|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 25155
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 257
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مسيرتي ومشاهداتي لرحلة المائة ميل من بغداد الى كربلاء
بتاريخ : 17-02-2009 الساعة : 01:06 AM
مسيرة المائة ميل من بغداد الى ارض كر بلاء سيرا على الاقدام
اقص عليكم مشاهداتي ومعاناتي وشعوري مع رحلة المائة ميل من بغداد إلى ارض الطفوف في يوم زيارة الأربعين . في يوم الثامن عشر من صفر المصادف 1430 هجرية قررت الذهاب
من بغداد الى كربلاء مشيا على الأقدام علما اني لم اجرب المشي من قبل مثل هذه المسافة لكن لعظمة هذه الزيارة وما قراته عن الامام الصادق عليه السلام عن فضل هذه الزيارة شدني
الامر لذلك . فقررت ان اعزم امري للتوجه لزيارة الاربعين .رن صوت الساعة الخامسة والنصف فجرا يوم الثامن عشر من صفر 1430 جعلت ارتب ملابسي والحذاء الذي سانتعله
وضعت فيه قليلا من الباودر كي احمي قدمي .صليت صلاة الفجر بعدها انطلقت متوجها إلى ارض الطفوف .قبل ان اخرج من البيت كنت قد تذكرت بان الطريق من دارنا الى طرق الزوار
المنطلقين الى كربلاء يبعد ثلاث كيلو متر وهو طريق يتخلله بعض المخاطر لكني في لحظة تذكرت قول الأمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أن السماء بكت على الحسين أربعين
صباحاً تطلع حمراء وتغرب حمراء . وحديث الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): علامات المؤمن خمس صلاة إحدى وخمسين وزيارة الأربعين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والتختم باليمين وتعفير الجبين. وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يا جابر زر الحسين فان زيارته تعدل مائة حجة تذكرت ذلك فقلت ساصمم على المشي مهما يحصل
حتى لو فجرونا علما انه في اليوم السابق من ذهابي فجر احد المجرمين من القاعدة والنواصب نفسه في زوار الامام الحسين وتحديدا في الاسكندرية واستشهد عدد من الزوار وجرح
من جرح وكذلك حدثت انفجارات متعددة في كربلاء وفي بابل وتوقعت بان عدد الزوار سيقل خوفا من التفجيرات . فتوكلت على الله وقلت في نفسي مهما يحصل فثوابي على ابي الاحرار حتى الموت ساستقبله لان الموت لي كرامة .
كان الوقت قارب على السادسة صباحا الظلام موشك على الزوال لكن الرؤيا قليلة .فتحت باب الدار تفاجات وقفت وجدت الشارع يكتظ بالناس اللاف الزوار يمشون معي ذهبت
هواجسي ادراج الرياح واطمأن قلبي . رحلتي بدات وصلت بعد مرور ساعتين الى طريق السيدية واذا بملايين الناس تاتي من كل صوب وحدب اطفال "وشيوخ وعجائز وفاقدي
البصر ومعوقين يسيررون بهم بكراسي متحركة والمواكب مفتوحة للناس تجد أنواع الطعام والشراب كل يدلو بدلوه طلبا للشفاعة و كل اولئك الناس يتوجهون الى ابي الاحرار طلبا للشفاعة .اليس الحسين عليع السلام. قال. ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى. وحريا على مالك الملك ان يقول ياحسين خذ مني الشفاعة حتى ترضى
وصلنا الى طريق موحش هو طرق مثلث الموت طريق اللطيفية
قبل صلاة المغرب لم نجد مواكب الا موكبين للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر. رض. انصار السيد مقتدى اعزه الله التي تعتبر من المناطق الساخنة ولم يجرا أي احد
ان يجعل موكب الا انصار السيد مقتدى ولولاهم والشهادة لله لعطشت الناس وجدنا الموكب صلينا صلاة العشائين فكان مقصدنا المبيت بتنا في منطقة اللطيفية .المكان ضيق خيمة واحدة فيها لايقل عن ثلاثمائة زائر كيف يتم خدمتهم لكن بجهود المواكب والناس العاملين بها استطاعو ان يؤدو الخدمة لملايين الزوار التي قارب عددهم وحسب الاحصاءت اكثر من ستة عشر مليون زائر وهذا ماشاهدته بعيني بحيث الطريق مكتظ بالزوار من بغداد الى كربلاء لم تجد من مائة ميل مترين بطريق الزوار فارغة من االناس وقيس ذلك وستجد ان العدد قد يفوق ذلك .ان هذا العدد لايمكن لامكانيات أي دولة ان تحيطه لولا محبة الناس للحسين والتضحية لاجل الحسين لما وجدنا هذه الخدمة فكل يسعى اليك ياسيدي ومولاي يطلب حاجته
بعد هذه المسافة بدا الارهاق والتعب علي بدات قدمي تنزف دما والحذاء تضيق والاطراف العليا متورمة. نمت ساعة من الزمن في الموكب واذا ارى بمنامي ان مناديا يناديني ياهذا ان ذنوبك قد انمحت واصبحت ورقتك بيضاء فابدا من الان خيرا .
استيقظت من النوم فقلت في نفس ماكان مرادي الا هذا وقد تحقق فسلاما على الحسين السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه، السلام على صفي الله وابن صفيّه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد، السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات .
نهضت وارتديت الحذاء بعناء وقررت المسير في الساعة الرابعة سحرا وعند صلاة الفجر توقفت في منطقة فرعية بين اللطيفية و الاسكندرية تعرف منطقة الزوار التي كان يسلكها الزوار في عهد صدام لعنة الله عليه خوفا من الوقوع بيد السلطة حينذاك ووجدت موكب واحد فقط للسيد مقتدى الصدر اعزه الله فجماعة السيد لابهابون النواصب .صليت الفجر وتوجهت مباشرة سيرا قاصدا الاسكندرية اشرقت شمس صباح التاسع عشر من صفر وانا في منطقة الاسكندرية قررت ان اصل الى كربلاء ليلا أي ليلة العشرين من صفر فبلقي لي 50 ميل عن كربلاء وفي طريق الاسكندرية رايت .طفلة مصابة بشلل الاطفال عمرها بين 12-14 سنة مضمورة العضلاة مصابة بشلل الاطفال مع امها تسير بها امها بكرسي متحرك ودؤبة بالدعاء لاجلها حزنت عليها فاجتزتها بمسافة عشرة امتار فاذا بصوت المراة تكبر وتهلل وتصلي على محمد وال محمد فقد قامت ابنتها تمشي على قدميها تجمع الناس حولها فتدخل رجال الحرس الوطني واصعدوها بسيارتهم وطلبنا من الضابط تصويرها فصورها بالموبايل للناس .ليس غريبا على ابو السجاد فهو ابو المعجزات راودني ذلك ففرحت وواصلت المسير الى ابي الاحرار .ورغم تورم القدمين وصلت الى كربلاء ليلا مواصلا المسيرة الا اني كنت لا اشعر بزيارة الاربعين فهواجسي تنحصر في المشي سعيا الى ابي عبد الله وتمنين كل يوم هو اربعينية الحسين لاظل سائرا بلا توقف الى ابي الاحرار
لقد أثرت هذه الزيارة ر تأثيراً فاعلاً في نفسي.. ولاسيما وأن مدينة كربلاء قبلة حجة للزوار، وعلى مدى الدهر استقطبت الكثير من الناس، والذين بادروا إلى نقل مشاهداتهم ورواياتهم عن تلك الزيارة العظيمة إلى ذويهم وأبناء قراهم ومدنهم، مما ساعد على تأجيج الحماس وإذكاء نيران الحقد ضد كل طاغية في هذا الزمان وفي كل زمان ، وهيجت مشاعر الناس البسطاء وأنصار آل البيت (ع) ، فعبروا عن غضبهم بشتى السبل. فقال بعضهم شعراً أو نثراً أو خطاباً.. وهذا كثير بن كثير السهمي الشاعر يعجب لما وقع فيقول:
يأمن الظبي والحمام ولا يأ من آل الرسول عند المقام
وهذه سيدة تخرج إلى الناس سائلة على لسان النبي (ص):
ماذا تقولون إن قال النبي لكم: ماذا فعلتم، وأنتم خيرة الأمم؟
بعترتي وبأهلي عند مفتقدي منهم أسارى وقتلى ضرّجوا بالدم
ما كان هذا جزائي إذْ نصحت لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
ولم يقتصر الأمر على هؤلاء، بل كان لتدخل كبار الشعراء وعتابهم المرير على المتقاعسين عن نصرة الحسين، الأثر الكبير في تأجيج النيران ضد بني أمية وفي تحريك الثوار..
يروى أن الفرزدق قال لما قتل الإمام الحسين (ع): (إن غضبت العرب لابن سيدها وخيرها، فاعلموا إنه سيدوم عزها وتبقى هيبتها، وإن صبرت عليه ولم تتغير، لم يزدها الله إلى آخر الدهر إلا ذلاً.. وأنشد:
فإن أنتم لم تثأروا لابن خيركم فألقوا السلاح واغزلوا بالمغازل) (ديوان الفرزدق: دار صادر)
وتجمع كتب التاريخ على أن أهل البيت وشيعتهم، كانوا يجتمعون يوم عاشوراء في كل عام في بيت من بيوت الأئمة من أهل البيت ويقيمون (النياحة)، حيث يستحضر أحد الشعراء مأساة الطف.. وكان هناك شعر غزير مملوء بالعواطف، ملتهب الوجدان، لم يسمح للشعراء آنذاك الجهر به سمي بشعر (المكتمات) الذي منع من التداول(دراسات حول كربلاء: إبراهيم الحيدري 709).
ولقد أتى هذا النشاط البسيط بمردود كبير لا يمكن نكرانه
في ربيع الأول من عام 65هـ وفي عهد عبد الملك بن مروان قصد كربلاء جماعة من التوابين من أهل الكوفة يقارب عددهم الأربعة آلاف نسمة بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي يطالبون بثارات الإمام الحسين، فازدحموا حول القبر كازدحام الناس عند لثم الحجر الأسود في الكعبة، ولم يكن إذ ذاك ما يظلل القبر فكان ظاهراً معروفاً) (الطبري: 3/417).
ومكثوا في كربلاء يوماً وليلة، بكوا وناحوا ثم رحلوا إلى (عين الوردة) فقاتلوا الأمويين فيها وقتل رأسهم سليمان بن صرد الخزاعي فتشتت شملهم. ولهم في رثاء الحسين خطب وقصائد ورد ذكرها في (تاريخ الطبري) وغيره، كابن الأثير الذي يقول عن التوابين: (ثم ساروا فانتهوا إلى قبر الحسين، فلما وصلوا صاحوا صيحة واحدة، فما رؤي أكثر باكياً من ذلك اليوم، فترحموا عليه وتابوا عنده من خذلانه وترك القتال معه، وأقاموا عنده يوماً وليلة يبكون ويتضرعون عليه وعلى أصحابه) (مدينة الحسين: محمد حسن الكليدار 2/73).
تعتبرمراسم زيارة الاربعين الى الامام الحسين(ع) صرخة مدوية ضد الظالمين والطغاة وتحفز الزائرين على المجىء الى كربلاء من اجل تجديد البيعة للامام الحسين (ع)وبالمقابل هي نداء واضح لكل المشككين باننا لن نقطع درب الحسين(ع)الى ظهور الامام الحجة(عج) وكل هولاء الزوار يقدمون الغالي والنفيس من الاموال الى الارواح من اجل نصرة قضية الحسين(ع) ونحن مستمرين على هذا المنوال نحن وابناءنا،ولن تثنينا كل ادوات الارهاب من تفجيير الى تفخيخ بل على العكس هي تزيدنا اصرارا على الذهاب الى كربلاء من اجل نيل الشهادة في سبيل الامام الحسين وفي دربه.
|
|
|
|
|