لا يمكن لأي إنسان عاقل يريد ان يدفع خطر العدو الذي يحاول ان ينقضّ عليه ليقتله الا من خلال معرفة وفهم واستيعاب ما يفكر فيه هذا العدو من خطط واهداف واستراتيجيات ووسائل لتنفيذ اهدافه والتي هي غالبا ما تكون على شكل مؤامرات مدروسة ومدبرة بحيلة ومكر يحيكها العدو ضده
أي ينبغي على الانسان ان يدخل بعمق الى تفاصيل
ما يفكر فيه عقل العدو وبذلك يستطيع ان يضع الخطط والاستراتيجيات والاهداف والوسائل المضادة والتي ينبغي ان تكون من جنس وسائل العدو على الاقل او المفترض ان تكون افضل منها حتى يتمكن من مواجهته وبذلك يكون في مأمن من خطر الهجوم المباغت والمفاجئ المحتمل والمبّيت ضده
وعندها يستطيع ان يرد كيد العدو ويدفع شروره بقوة وارادة صلبة وقوية
وفي هذا الحال ينبغي عليه ان يجعل هذا الشعار نصب عينيه دائما :
ينبغي ان يعرف الانسان عن عدوه ما يلي:
((هوية العدو |طريقة تفكيره | نوع اهدافه |نوع وسائله وادواته |اساليب عمله | طريقة خطابه وما يخفي وراء سطور هذا الخطاب | امكانياته وقدراته العقلية و الفكرية والمعنوية و المادية ...
وكل ما يمتلك العدو من قدرات وامكانيات فان ذلك سوف يستفيد منه الانسان لمواجهة العدو في معركته المحتملة معه ويضمن بذلك الفوز والغلبة والانتصار عليه ))
هذه المقدمة التي اوردتها هنا باعتقادي انها ضرورية جدا لكل مؤمن ومسلم بحق في ضرورة ان يفكر بهذه الامور ليعرف من هو عدوه الاول والاساسي وبذلك ينطلق بثقة ليبحث فيما يحاول ان يفكر فيه العدو ويسبر اغوار عقله ويتعمق في فهم واستيعاب افكاره ووسائله واهدافه وخططه واستراتيجياته وقدراته وامكانياته واساليبه وطرق تفكيره
...........................
من هو عدوك ايها المؤمن ........؟
ان هذا السؤال قد يعتقد البعض من المؤمنين انه يحتمل اجابات متعددة , ليس من السهل حصرها بسبب تعدد مصاديق العدو التي تعج بها الساحة العالمية والمنطقة ولكن ينبغي اولا ان نعرف من هذا العدو الرئيسي الجامع لهذه المصاديق ومن ثم بعد ذلك من خلال هذا التشخيص والمعرفة الدقيقة , نستطيع تحديد الاولويات في ترتيب مواجهة مصاديق هذا العدو:
ان العدو الرئيسي لكل مؤمن ومسلم وموحد في هذا الوجود هو الشيطان او( ابليس ) وهو العدو الاساسي الاصلي الذي تنضوي تحت رايته جميع المصاديق الاخرى لهذا العدو والتي منها تكون احيانا ظاهرة الى العلن او البعض منها تكون خافية عن العيون ,
وهم الذين يطلق عليهم القران أسماء متعددة و وينعتهم في صور مختلفة منها الكافرون و جنود الشيطان او جنود ابليس او اولياء الجبت والطاغوت او تارة اشياعه او اتباعه او اعوانه غيرها من الاشارات والتسميات والاوصاف القرآنية التي يعبّر بها عن هذا العدو الخطير للمؤمن والتي دائما ما نقرأها في كل اية من آيات القران المباركة , اذن الجامع لهذه المصاديق من الاعداء هو الشيطان او ابليس وهؤلاء هم جنده فهم ابالسة وشياطين مختلفة القوى والتأثير ولكن تعمل تحت امارة وطاعة وراية ابليس العدو الاكبر والرئيسي للمؤمنين , وهم يعملون في خدمته , وتحت قيادته , فهم خدم مطيعون جدا للشيطان واعوان له مخلصون , وهم جنده المتحفزون لتنفيذ اوامره ,وادواته الخطيرة في تنفيذ دسائسه, وهم مخلوقات من نوعين : نوع من عالم الجن ونوع اخر من عالم الانسان ويطلق عليهم القران وصف شياطين الجن والانس
فإبليس هو العدو الاول لكل المؤمنين على طول خط التاريخ و هو العدو الاكبر والقائد العام السياسي والعسكري لكل الجيوش الشيطانية من الجن والانس وتعمل هذه الجيوش تحت مراتب مختلفة ومهام متعددة ورايات ملونة بالوان متباينة ومختلفة يختلف زخرفها ولونها من راية الى راية , وحسب وظيفته ومهمته , فلكل جيش من هذه الجيوش الشيطانية وظيفة ومهمة وعمل خاص به ,وله ايضا وسائله وادواته واستراتيجياته و اهدافه القصيرة والبعيدة واهدافه الكبرى , المعلنة احيانا وغير المعلنة احيانا اخرى ,
وكل منهم يعمل من اجل تحقيق الهدف العام الاكبر وهو اضلال البشرية ونشر الكفر والالحاد والجاهلية ونشر الفساد في العالمين
من هم المؤمنون .........؟
المؤمنون ينقسمون الى قسمين :
القسم الاول : وهم الملائكة
وهؤلاء لا سلطان لإبليس واشياعه عليهم قط بل انه يخافهم جدا ويحذرهم و يحاول ان ينأى بنفسه بعيدا عنهم بسبب قوتهم وقدراتهم وامكانياتهم العالية التي لا يستطيع الشيطان مقاومتها
فلا سبيل للشيطان على الملائكة ابدا
القسم الثاني: وهم المؤمنون من الجن والانس
وهؤلاء ينقسمون الى فئتين او طبقتين:
الفئة الاولى : عباد الله المخلصين
(والمتمثل بخط الانبياء والرسل والاوصياء واولياء الله الصالحين بدءا من ادم عليه السلام والى خاتمهم الرسول الاكرم محمد بن عبدالله ومن ثم اخيرا الى الامام المهدي روحي فداه)
وهؤلاء مثلهم مثل الملائكة تماما لا سلطان للشيطان او ابليس عليهم فهو قد يأس منهم تماما واعترف بعجزه عن مواجهتهم وقد فشلت كل محاولاته في ايجاد ثغرة ولو كانت صغيرة في نفوسهم يحاول ان يدخل منها , فلم يجد ابدا بغيته ,
وهؤلاء هم في نظر الشيطان الد اعداءه على وجه الارض لانهم بعلمهم وحكمتهم وتأييد الله تعالى لهم يبطلون بأفعالهم الطيبة واخلاقهم الكريمة وارشادهم الناس بالنصح والنصيحة المخلصة للبشرية جمعاء وبأقوالهم الفاضحة لأعمال ومكائد الشيطان وهم دائما ما يحبطون كل خططه واستراتيجياته واهدافه المعلنة وغير المعلنة والكاشفون عن مصاديقه(اعوانه وجنده ) من الاعداء من الجن والانس لان هؤلاء العباد المخلصون هم اعلم من في الارض والاعرف بين الناس من غيرهم بالشيطان والاعيبه وافعاله واساليبه ومكره وحيلته من غيرهم
لذلك كانت حربه مع عباد الله المخلصين هي حرب دفاعية بحته
الفئة الثانية : وهم المؤمنون من الجن والانس من غير الانبياء والرسل من اتباع عباد الله المخلصين
(وهم المؤمنون من اتباع الفئة الاولى أي اتباع واشياع وانصار وجنود الانبياء والرسل والاوصياء والاولياء الصالحين )
وهنا في وسط نفوس هذه الفئة من المؤمنين يكون ميدان وساحة معارك وعمليات الشيطان وجيوشه الجرارة من الجن والانس حيث يقوم بحربه الهجومية من خلال عملياته العسكرية ومكائده الفكرية وعقده النفسية وشيطنته الثقافية وحصاراته الاقتصادية وخططه السياسية الشريرة وابواقه الاعلامية الزائفة فضلا عن استخدام غير ذلك من اساليب المكر والحيلة والخبث الشيطاني والتي تكون احيانا مرئية واحيانا اخر غير مرئية ومعلنة وغير معلنة تارة والتي يقوم بها في كل ساعة ولحظة من لحظات زمن الدنيا يحاول فيها ان يضل المؤمنين عن السير في طريق الهدى و الرشاد ومنعهم من اتباع الرسل والانبياء والاوصياء ومحاولة اغوائهم بزخرف القول على عدم سماع قول الحق وبأساليب متعددة الالوان والصور..
من هم جند الشيطان .........؟
ان الشيطان كما هو معلوم لنا, وكما اخبرنا عنه القران الكريم هو مخلوق من خلق الجن فلا سبيل الى رؤيته بعيوننا المادية , ولكن من الممكن ان نستطيع رؤيته بعيوننا القلبية , اذا كانت تلك العيون سليمة من العشو والامراض النفسية وهنا يحتاج من المؤمن علاج تلك الامراض واستخدام طرق الوقاية والسلامة ,للحفاظ عليها من الامراض النفسية ,حتى يستطيع ان يرى الشيطان وهو ما لا تستطع عيونه المادية رؤيته, وتحديد شخصه والاشارة اليه , وان جند الشيطان كما علمنا القران الكريم هم قسمان قسم من عالم الجن وقسم اخر من عالم الانس ,وبما انه نحن البشر لا سبيل لنا الى رؤية الشيطان وجنده من خلق الجن , ولكن من السهل علينا ان نرى ونتعرف على اثار افعالهم واعمالهم و نعرف انواع الاعيبهم وطرق خدائعهم واساليب مكرهم وحيلتهم , وقد حذرنا القران كثيرا منهم ومن اتباع مكرهم ومن حيلة الشيطان وجنده , وعلمنا ايضا كل الطرق والاساليب التي يدخل منها الشيطان وجنوده الى النفس المؤمنة ,وعلمنا ايضا كيف الخلاص من شرورهم و النجاة من مكرهم وكيدهم وحيلتهم
اما القسم الثاني من جند الشيطان وهم جنوده من البشر فهؤلاء يستطيع المؤمن رؤيتهم بالعين المادية وكذلك العين القلبية ويستطيع ان يرى شخوصهم وتمييزهم ويسمع اصواتهم ويتعرف على افعالهم واعمالهم وشرور مكرهم ومكائدهم بسهولة وذلك عن طريق العقل المتنّور بالأيمان وما ورد الينا عن طريق النقل في كتاب الله سبحانه وتراث رسوله الكريم واهل بيته الطاهرين والذي كشف لنا فيها عن السنن الالاهية لله سبحانه وتعالى في الاولين والاخرين
وبذلك اصبح من السهل على المؤمنين من الاشارة اليهم و تصنيفهم وتحديد هوياتهم ومراتبهم ودرجات شيطنتهم وكفرهم واماكن تواجدهم ومعرفة اعمالهم الخبيثة والشريرة التي يقومون بفعلها في كل يوم وساعة من خلال المؤامرات المستمرة لإغواء البشرية عامة والمؤمنين خاصة واضلالهم عن معرفة طريق الحق واتباعه
وبعد معرفة الشيطان بصورة اجمالية ومعرفة جنده واتباعه والساحة التي يعمل فيها والعمليات الشيطانية التي يقوم بها
فمن هم هؤلاء مصاديق جنود الشيطان من البشر:
ان مصاديقه من البشر كثيرة لا نستطيع حصرها بهذا المقال المتواضع ولكن بصورة اجمالية نستطيع ان نحدد معيار او مقياس معين لمعرفتهم دون الدخول بالتفاصيل :
وهو كل من لم يؤمن بخاتم المرسلين الرسول الاكرم محمد بن عبدالله ورسالته ولم يسير بهديه وسنته ولم يؤمن بالكتاب الذي انزل اليه ولم يشهد الشهادتين ولم يتبع وصيته في وجوب طاعة واتباع الائمة الاثني عشر من بعده وهم اوصيائه وخلفائه وعباد الله المخلصين واوليائه من بعده على الناس كافة
والذين بلغّ بهم واخبر عنهم بأمر الله سبحانه وتعالى وعّرف الناس والامة بشخوصهم و بأسمائهم واحدا بعد الاخر
وكان اولهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب واخرهم الحجة بن الحسن المهدي (صلوات الله عليهم وسلامه)
فكل من لم يؤمن بهؤلاء فهو مصداق من مصاديق جند الشيطان ولو بدرجات مختلفة ومراتب متباينة
وبذلك يكون من ابرز واخطر جنود الشيطان من الانس اليوم :
هم اعداء الله ورسوله واهل بيته الطاهرين
(المتمثل بالتحالف الغربي المسيحي اليهودي الناصبي )
وهؤلاء يعملون تحت قيادة الشيطان مباشرة وتحت رايته وهم اليوم الاخطر على حياة المؤمنين وحياة الامام المفدى الحجة بن الحسن روحي فداه
وهؤلاء نوعان وينقسمون حسب اماكن تواجدهم ومكان عملهم الشيطاني الخطير الذين يمثلونه :
النوع الاول: وهم جنود الشيطان من خارج دائرة الاسلام
والمتمثل "بالتحالف المسيحي الغربي الاسرائيلي اليهودي"
النوع الثاني : وهم جنود الشيطان في داخل دائرة الاسلام :
والمتمثلون اليوم باتباع واذناب وعملاء التحالف الغربي اليهودي وجنودهم الاذلاء وهم النواصب من العرب والمسلمين وكل من يدخل تحت راية هؤلاء النواصب من مدعي الاسلام كذبا وزورا من ملوك ورؤساء ودول وشعوب و حركات ومنظمات واشخاص , ينهجون منهجهم ويسيرون على هدي فكرهم الهدّام والمنحرف عن طريق الحق طريق الاسلام الحقيقي اسلام محمد وال محمد
فهؤلاء هم جند الشيطان واعوانه واعداء الله ورسوله واهل بيته الطاهرين
تتمة الجزء الثاني في الصفحة الثانية