وإن كانت الزّيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فعوض وَاِلى جَدِّكُمْ قُل :
وَاِلى اَخيكَ بُعِثَ الرُّوحُ الاَْمينُ، آتاكُمُ اللهُ ما لَمْ يُؤْتِ اَحَداً مِنَ الْعالَمينَ، طَأطَاَ كُلُّ شَريفٍ لِشَرَفِكُمْ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبّارٍ لِفَضْلِكُمْ، وَذَلَّ كُلُّ شَىْءٍ لَكُمْ، وَاَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِكُمْ، وَفازَ الْفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ اِلَى الرِّضْوانِ، وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفسى وَاَهْلى وَمالى، ذِكْرُكُمْ فِى الذّاكِرينَ، وَاَسْماؤُكُمْ فِى الاَْسْماءِ، وَاَجْسادُكُمْ فِى الاَْجْسادِ، وَاَرْواحُكُمْ فِى اْلاََرْواحِ، وَاَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ، وَآثارُكُمْ فِى الاْثارِ، وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ، فَما اَحْلى اَسْمائَكُمْ وَاَكْرَمَ اَنْفُسَكُمْ، وَاَعْظَمَ شَأنَكُمْ، وَاَجَلَّ خَطَرَكُمْ، وَاَوْفى عَهْدَكُمْ، وَاَصْدَقَ وَعْدَكُمْ، كَلامُكُمْ نُورٌ وَاَمْرُكُمْ رُشْدٌ وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعادَتُكُمُ الاِْحْسانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَأنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، اِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ اَوَّلَهُ وَاَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأويهُ وَمُنْتَهاهُ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسى كَيْفَ اَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ، وَاُحْصى جَميلَ بَلائِكُمْ، وَبِكُمْ اَخْرَجَنَا اللهُ مِنَ الذُّلِّ وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ، وَاَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النّارِ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسى بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللهُ مَعالِمَ دِينِنا، وَاَصْلَحَ ماكانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا، وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ، وَالْمَقامُ الَْمحْمُودُ، وَالْمَكانُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّأنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، رَبَّنا آمَنّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِ غْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، يا وَلِىَّ اللهِ اِنَّ بَيْنى وَبيْنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأتى عَلَيْها اِلاّ رِضاكُمْ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكُمْ اَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبى وَكُنْتُمْ شُفَعائى، فَاِنّى لَكُمْ مُطيعٌ، مَنْ اَطاعَكُمْ فَقَدْ اَطاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ، اَللّـهُمَّ اِنّى لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ اَقْرَبَ اِلَيْكَ مِنْ مُحَمِّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِهِ الاَْخْيارِ الاَْئِمَّةِ الاَْبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائي، فَبِحَقِّهِمُ الَّذى اَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ اَسْاَلُكَ اَنْ تُدْخِلَنى فى جُمْلَةِ الْعارِفينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفى زُمْرَةِ الْمَرْحُومينَ بِشَفاعَتِهِمْ، اِنَّكَ اَرْحَمُ الرّاحِمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْـمَ الْوَكيلُ .
أقول : أورد الشّيخ أيضاً هذه الزّيارة في التّهذيب ثمّ ذيلها بوداع تركناه اختصاراً، وهذه الزّيارة كما صرّح به العلامة المجلسي (رحمه الله) إنّما هي أرقى الزّيارات الجامعة متناً وسنداً وهي أفصحها وأبلغها . وقال والده في شرح الفقيه : إنّ هذه الزّيارة أحسن الزّيارات وأكملها وإنّي لم أزر الأئمّة (عليهم السلام) ما دمت في الاعتاب المقدّسة الاّ بها، وقد أورد شيخنا في كتابه النجم الثّاقب قصّة تبدي لزوم المواظبة على هذه الزّيارة والاهتمام بها . قال : قدم النّجف الأشرف منذ سبع عشرة سنة تقريباً التّقيّ الصّالح السّيد أحمد ابن السّيد هاشم ابن السّيد حسن الموسوي الرّشتي أيّده الله وهو من تجّار مدينة رشت، فزارني في بيتي بصحبة العالم الرّباني والفاضل الصّمداني الشّيخ علي الرّشتي طاب ثراه الآتي ذكره في القصّة الآتية إن شاء الله، فلمّا نهضا للخروج نبّهني الشّيخ الى أنّ السّيد أحمد من الصّلحاء المسدّدين ولمح الى أنّ له قصّة غريبة والمجال حينذاك لم يسمح بأن تفصّل وصادفت الشّيخ بعد بضعة أيّام ينبّئني بارتحال السّيد من النّجف ويحدث لي عن سيرته ويوقفني على قصّته الغريبة، فأسفت أسفاً بالغاً على ما فاتني من سماع القصّة منه نفسه وإن كنت أجل الشّيخ عن أن يخالف ما يرويه شيئاً ممّا وعته أذناه من السّيد نفسه، ولكنّي صادفت السّيد ثانياً في مدينة الكاظمين منذ عدّة أشهر وذلك في شهر جمادى الثّانية من سنتنا هذه حينما عُدت من النّجف الأشرف وكان السيّد راجعاً من سامراء وهو يؤمّ ايران، فطلبت اليه أن يحدث لي عن نفسه وعمّا كنت قد وقفت عليه ممّا عرض له في حياته فأجابني الى ذلك وكان ممّا حكاه قضيّتنا المعهودة حكاها برمّتها طبقاً لما كنت قد سمعته من قبل ، قال : غادرت سنة 1280 ] دار المرز [مدينة رشت الى تبريز متوخياً حجّ بيت الله الحرام فحللت دار الحاج صفر عليّ التبريزي التّاجر المعروف وظللت هناك حائراً لم أجد قافلة ارتحل معها حتّى جهز الحاج جبّار الرّائد ] جلو دار[ السدّهي الأصبهاني قافلة الی طرابوزن فأكريت منه مركوباً وصرت مع القافلة مفرداً من دون صديق وفي أول منزل من منازل السفر التحق بي رجال ثلاثة كان قد رغبهم في ذلك الحاج صفر علي وهم المولی الحاج باقر التبريزي الذي كان يحج بالنيابة عن الغير المعروف لدی العلماﺀ والحاج السيد حسين التبريزي التاجر ورجل يسمی الحاج علي وكان يخدم فتصاحبنا في الطريق حتی بلغنا ارزنة الروم ثم قصدنا من هناك الطرابوزن وفي احد المنازل التي بين البلدين أتانا الحاج جبار الرائد ] جلو دار[ ينبئنا بأنّ أمامنا اليوم طريقاً مخيفاً ويحذرنا عن التّخلّف عن الركب فقد كنّا نحن نبتعد غالباً عن القافلة ونتخلّف، فامتثلنا وعجلنا الى السّير واستأنفنا المسير معاً قبل الفجر بساعتين ونصف أو بثلاث ساعات فما سرنا نصف الفرسخ أو ثلاثة أرباعه إلاّ وقد أظلم الجوّ وتساقط الثّلج بحيث كان كلّ منّا قد غطّى رأسه بما لديه من الغطاء واسرع في المسير ، أما أنا فلم يسعني اللّحوق بهم مهما اجتهدت في ذلك فتخلّفت عنهم وانفردت بنفسي في الطّريق فنزلت من ظهر فرسي وجلست في ناحية من الطّريق وأنا مضطرب غاية الاضطراب، فنفقة السّفر كانت كلّها معي وهي ستمائة توماناً، ففكرت في أمري مليّاً فقرّرت على أن لا أبرح مقامي حتّى يطلع الفجر ، ثمّ أعود الى المنزل الذي بتنا فيه ليلتنا الماضية ثم ارجع ثانياً مع عدّة من الحرس فالتحق بالقافلة وإذا بستان يبدو أمامي فيها فلاّح بيده مسحاة يضرب بها فروع الأشجار فيتساقط ما تراكم عليها من الثّلج، فدنا منّي وسألني من أنت؟ فأجبت : انّي قدتخلّفت عن الركب لا اهتدي الطريق، فخاطبني باللّغة الفارسية قائلاً : عليك بالنّافلة كي تهتدي، فأخذت في النّافلة وعندما فرغت من التهجّد أتاني ثانياً قائلاً : ألم تمض بعد ؟ قلت : والله لا اهتدي الى الطّريق ، قال : عليك بالزّيارة الجامعة الكبيرة وما كنت حافظاً لها والى الآن لا أقدر أن أقرأها من ظهر القلب مع تكرّر ارتحالي الى الأعتاب المقدّسة للزّيارة، فوقفت قائماً وقرأت الزّيارة كاملة من ظهر القلب ، فبدالي الرّجل لما انتهيت قائلاً : ألم تبرح مكانك بعد ، فعرض لي البكاء وأجبته : لم اُغادر مكاني بعد فإنّي لا أعرف بالطريق ، فقال : عليك بزيارة العاشوراء ولم أكن مستظهراً لها أيضاً والى الآن لا أقدر أن أقرأها من ظهر قلبي ، فنهضت وأخذت في قراءتها من ظهر القلب حتى انتهيت من اللّعن والسّلام ودعاء علقمة ، فعاد الرّجل إليّ وقال : ألم تنطلق؟ فأجبته انّي سأظل هنا الى الصّباح ، فقال لي : أنا الآن ألحقك بالقافلة ، فركب حماراً وحمل المسحاة على عاتقه وقال لي : اردف لي على ظهر الحمار ، فردفت له ، ثمّ سحبت عنان فرسي فقاومني ولم يجر معي ، فقال صاحبي : ناولني العنان . فناولته إيّاه ، فأخذ العنان بيمناه ووضع المسحاة على عاتقه الأيسر وأخذ في المسير فطاوعه الفرس أيسر المطاوعة، ثمّ وضع يده على ركبتي وقال : لماذا لا تؤدّون صلاة النّافلة النّافلة النّافلة، قالها ثلاث مرّات ، ثمّ قال أيضاً : لماذا تتركون زيارة عاشوراء ] زيارة [ عاشوراء ] زيارة [ عاشوراء كرّرها ثلاث مرّات ، ثمّ قال : لماذا لا تزورون بالزّيارة الجامعة] الكبيرة [ الجامعة الجامعة الجامعة، وكان يدور في مسلكه واذا به يلتفت الى الوراء ويقول : اولئك، أصحابك قد وردوا النّهر يتوضّؤون لفريضة الصبح ، فنزلت من ظهر الحمار وأردت أن أركب فرسي ، فلم أتمكّن من ذلك فنزل هو من ظهر حماره وأقام المسحاة في الثّلج وأركبني فحوّل بالفرس الى جانب الصّحب وإذا بي يجول في خاطري السّؤال من عساه يكون هذا الذي ينطق باللغة الفارسيّة في منطقة التّرك اليسوعيّين؟ وكيف ألحقني بالصّحب خلال هذه الفترة القصيرة من الزّمان، فنظرت الى الوراء فلم أجد أحداً ولم أعثر على أثر يدلّ عليه فالتحقت بأصدقائي .
الزّيارة الثّالثة : ما جعلها العلامة المجلسي الثّامنة من الزّيارات الجامعة في كتابه تحفة الزائر ، وقال : هذه زيارة رواها السّيد ابن طاووس في خلال أدعية عرفة عن الصّادق صلوات الله عليه ويُزار بها في كلّ مكان وزمان لا سيّما في يوم عرفة وهي هذه الزّيارة :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِىَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ وَاَمينَهُ عَلى وَحْيِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، اَنْتَ حُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ وَبابُ عِلْمِهِ وَوَصِىُّ نَبِيِّهِ وَالْخَليفَةُ مِنْ بَعْدِهِ فى اُمَّتِهِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً غَصَبَتْكَ حَقَّكَ وَقَعَدَتْ مَقْعَدَكَ، اَنَا بَريٌ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ اِلَيْكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ الْبَتُولُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَيْنَ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ رَبِّ الْعالَمينَ صَلَّى اللهُ عَلَيكِ وَعَلَيْهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً غَصَبَتْكِ حَقَّكِ وَمَنَعَتْكِ ما جَعَلَهُ الله لَكِ حَلالاً، اَنَا بَريٌ اِلَيْكِ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنِ الزَّكِىَّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَبايَعَتْ فى اَمْرِكَ وَشايَعَتْ اَنَا بَرئٌ اِلَيْكَ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا عَبْدَاللهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِىٍّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى اَبيكَ وَجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ دَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَاسْتَباحَتْ حَريمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اَشْياعَهُمْ وَاَتْباعَهُمْ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالَّتمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، اَنَا بَرئٌ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكَ مِنْهُمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا مُحَمَّد عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا عَبْدِاللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَر، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ موُسى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبَا الْقاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرَتِكَ الطّاهِرَةِ الطَّيِّبَةِ، يا مَوالِىَّ كُونُوا شُفَعائي فى حَطِّ وِزْرى وَخَطاياىَ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما اُنْزِلَ اِلَيْكُمْ، وَاَتَوالى آخِرَكُمْ بِما اَتَوالى اَوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ مِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغوُتِ وَاللاّتِ وَالْعُزّى، يا مَوالِىَّ اَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَلَعَنَ اللهُ ظالِميكُمْ وَغاصِبيكُمْ، وَلَعَنَ اللهُ اَشْياعَهُمْ وَاَتْباعَهُمْ وَاَهْلَ مَذْهَبِهِمْ، وَاَبْرَأُ اِلىَ اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ .
الزّيارة الرّابعة : هي الزّيارة المعروفة بزيارة أمين الله أوّلها اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ فى اَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ اَشْهَدُ اَنَّكَ جاهَدْتَ فِى اللهِ الى آخر ما مضى في زيارات الامير (عليه السلام) ، فنحن قد جعلناها الزّيارة الثّانية من زيارات امير المؤمنين (عليه السلام) .
الزّيارة الخامسة : زيارة اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى اَشْهَدَنا مَشْهَدَ اَوْلِيآئِهِ فى رَجَب، الماضية في أعمال شهر رجب، فمجموع ما في هذا الكتاب من الزّيارات الجامعة يبلغ خمس زيارات وهي كافية إن شاء الله تعالى .
المقام الثّاني فيما يدعى به عقيب زيارات الائمة (عليهم السلام) .
قال السيد ابن طاووس : يستحبّ أن يدعى بهذا الدّعاء عقيب زيارات الائمة (عليهم السلام) :
اَللّـهُمَّ اِنْ كانَتْ ذُنوُبى قَدْ اَخْلَقَتْ وَجْهى عِنْدَكَ وَحَجَبَتْ دُعائى عَنْكَ وَحالَتْ بَيْنى وَبَيْنَكَ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُقْبِلَ عَلَىَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَتَنْشُرَ عَلَىَّ رَحْمَتَكَ وَتُنَزِّلَ عَلىَّ بَرَكاتِكَ، وَاِنْ كانَتْ قَدْ مَنَعَتْ اَنْ تَرْفَعَ لى اِلَيْكَ صَوتاً اَوْ تَغْفِرَ لى ذَنْباً اَوْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطيئَة مُهْلِكَة فَها اَنَاذا مُسْتَجيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ، مُتَوَسِّلٌ اِلَيْكَ مُتَقَرِّبٌ اِلَيْكَ بِاَحَبِّ خَلْقِكَ اِلَيْكَ وَاَكْرَمِهِمْ عَلَيْكَ وَاَوْلاهُمْ بِكَ، وَاَطْوَعِهِمْ لَكَ، وَاَعْظَمِهِمْ مَنْزِلَةً وَمَكاناً عِنْدَكَ مُحَمَّد، وَبِعِتْرَتِهِ الطّاهِرينَ الاَْئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، الَّذينَ فَرَضْتَ عَلى خَلْقِكَ طاعَتَهُمْ وَاَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الاَْمْرِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّار عَنيد، وَيا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ بَلَغَ مَجْهُودى فَهَبْ لى نَفْسِىَ السّاعَةَ وَرَحْمَةً مِنْكَ تَمُنُّ بِها عَلَىَّ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
ثمّ قبّل الضّريح وضع خدّيك عليه وقُل :
اَللّـهُمَّ اِنَّ هذا مَشْهَدٌ لا يَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فيهِ رَحْمَتُكَ اَنْ يَنالَها فى غَيْرِهِ، وَلا اَحَدٌ اَشْقى مِنْ امْرِئ قَصَدَهُ مُؤَمِّلاً فَآبَ عَنْهُ خائِباً، اَللّـهُمَّ اِنّى اَعوُذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الاِْيابِ وَخَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَالْمُناقَشَةِ عِنْدَ الْحِسابِ، وَحاشاكَ يا رَبِّ اَنْ تَقْرِنَ طاعَةَ وَلِيِّكَ بِطاعَتِكَ وَمُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ وَمَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِكَ ثُمَّ تُؤْيِسْ زآئِرَهُ وَالْمُتَحَمِّلَ مِنْ بُعْدِ الْبِلادِ اِلى قَبْرِهِ، وَعِزَّتِكَ يا رَبِّ لا يَنْعَقِدُ عَلى ذلِكَ ضَميرى، اِذْ كانَتِ الْقُلُوبُ اِلَيْكَ بِالْجَميلِ تُشيرُ .
ثمّ صلّ للزّيارة ، فاذا شئت أن تودع وتنصرف فقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ سَلامَ مُوَدِّع لا سَئم وَلا قال وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
والشّيخ المفيد (رحمه الله) ايضاً قد ذكر هذا الدّعاء ولكنّه بعد كلمة (وبالجميل تشير) ، قال : ثمّ قل :
يا وَلِىَّ اللهِ اِنَّ بَيْنى وَبَيْنَ اللهِ عَزَوَجَلَّ ذُنوُباً لا يَأتى عَلَيْها اِلاّ رِضاكَ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكَ اَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ، وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ، تَوَلَّ صَلاحَ حالى مَعَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَاجْعَلْ حَظّى مِنْ زِيارَتِكَ تَخْليطى بِخالِصى زُوّارِكَ الَّذينَ تَسْأَلُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ فى عِتْقِ رِقابِهِمْ، وَتَرْغَبُ اِلَيْهِ فى حُسْنِ ثَوابِهِمْ، وَها اَنَا الْيَوْمَ بِقَبْرِكَ لائِذٌ، وَبِحُسْنِ دِفاعِكَ عَنّى عائِذٌ، فَتَلافَنى يا مَوْلاىَ وَاَدْرِكْنى وَاَسْأَلِ اللهَ عَزَّوَجَلَّ فى اَمْرى، فَاِنَّ لَكَ عِنْدَاللهِ مَقاماً كَريماً وَجاهاً عَظيماً صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْليماً .
أقول : الافضل للزّائر اذا أراد أن يدعو في مشهد من المشاهد الشّريفة بل الافضل للدّاعي أينما كان وأيّا ما كانت حاجته ، أن يبدأ بالدّعاء لصحّة حجّة العصر وصاحب الامر (عليه السلام) وهذا أمر هامّ ذا فوائد هامّة لا يناسب المقام شرحها والشّيخ (رحمه الله) قد بسط الكلام في ذلك في الباب العاشر من كتاب النّجم الثّاقب وذكر أدعية تخصّ المقام فليراجعه من شاء، وأخصر تلك الدّعوات هو ما مرّ في أعمال اللّيلة الثّالثة والعشرين من شهر رمضان في خلال أدعية العشر الاواخر ونحن قد أوردنا في خلال آداب زيارة الحسين (عليه السلام) دعاء يدعى به في كافّة المشاهد الشّريفة .
المقام الثّالث في ذكر الصّلوات على الحجج الطّاهرين (عليهم السلام) .
قال الطّوسي في المصباح في خلال أعمال يوم الجمعة : أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي المفضّل الشّيباني ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد العابد بالدالية لفظاً ، قال : سألت مولاي الامام الحسن العسكري (عليه السلام) في منزله بسرّ من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين يملي عليّ الصّلاة على النّبي وأوصيائه (عليهم السلام) وأحضرت معي قرطاساً كبيراً، فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب وقال : أكتب .