[محمد علي 92]

[ من القصيدة الهائية الرائعة للشيخ الأزري رحمه الله ]
*
( من قصيدة لشاعر اهل البيت الشّيخ الاُزري رحمه الله مادحاً رسول الله الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم )

*********
*
إِنَّ تِـلـكَ الــقــلـوبَ أقـلَــقَـهـا الـوَجْـدُ وأدمَـى تِـلـكَ الـعـيـونَ بُــكـــاهـا (1)

كـانَ أنْـكَى الخُـطـوبِ لَـمْ يُـبْـكِ مِـنّي مُــقــلَــةً لَــكِـنِ الــهَـوى أبــكــاهـا (2)

كُـلَّ يـومٍ لِـلحـادِثاتِ عَـوادٍ
لَـيْس يَـقـوى رَضـوى عـلـى مُلـتَـقـاهـا*(3)

كَـــيْـفَ يُـرجـى الـخــلاصُ مِــنْــهُــن إلا بِـذِمَـامٍ (4) مِن سَـيِّد الـرُّسْلِ طـه

مَـعـقِـلُ الـخـائـفـيـنَ مِـنْ كُــلِّ خـوفٍ
أوفَـــرُ الـــعُــــربِ ذِمَّـــةً أوفــاهــا

مَــصـدَر الــعِــلْـــمِ لَـــيْـسَ إلا لَــدَيــهِ
خَــبَــر الــكــائِــنـاتِ مِــنْ مُــبــتَـداهـا

فَــاضَ لِـلـخَـلْـقِ مِــنْـهُ عِــلـمٌ وحِـلْـمٌ
أخَـذَتْ مِـنـهُـمـا الـعــقـول نُـهـاهـا(5)

نَـوَّهَـت بِـاسمِـهِ الســمـاواتُ والأرضُ كَــمـا نَــوَّهَـــتْ بــصُبـحٍ ذُكــاهـا (6)

وغَــدَت تَـــنــشُــرُ الـفـضــائــلَ عَــنْــهُ
كُــلُّ قَــومٍ عــلــى اخــتِــلافِ لُــغـاهـا

طَـرِبَـتْ لاسْـمِـهِ الـثَـرى فاستَـطـالَـت فَـــوْقَ عُــلْــوِيَّـــةِ السَـمـا سُــفْـلاهـــا

حَــازَ مِـنْ جَــوهــرِ الــتَّــقَــدُّسِ ذاتـاً
تــــاهَــتِ الأنـــبـيــاءُ فــي مَــعــنـاهـا

لا تُـجِـلْ في صفـاتِ ( أحمدَ ) فِـكـراً
فَــهِــيَ الــصـورةُ الــتـي لَـــنْ تَــرَاهــا

أيُّ خَــــلْــــقٍ للهِ أعـــظَــــمُ مِــــنْــــهُ
وهُـوَ الـغـايـةُ الـتـي اسـتَـقْـصَـاهـا(7)

قَـلَّـبَ الخـافِـقَـيْـنِ (8) ظَـهـراً لِـبَـطنٍ
فَـــرأى ذاتَ ( أحـمـدٍ ) فـاجــتَــبــاهـا

لَــسْـتُ اَنْــسى لَــهُ مَــنـــازِلَ قُـــدْسٍ
قَـدْ بَـناها الـتُّـقـى فَــأعــلــی بِــنــاهــا

وَرِجــــالاً أَعِــــزَّةً فـــــي بُـــــيُـــــوتٍ
أذِنَ اللهُ اَنْ يُــــعَـــــزَّ حِـــــمـــــاهـــــا

ســــادَةٌ لا تــــريـــدُ إلاّ رِضَــى الــلــهِ
كَــــمَــــــا لا يُـــــريـــــدُ إلاّ رِضـــاهـــا

خَــصَّــهــا مِـنْ كَـمـالـِـهِ بِـالْــمَــعـانــي
وَبِـــأعـــلـــى أسْــمــائِـــهِ سَـــمّـــاهـــا

لَـمْ يَــكُــونُــوا لِـلْــعَــرشِ إلاّ كــنــوزاً
خـافِـيــاتٍ سُــبْـــحـانَ مَــنْ أبْــداهـــا

كَــمْ لَـهُـــمْ أَلْـسُـنٌ عَــنِ اللهِ تُــنْــبــي
هِـــيَ اَقْــــلامُ حِـكْــمَــةٍ قَـــد بَــراهــا

وَهُـمُ الاَْعـيُـنُ الـصَّحـيحـاتُ تَــهْــدي
كُـــلَّ عَــيْــنٍ مَـكْــفُـوفَــةٍ عَــيْــنــاهــا

عـُــــلَــــمـــاءٌ أئِـــمَّــــةٌ حُــــكَـــمــــاءٌ
يَــهْــتَـدِي الــنَّـجْـمُ بِــاتِّــبـاعِ هُــداهــا

قـادَةٌ عِلْـمُـهُـم وَرَأيُ حِــجـاهُـــمُ (9)
مَـسْـمَــعـا كُــلِّ حِـكْـــمَــةٍ مَـنْــظَـراهـا

ما اُبـالـي وَلَـوْ اُهـيـلَـتْ عَـلَـى الأرضِ السَّــمـــاواتُ بَــــعــدَ نَـــيْـــلِ وِلاهـــا

( مفاتيح الجنان )
ص / 418 - 419
مؤسسة الأعلمي للمطبوعات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

( شـرح كـلـمـات )

(1) ـ أقـلَـقَـهـا : أزعَـجـهـا .
- الـوَجْـدُ : إنـفـعـال الـقـلـب الـقـوي بـالـمـحـبـة أو الـحـزن أو الشـوق .
- أدمَـى : أحـدث نـزفاً أو جـرحـاً حـتـى ظـهـرت الـدمـاء .
🔹 باختصار: أصاب بشدة حتى نزفت الدماء.

(2) - أنْـكَى الخُطوب : أشدّ المصائب إيلاماً وأعظمها أثراً في النفس.

- مُـقـلَـة : عيناً .
ـ الهَـوى : غالبًا يُقصد به الحب والشغف العاطفي، وقد يصف تعلق القلب بالمعشوق ، سواء كان حُـبّاً راقياً أو شغفاً عاصفاً.

(3) - كلّ يومٍ تأتي مصائب جديدة، حتى إنّ جبل رَضوى — مع شدّته وثباته — لا يستطيع تحمّل شدّتها.
🔹 أي: كثرة المصائب وشدّتها تعجز عنها حتى الجبال الراسخة.

(4) - بِذِمَامٍ : بِعَهدٍ .

(5) - العـقول نُـهاها : لم تستوعبهما كاملاً .

(6) - كما نوّهت بصبحٍ ذكاها :
كما أضاءت وأظهرت صفاءها وحُسنها كضوء الصباح النقيّ.
أي: شُهرت أو تجلّت صفاتها الحسنة بشكل واضح مثل إشراق الصباح.

(7) - الغايةُ التي استَقْصَاها : كلمة استقصى : تعني سعى إلى الوصول إلى أقصى حدٍّ أو أعلى غاية، أو طلب الشيء تفصيلياً ودقيقاً.

🔹 باختصار: سعى بجدّ للوصول إلى الهدف أو لمعرفة كل تفاصيله.

(8) - الخافِقَـيْنِ : تعني القلبان اللذان يخفقان بسرعة بسبب الحب أو الشوق أو الانفعال العاطفي .

(9) - رَأيُ حِــجـاهُـــم : غالباً يقصد بها رأي العلماء أو الفقهاء في مسألة معينة ، لأن كلمة "حجاهم" تعني "أدلّتهم أو حججهم".
- الرأي الذي تبنّاه العلماء مع الأدلة التي ساقوها لدعمه.


مـصـدر شـرح الـكـلـمـات
chatgpt

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ لا تنسوني ووالِدَيَّ من خالص دعائكم ]