ورد في الأدعية المأثورة-اللهم اني اعوذ بك من العديله عند الموت
المراد من العديله : هو الرجوع والعدول من الحق إلى الباطل وهو تمكن الشيطان من المحتضر وإغواؤه على عدم تلفظ الشهادتين يأتي إليه فيحاول بمختلف الوسائل والوعود أن يزلزله وأن يصادر إيمانه ,إلا أن المؤمن الحقيقي يشخصه جيدا ,فلا يقبل بوعوده ولايخدع بها أبدا.
قال الأمام الصادق عليه السلام:مامن أحد يحضره الموت إلا وكل به إبليس من شيطاينه من يامره بالكفر ويشككه في دينه حتى يخرج نفسة ,فمن كان مؤمن لم يقدر عليه ,فإذا حضرتم موتاكم فلقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله (صل الله علية وآله وسلم)حتى يموت.
من الواضح أن شيطان يوسوس في باطن الإنسان ويتحكم فيه عن طريق قوى الخيال ,فيجلي له مناظر جميله , ويذكرة بسلسله نوايا وخواطر نفسيانيه ,ليصرفه عن محبة لقاء الله وليتعلق قلبه من جديد بالدنيا وزينتهايقضي نحبه في هذه الحال التي التفت فيها إلى الدنيا وأقبل عليها.
أما المؤمن الذي أوكل قلبه لله ,وصار عاشقا للقاء المحبوب,سوف يعرف شباك الشيطان والاعيبه,فلايخدع بها.
وبناء على هذا الأمر فقد قال الصادق عليه السلام (اذا حضرتم موتاكم فلقنوهم شهادة أن لا إله إلاالله وأن محمد رسول الله _صل الله علية وآله وسلم_ حتى يموت)) وذلك لتقوية الميت في هذا الجانب ولكسر صولة الشيطان.
وبالطبع فإنا مجيء الشيطان ووسوسته هو لللامتحان الذي يميز المطهرين عن الملوثين الذنوب , ويميز الأيمان المستودع المفارق,لان الجميع الناس سعيدهم وشقيهم يريدون الذهاب لقاء الله ويرغبون في نيل المقامات العاليه فيأتي الشيطان ويمتحن الناس ,فيميز الاشقياء عن السعداء لكن المؤمن كالجبل الراسخ لاتحركه العواصف .
قال الصادق عليه السلام((إن الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا (فيأتيه)عند موته,يأتيه عن يمينه وعن يساره ليصده عما هو عليه فيأبى الله لذلك))وكذلك قال الله تعالي((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياء الدنيا والآخرة))
والقول الثابت هو التوحيد والولايه , ومراد الإمام من قوله عن يمينه)الجوانب الايمانيه والمعنويه ,( وعن يساره) الجوانب الماديه والدنيويه أي ان الشيطان يرد من كلا الجانبين فيوسوس لللانسان عن طريق الله ,وعن طريق الماده.
أذكر لكم قصه اقشعر بدني عند قراتها ........
وذكر في كتاب المواعظ عن حالات فضيل بن عياض التائب المشهور انه مرض احدى تلامذته مرض الموت,فجاء فضيل إلى أحدى عيادته وبدأ فضيل مع آخرين إلى عيادته وبدأ فضيل بقراءة سورة يس,فصاح به هذا المريض أن يكف عن القراءه مع أنه كان ممن قضى عمره في الذهاب إلى المساجد ومجالس العبادة وقراءة القران لكنه الآن لايتحمل سماع القرآن إلى أن مات لم يتشهد الشهادتين.
وقد تأثر فضيل من تلك الحادثه بشده , وجلس في أحدى زوايا البيت ولم يخرج منه على أن رأى الروح الخبيثه لذلك التلميذ في المنام , وسأله عن سبب سؤ عاقبته فقال: إن ثلاث أمور كانت في نفسي وجعلتني أخرج من الدنيا عديم الإيمان
الأول:هو الحسد,حيث لم أكن أتمكن من رؤية أحد أفضل مني أجل فإن الحسد يأكل الأيمان ,كما تأكل النار الحطب.
الثاني :أنه كان نماما يعني انه كان يفرق بين الزوج وزوجته وبين المؤمن وأخيه وبين أفراد المجتمع ويؤجج العداوه بينهم.وينقل أحاديث من طرف إلى الأخر ,مما يؤدي إلى العدواء البغضاء في نفوسهم ...... والمفروض فإن على الأنسان أن يكون مصلحا بين المتخاصمين حتى لو أستدعى ان يكذب حتى يصلح بينهم.
ثالثا:اني كنت اشرب الخمر وذلك بسبب مرض كان فيَ,وقد اوصاني الطبيب بشري قدح من الخمر في كل عام.
اجل فهذه الذنوب الكبيره الثلاثه كانت السبب ان يخرج الشخص العالم والأستاذ من هذه الدنيا فاقد الايمان
الاعمال التي يسلم الأنسان بها من العديله:
1/دراسة العقائد ببراهينها القطيعه
قال فخر المحققين:من أراد أن يسلم من العديله, فليستحضر الأيمان بأذلته والأصول الخمسة ببراهينها القطيعة بإخلاص وصفاء,وليودعها الله تعالي ليردها إليه في ساعة الأحتضار ,ويقول بعد الأستحضاره عقائده الصحيحه:
(اللهم يأرحم الراحمين إني قد أودعتك يقيني هذا وثبات ديني , وانت خير مستودع , وقد أمرتنا بحفظ الودائع فرده عليً وقت حضور موتي)
2/ المواظبة على أداء الصلوات الواجبة في أوقاتها , وفي حديث يقول ملك الموت(....... أنه ليس في شرقها ولافي غربها اهل بيت مدر ولاوبر إلا وأنا اتصفحهم في كل يوم خمس مرات, ولاانا أعلم بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم.....)) فقال رسول الله _صل الله عليه وآله وسلم_ إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاء فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله , ونحًى عنه ملك الموت إبليس
3/ عدم أرتكاب المعاصي ينعم الله , وإكرام كل من يذكر أهل البيت عليهم السلام ......يكتب الأمام الصادق عليه السلام إلى بعض الناس إن اردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض وأنت في أفضل الأعمال فعظم لله حقة في ألاتبدل نعماءه في معاصية , وأن تغير بحلمه عنك , وأكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا , ثم ليس عليك صادقا أو كاذبا , أنما لك نيتك وعلية كذبه )
4/ المواظبة على تسبيح الزهراء عليه السلام
قال ابو جعفر عليه السلام : من سبح تسبيح الزهراء عليه السلام ثم أستغفر غفر له , وهي مائة باللسان وألف في الميزان , وتطرد الشيطان وترضي الرحمن)
ويقول الشيخ البهائي بتأكيد الأستحباب بعد الصلوات الواجبة وقبل النوم.
5/ الأتيان بالصلاء الواردة في يوم الأحد من ذي القعده
6/ الأستمرار في قراءة دعاء الغيبه
قال الصادق لتفتنن في دينكم حتى لاتجدوا هاديا ومرشدا ولن ينجيكم الأدعاء الغريق وهو : يالله يارحمن يارحيم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
(((يالله يارحمن يارحيم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)))
المصدر كتاب(كاس المنية إلى حياة الأخرويه –الجزء الاول –الموت والبرزخ تأليف السيدة أم مهدي الموسوي))