عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله (الصادق) سلام الله عليه قال: قال لي: «يا معاوية! لا تدع زيارة قبر الحسين سلام الله عليه فإنّ من تركه رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده، أما تُحبّ أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى الله عليه وآله، وعليّ، وفاطمة، والأئمة سلام الله عليهم، أما تُحبّ أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويُغفر له ذنوب سبيعين سنة، أما تُحبّ أن تكون غداً ممن يخرج وليس عليه ذنب يُتبع به، أما تُحبّ أن تكون غداً ممّن يصافحه رسول الله صلى الله عليه وآله» (1) .
يرى العلماء، ومنهم شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله عليه ـ وكذلك المرجع الراحل السيد الشيرازي قدّس سرّه ـ في معنى هذا الحديث أن الأشخاص الذين لم يزوروا الإمام الحسين سلام الله عليه سيتمنّون في يوم القيامة لو أنهم ذهبوا إلى زيارته واستشهدوا في ذلك السبيل ودفنوا عنده.
إن هذا الحديث يبيّن عظمة وأهمية زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه وأجرها العظيم من الله تعالى، لأن معنى الحديث أن الذين لم يزوروا الإمام سلام الله عليه في الحياة الدنيا سيعرفون عظمة الأجر الذي فاتهم فيندمون ويتحسّرون ويتمنّون لو أنهم كانوا قد ذهبوا للزيارة وإن استشهدوا في سبيلها.
* /من كلمة لسماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله ألقاها في شهر صفر المظفر عام 1426 للهجرة بجمع من الشباب المؤمنين من مدينتي أصفهان ويزد الذين عاشوا حالة الانتظار للسفر إلى كربلاء المقدّسة لزيارة الإمام الحسين سلام الله عليه.
1) الكامل في الزيارات/ الباب الخامس والأربعون ثواب من زار الحسين وعليه خوف/ ص126/ح3.