العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,108
بمعدل : 0.32 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي مخاطر الفهم الخاطئ للدين على الامن والسلام
قديم بتاريخ : 04-01-2025 الساعة : 11:30 AM




بسم الله الرحمن الرحيم
بقاء الفهم الخاطئ للدين، وعدم معالجة اسبابه، يُعرض المجتمعات الإنسانية المعاصرة الى خطر جدي يُلحق بها ضررا كبيرا، وهذا الخطر يتطلب من القيادات الدينية والفكرية، والقوى السياسية والاجتماعية التي ترفع لواء الدين بذل جهود كبيرة ومسؤولة لتصحيح هذا الفهم، وتحقيق مقاصد الدين في حماية الحقوق والحريات، واعمار الأرض...
جاءت الأديان السماوية على اختلاف شرائعها وهي تربط الجانب الروحي والأخلاقي بالجانب العملي والسلوكي، بحيث أن أي محاولة للفصل بين الجانبين تكون مجتزئة وغير دقيقة؛ فالدين السماوي بقدر ما هو مجموعة عقائد وقواعد أخلاقية، هو -أيضا- قوانين واحكام سلوكية، ولذا لا تقتصر أهمية الأديان بما تعِد به من سعادة اخروية فقط، بل وبما توفره من سعادة دنيوية.
</b>
وعليه تجد أن الدين هو منظومة عقائد وقواعد ومبادئ وقوانين واحكام وجدت لإصلاح حياة الناس، وجعلهم يعيشون في جنة دنيوية تشكل انعكاسا طبيعيا لجنة السماء الموعودة، على الرغم من تفاوت النعيم والسعادة بين الجنتين، وهذا ما عبر عنه قوله تعالى على لسان نبيه صالح عليه السلام: (...هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه ان ربي قريب مجيب) (هود:61)، وقوله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة..) (النحل:97)، والآيات القرآنية بهذا المعنى كثيرة، لا مجال لحصرها.
ان الرسالة التي يحملها أي دين سماوي تجعل غاية خلق الانسان وبعث الأنبياء والرسل بعد التوحيد هي اعمار الأرض، والتمتع بخيراتها، وإيجاد أنظمة الحياة الجيدة والمتطورة ليعيش البشر بأمن وسلام وعدل ورفاه، ليحيا الانسان مع أخيه الانسان بسعادة في ظل الاعتقاد والعمل بمنهج الدين الصحيح، وعندما يعجز عن ذلك عليه تحمل عواقب وخيمة؛ بسبب تركه لمنهج الدين، أو لاتباعه تصورات مغلوطة في فهمه تحرفه عن مساره المستقيم.
وللفهم الخاطئ للدين مخاطر كبيرة على الامن والسلام الإنساني؛ لأنه يحول المتدين من رسول محبة وسلام، الى رسول كراهية وانتقام؛ فتراه متعصبا ومتطرفا حاملا للقسوة والجفاء بين جنباته، وباعثا للكراهية في من حوله، بل ولا يتورع -أحيانا-عن ارتكاب أفعال شنيعة لا تنسجم مع مقاصد الدين وما تدعو اليه من رحمة واعتدال وتسامح ورفق في القول والفعل، ولذا قيل في التاريخ الاسلامي: "ضُربت رقاب المسلمين على اختلاف التأويل اضعافا مضاعفة على ما ضربت عند التنزيل"، وهذا الامر طبيعي للغاية، فالفهم الخاطئ للدين يحول النص المقدس الذي يمكن ان يكون منطلقا للصلاح والسلام الفردي والمجتمعي الى نص آخر يمزق وحدة الجماعة، ويبث فيها الفرقة والعداوة.
ولكن لماذا يحدث الفهم الخاطئ للدين؟
لقد حدد كاتب هذه السطور في احدى دراساته أربعة أسباب مباشرة تقف خلف الفهم الخاطئ للدين وهي:
أولا- التوظيف السياسي للدين باستغلال المقدس لتبرير أفعال وممارسات سلطة حاكمة غير شرعية او قوى سياسية راغبة في الإطاحة بها وتقوية مركزها إزاء خصومها، وهذا التوظيف أربك جمهور المؤمنين فاختلطت عليهم الاحكام، ولم يفرقوا بين النصوص المقدسة الصحيحة المرتبطة بعلاقة الخالق بعباده والعباد فيما بينهم، وبين التوظيف السياسي لهذه النصوص لغايات واهداف مرتبطة بالسلطة والطامعين في الوصول اليها باي وسيلة كانت.
ثانيا- هيمنة انصاف المتعلمين من الذين أخذوا من العلم والمعرفة لاسيما الدينية قشورها، ولم يسبروا اغوارها العميقة والدقيقة التي تمثل لبها وجوهرها، وهم على عجزهم وتقصيرهم نصبوا أنفسهم أئمة يفتون بالحلال والحرام، ويكفرون هذا ويبيحون دم ذاك بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، ولذا قال الامام علي عليه السلام بحق هؤلاء: "انما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخُالف فيها كتاب الله، ويتولى رجال رجالا على غير دين الله".
ثالثا- الحضور الهائل للماضي وتحكمه بمسار الحاضر، فحضور الماضي كتجربة تاريخية مقترنة بصراعات السلطة والحقيقة التاريخية بدون غربلة ومراجعة وفهم الأسباب الكامنة ورائها، وارتباطه بالحماسة العاطفية غير الخاضعة للنقد والتمحيص يقود الى ممارسة شكل من اشكال التغييب القسري للعقل، والتزييف المقصود وغير المقصود للوعي، مما يُنتج اندفاعا محموما خلف أوهام وعقد تاريخية زائفة أحيانا، ومبالغ بها في أحيان أخرى على حساب بناء الانسان العاقل، والاجتماع السليم، والدولة القانونية القوية في زمننا الحاضر.
رابعا- تعدد قراءات النصوص المقدسة وعدم مراجعتها وتجديدها، فبقاء فهم النصوص المقدسة بالصورة التي فهمها بها الاولون المتصارعون فيما بينهم نقل بطريقة شعورية او لا شعورية اختلافاتهم وصراعاتهم القديمة الى زمننا الحاضر، تلك الاختلافات والصراعات التي كانت في يوم من الأيام سببا في كثير من الحروب والمآسي والانقسامات المدمرة... وهذا من شأنه تعميق الانقسام والتشظي في مجتمعاتنا المعاصرة، على الرغم من اختلاف الظروف بين الماضي والحاضر.
صفوة القول: ان بقاء الفهم الخاطئ للدين، وعدم معالجة اسبابه، يُعرض المجتمعات الإنسانية المعاصرة الى خطر جدي يُلحق بها ضررا كبيرا، وهذا الخطر يتطلب من القيادات الدينية والفكرية، والقوى السياسية والاجتماعية التي ترفع لواء الدين بذل جهود كبيرة ومسؤولة لتصحيح هذا الفهم، وتحقيق مقاصد الدين في حماية الحقوق والحريات، واعمار الأرض، ونشر السلام والإصلاح والعدل بين الناس.
* مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية



من مواضيع : صدى المهدي 0 مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على عاداتنا الغذائية
0 هل يوجد «دليل عقلي» على أن القرآن منزّل من الله؟!
0 كتاب (السفياني حتمٌ مُرّ)
0 كالشمس إذا سترها السحاب:
0 دعاء المجير | أباذر الحلواجي |

محب علي ع
عضو برونزي
رقم العضوية : 82579
الإنتساب : Mar 2016
المشاركات : 1,440
بمعدل : 0.45 يوميا

محب علي ع غير متصل

 عرض البوم صور محب علي ع

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-01-2025 الساعة : 06:29 PM


شكرا للنقلة الرائعة

توقيع : محب علي ع
صِحـتُ مِـن قسـوةِ حالـي :فـوقَ نَعلـي
كُلُّ أصحـابِ المعالـي !.........قيـلَ لي : عَيبٌ ..فكرّرتُ مقالـي .
قيلَ لي : عيبٌ ..وكرّرتُ مقالي ...ثُـمّ لمّا قيلَ لي : عيبٌ
تنبّهتُ إلى سـوءِ عباراتي ..وخفّفتُ انفعالـي .
ثُـمّ قدّمـتُ اعتِـذاراً ...... لِنِعالـي !
من مواضيع : محب علي ع 0 مروان 1400 خادم الشيعة
0 خلف الضباب اين انت الان .؟
0 مالفائدة من حل الحشد .؟
0 ملوك الاردن وحزب البعث .
0 ايام حكم صدام والبعث لاعادها الله علينا .؟
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:09 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية