المسلمين، وحتّى لو لم يعلم معاوية تفصيلاً ما سيفعله يزيد، إلّا أنّه يعلم إجمالاً أنّ أفعاله لا تخرج عن عصيان الله والتمرّد على أحكامه، وكيف لا يتحمّل معاوية أخطاء ابنه وهو الذي سلّطه على رقاب المسلمين؟
وليس معاوية المسؤول فحسب! بل إنّ المسؤول الأوّل والأخير هو مَن خالف نصوص النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في إمامة الأئمّة من بعده، وجاء بمعاوية وأمثال معاوية لضرب مقام أهل البيت ! ولكن يأبى الله إلّا أن يتم نوره..