أم البنين هي السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية العامرية (أم البنين) زوجة أمير المؤمنين الإمام علي . أنجبت له أربعة أولاد وقيل خمسة أولاد وكلهم إستشهدوا في معركة الطف الخالدة بكربلاء، وقد أظهرت هذه المعركة بشكل واضح جلي إخلاص آل البيت الكريم وتضحيتهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام والحق، وتمسكهم في الدفاع عن المثل العليا والكرامة ضد الجبروت والطغيان.
فضربوا بذلك مثلاً يقتدى به في التضحية ونكران الذات، وكان أبرز شجعان هذه المعركة أولادها الأربعة وهم: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان وقيل عون، وأمهم أم البنين فاطمة بنت حزام, لقد كان هؤلاء الأبطال المثل الأعلى للناس آنذاك في النهوض والاستبسال والتحرر من ذل والهوان والكسل والجهل.
فمن يتبصر في سيرهم يقف إجلالاً لهم وإعظاماً لمقامهم الشامخ.
أم البنين شخصية كريمة والمثال العالي للمرأة وفخر الشخصيات النسوية.
قامت السيدة أم البنين برعاية سبطي رسول الله وريحانته وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين ، وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوّضهما من الخسارة الأليمة التي مُنيا بها بفقد أمّها سيدة نساء العالمين فقد توفيت، وعمرها كعمر الزهور فقد ترك فقدها اللوعة والحزن في نفسيهما.
لقد كانت السيدة أم البنين تحمل في نفسها من المودة والحبّ للحسن والحسين ما لا تكّنه لأولادها اللذين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم. لقد قدّمت أم البنين أبناء رسول الله ، على أبنائها في الخدمة والرعاية، ولم يعرف التاريخ أن ضرّة تخلص لأبناء ضرّتها وتقدّمهم على أبنائها سوى هذه السيدة الزكية، فقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لأن الله أمر بمودّتهما في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله ، وريحانته، وقد عرفت أم البنين ذلك فوفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام.
أم البنين هذه الشخصية التاريخية الباهرة الفذة التي أفنت حياتها كلها في تربية الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة .
الموقف الذي لا ينسى: كانت أم البنين من أول الناس الذين خرجوا لاستقبال بشر بن حذلم الذي ينادي برفيع صوته عن قتل الحسين .
ولما وقع بصرها على الناعي لم تسأله عن العباس ، ولا عن أي واحد من أبنائها الذين قتلوا مع أخيهم الحسين ، وإنما سألته عن الحسين ؛ خبرني عن الحسين؟ وعلت الدهشة وجه بشر بن حذلم عندما عرف أن هذه المرأة هي فاطمة بنت حزام العامرية، وهي أم البنين بالذات كيف لا تسأله عن أولادها؟ وظنها لوقع الصدمة ذهلت عن أبنائها، فراح يعددهم واحداً بعد الآخر، وفي كل واحد منهم كان يعزيها ويقول لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر. فتقول: أخبرني عن ولدي الحسين.ولم يلتفت بشر إلى هذا الموقف وراح يخبرها ببقية أولادها، إلى أن وصل إلى العباس، فما كاد يخبرها بقوله: يا أم البنين عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس ، حتى نظر إليها وقد اعتراها اضطراب شديد في تلك اللحظة التي سمعت فيها نبأ مصرع أبي الفضل العباس ، بحيث اهتز بدنها ولكنها تحاملت واستمرت في إلحاحها على بشر؛ أخبرني عن ولدي الحسين؟
يقول بشر: وحينما أخبرتها بمقتل الحسين ومصرعه صرخت ونادت: واحسيناه، وا حبيب قلباه... يا ولدي يا حسين.. نور عيني يا حسين.. وقد شاركها الجميع بالبكاء والنحيب والعويل على الحسين، ولم تذكر أبناءها إلا بعد أن ذكرت الحسين وبكت عليه.
هذه السيدة الجليلة التي أحباها الله وخصها بعناية تامة، إذ استطاعت أن تصمد بكل اقتدار وحزم وإقدام وثبات أمام تحديات الزمن. وظلت محتفظة بشخصيتها القوية وسماتها الأصيلة، رغم ظروف الدهر القاهرة، وتداعيات الزمان الجائرة. واستكملت الفضائل بالصبر والتضحية بإيمان راسخ فكان لها الشرف الكبير حتى انتهى بها المطاف إلى مثواها الأخير في بقيع الغرقد وظلت ذكراها العطرة وشعلتها القدسية مازالت تذكر على مر العصور جيلاً بعد جيل فهي في طليعة اللواتي خدموا وضحوا وجاهدوا في سبيل الله.
أم البنين كانت مدرسة لتعليم البنات وتربية النساء وحياتها كلها مدرسة تفيض من الدروس الأخلاقية والإيمانية والجهادية.
أم البنين بهالإسم
أم البنين بهالإسم بارينا سمّاها**شلون اربعة انطاها و الفضل يرعاها
بهالطاهرة عندك عِلِم فاضت عطاياها**من بحر يمناها و الفضل يرعاها
***********
أم البنين الاربعة الوادم يسموها**لو بيهم يحلفوها لمَّن يقصدوها
منها الشِيَم متفرعة و الكل يعرفوها**توافي اليوافوها لمَّن يقصدوها
باب العطايا الواسعة لمَّن يجربوها**وفّاية يلقوها و تحفظ رعاياها
(و الفضل يرعاها)
***********
باب الحوايج لو رِدِت تقصد و تنشدها**حاجتك متردها بحر الكرم يدها
و شما فضايل عَدَّدِت ماتقدر تعدها**ابشِر يا وافدها بحر الكرم يدها
و آنة عليها اتعَوَدِت بكل شدة اقصدها**القى الفرج عندها لو رِدِت أنخاها
(و الفضل يرعاها)
************
بحر العطايا و الكرم شرَّفها باريها**وفّاية تدريها حاجتك تقضيها
من غير حلفان و قَسَم لا تقسم عليها**بس تتجه ليها حاجتك تقضيها
فاز الذي بيها التزم يالملتزم بيها**اطلب و ناديها تخَيّْبَك حاشاها
(و االفضل يرعاها)
************
يوم الجِزى حدوده الدهر و بجوره محَّني**بشكوة اعتلت مني و ماخَيِّبَت ظني
عن قلبي زالت كل قهر من رِحِت متَّعني**بيها ارتفع وَنّي و ماخَيِّبَت ظني
و انقشعت غيوم الكِدَر و غاب الهضم عني**و همومي خلَّني أذكر ضحاياها
(و الفضل يرعاها)
***********
أذكر ضحاياها و احِن و أبجي لمصيبتهم**و لوعة هضيمتهم مو سهلة غيبتهم
أربعة و أغلى من الجفن للشدة رادتهم**سهرت و ربَّتهم مو سهلة غيبتهم
أربعة و ما ظل كل إبن أربعة و فقدتهم**شيطفي جمرتهم مستعرة بحشاها
(و الفضل يرعاها)
*************
صبرت و أظن حتى الصبر مَل و جِزَع منها**و المِحَن صابنها ما فَتِّرَت وَنها
و اشظل بعد منها العمر تالي العمر لنها**هالوقت يجزنها مافَتِّرَت ونها
أربعة و كل واحد بدر و تغيبوا عنها**و الحزن دوهنها مذهولة خلاّها
(و الفضل يرعاها)