|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 23036
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 9,776
|
بمعدل : 1.65 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
هل المهدي غائب عنا .. ام نحن الغائبون عنه ؟
بتاريخ : 30-09-2008 الساعة : 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلً على محمد وآلِ محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
هل المهدي غائب عنا .. ام نحن الغائبون عنه ؟
صاحب الزمان! اسم انحفر في قلوبنا.. ويسري في دمائنا. هو الأمل المتبقي لنا في عالم لم يعد يرحم! نستيقظ فيه كل يوم على أنباء الانفجارات والاغتيالات.. والحروب والمظالم.. والمجاعات والصراعات والأعاصير.. ولم يعد فيه مكان للبسمة والحنان.. أو الشفقة والرحمة!
نبحث عن الرحمة والأمان، فنستذكر الرحمة المهداة التي قال الله: ”وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين“ (الانبياء:107) فنرفع الأيادي إلى السماء متضرعين: ”يا ربنا الرحمن الرحيم.. نريد رحمة مهداة منك من جديد.. نريد محمدا جديدا.. نريد خليفة محمد الأول.. نريد خاتم آل محمد.. لينقذنا محمد.. ليدركنا محمد“!!
وعندما نبحث عن الأمان، نسمع صدى صوته الشريف: ”إني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء“! (البحار ج53 ص181) فنصرخ هاتفين: ”الأمان الأمان يا مولانا يا صاحب الزمان.. الأمان الأمان يا مولانا يا صاحب الزمان“!!
وهو إذ يسمع استغاثاتنا المتكررة، يتحنّن علينا، فيدعو لنا دائما في قنوت صلاته: ”إلهي بحق من ناجاك، وبحق من دعاك في البر والبحر، صل على محمد وآله، وتفضّل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغَناء والثروة، وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء والصحة، وعلى أحياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرامة، وعلى أموات المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة، وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرد إلى أوطانهم سالمين غانمين، بمحمد وآله أجمعين“. (مهج الدعوات ص368).
وهكذا هو – بأبي هو وأمي – يدعو لنا دائما، ويدعو لنا جميعا، يدعو لقضاء حوائجنا وكشف كرباتنا، يدعو لفقرائنا بالثروة، ولمرضانا بالصحة، ولأحيائنا بالكرامة، ولأمواتنا بالرحمة، ولغربائنا بالعودة.. يدعو لنا ليل نهار وفي كل صلاة! فهل نبادله الدعاء؟!
ربما نقول: نعم نحن نبادله إذ لا ننفك عن الدعاء بتعجيل فرجه صلوات الله عليه..
لكن لنفكّر قليلا.. هل أن دعاءنا هذا حقيقي؟ بمعنى هل أنه يقترن بالعمل والتطبيق؟ هل نترجمه إلى أفعال؟ أم أنه أضحى مجرد وتيرة راتبة ولقلقة لسان؟!
هل أننا نفكّر يوميا في كيفية القيام بتعجيل الفرج كما نفكّر في سائر حاجاتنا الملحّة؟ ذلك لأن أمر التمهيد لقيامه المنتظر (صلوات الله عليه) إنما يعتمد علينا.. نحن شيعته، فلو اجتمع منا من الأوفياء المخلصين العدد الذي يفي بنصاب الثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا، لما تأخر إمامنا (عجل الله فرجه الشريف) بالظهور والقيام، إذ قال عليه السلام: ”ولو أن أشياعنا – وفّقهم الله لطاعته – على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا“. (تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج1 ص40).
وحيث لم يظهر إمامنا (صلوات الله عليه) حتى اليوم؛ فإن هذا الحديث السالف يكشف لنا عن واقعنا المأسوي.. هو واقع أننا لا نفكّر تفكيرا جديا حقيقيا نابعا من القلب في تعجيل الفرج وبالمستوى الذي يفكّر فيه الواحد منا في سائر قضاياه الملحّة! فنحن لا نخطو خطوة حقيقية فعلية نحو التمهيد للقيام وإنما نكتفي بالتمني فحسب! مع أننا يتوجب أن ندرك أنه ما نيل المطالب بالتمني..
هذا الواقع المأسوي يكشف أن في كل أمتنا لم يجتمع – من القلب – الجمع الكافي لظهور الإمام عليه السلام! وهو هذا العدد البسيط من الأوفياء المخلصين المستعدين للنصرة! فكل هذه المبايعات التي تتم كل صباح في دعاء العهد لإمام الزمان (عليه السلام) والتي يقول أصحابها فيها أنهم يبايعونه على النصرة والاستشهاد بين يديه ويطلبون منه التعجيل بالقيام.. إنما هي مبايعات صورية! إلا من القلائل الذين لم يصل عددهم إلى حد النصاب بعد! الثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا كما قال الجواد (صلوات الله عليه) في وصف القائم عجل الله فرجه: ”يجتمع إليه من أصحابه عُدّة أهل بدر – ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا – من أقاصي الأرض، وذلك قول الله عز وجل: (أينما تكونوا يأتِ بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير).. فإذا اجتمعت له هذه العُدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره“. (كمال الدين وتمام النعمة للصدوق ص378).
فهل بعد هذه مأساة أعظم؟! وماذا عسانا أن نقول تبريرا؟!
إننا نطلب منه يوميا إنقاذنا.. بيد أننا مازلنا لا نفهم أن هذا الإنقاذ مرهون باستصلاح أنفسنا أولا، فإنه لو تحقق واجتمعنا اجتماعا حقيقيا على بذل الروح في سبيل نهضته المرتقبة (صلوات الله عليه) ولم يكن ذلك منا مجرّد كلام، بل كلاما مقرونا بأفعال، فإنه (أرواحنا فداه) لن يتأخر – كما وعد – في الظهور والخروج من حال الاحتجاب والاستتار.
والآن.. هل يتحمّل قلب الواحد منا أن يقول له قائل: ”أنت السبب في تأخر ظهور إمامك المنتظر وأنت السبب في بقائه غائبا“؟!
ما من أحد منا يتحمّل هذه الكلمة.. مع أنها كلمة حق وصدق!
ويتبع باذن الله تعالى تكملة البحث
|
|
|
|
|