مما ينبغي أن يكون المسلمون عليه يوم ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم....
بتاريخ : 09-03-2009 الساعة : 01:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله ورحمة الله وبركاته..
مما ينبغي أن يكون المسلمون عليه يوم ولادة النبي صلوات الله عليه وآله
إعلم أنني وجدت أنّ تعظيم كلّ زمان ينبغي أن يكون على قدر ما جعل فيه من الفوائد والإحسان والمسلمون مطبقون ومتّفقون أنّ محمداً
أعظم مولودٍ بل أعظم موجود من البشر في الدنيا وأرفع وأنفع من كلّ من إنتفع من الخلائق بفعاله ومقاله فينبغي أن يكون تعظيم يوم
ولادته على قدر شرف نبوّته ومنفعته وفائدته وقد وجدت النصارى وجماعة من المسلمين يُعظّمون مولد عيسى تعظيماً لا
يعظّمون فيه أحداً من العالمين وتعجّبت كيف قنع من يعظّم ذلك المولد من أهل الإسلام ،كيف يقنعون أن يكون مولد نبيّهم الذي هو أعظم
من كلّ نبيّ دُون مولد واحد من الأنبياء إنّ هذا خلاف صواب الآراء ولعلّه لو حصل لِواحدٍ من العباد مولود بعد أن كان فاقداً للأولاد لوجد
من السرور وتعظيم المولد المذكور أضعاف مولد سيّد النبيّين وأعظم الخلائق عند ربّ العالمين وهذا خلاف صفات العارفين وبعيد من
قواعد المسعودين وأهل اليقين فالله الله أيّها العارف بالصّواب والمحافظ على الآداب المراقب لمالك يوم الحساب أن يكون هذا يوم مولد
خاتم الأنبياء عندك دون مولد أحدٍ أبداً في دار الفناء وكن ذلك اليوم عارفاً ومعترفاً بفضل الله جلّ جلاله عليك وعلى سائر عباده وبلاده بالنّعمة
العظيمة بإنشاء هذا المولود المقدّس وتعظيم ميلاده وتقرّب إلى الله جلّ جلاله بالصّدقات المبرورة وصلوات الشكر المذكورة والتهاني فيما
بين أهل الإسلام وإظهار فضل هذا اليوم على الأيام حتى تعرّفه قلوب الأطفال والنّساء ويصير طبيعة لهم نافعة ورافعة في دار الإبتلاء ودار
دوام البقاء ولا تقتدِ بأهل الكسالة أو المهوّنين بأمر الجلالة أو الجاهلين لحقوق صاحب الرسالة فإنّ الواصف لأمر ولا يقوم بتعظيم قدره
والمادح بشكر ولا يعلم بما مدحه من شكره ممّن يُكذّبُ فعالُه مَقالَه ويشهد ُ عليه بالخسران والخذلان أعماله فإنّ الله جلّ جلاله وَصَفَ
المعترفين بلسان مقالهم المخالفين لما يقولونه ببيان افعالهم أنّهم كاذبون مفترون ومنافقون فقال جلّ جلاله (إذا جائكَ المنافقون قالوا إنّك
لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أنّ المنافقين لكاذبون ) فهل ترى نفعهم إقرارهم للنبي صلوات الله عليه وآله برسالته لمّا كانت
قلوبهم وأعمالهم مكذّبة لمقالهم في حقيقته ...
مما يختم به يوم عيد مولد النبي سيدّنا محمد صلى الله عليه وآله..
إذا كان أواخر نهار عيد ولادته فكن بين يدي الله جلّ جلاله على بساط مراقبته مُعترفاً له جلّ جلاله بالتقصير في معرفة حقّ نعمته وفي القيام بطاعته
سائلاً وآملاً أن يُوفقك لما هو افضل وأكمل مما أنت عليه ممّا يقربك إليه وتوجّه إليه جلّ جلاله وتضرّع بين يديه بهذا المولود العزيز عليه
في كلّ ما نحتاج إليه وتوجّه إلى هذا المولود العظيم المقام والكمال بلسان الحال بالله جلّ جلاله ذي الجلال والإفضال فيما يبلغُه توفيقُك وعناية الله
جلّ جلاله بك وفيما لا يبلغه حالك مما يعلم الله جلّ جلاله أنّه مصلحة لك واجمع أطراف عمَلك بلسان الحال في ذلك اليوم العظيم وسلّم إلى مُقدّس
حضرت الرّسول الرؤوف الرّحيم وَضعه بين يدَيه وتوجّه إليه بكلّ ما تقدر عليه في أن يُتم بكماله نقصان أعمالك وخسران أحوالك وتعرضها بيد جلالته وبقدرة
نبوته ورأفته وشفاعته على كرم الله جلّ جلاله ورحمته على أنوار عظمته سبحانه وجلالته..
رزقنا الله وإياكم شفاعة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم ...
نسألكم الدعاء..
ان قوم عيسى على نبينا وعليه وعلى آله الصلاة والسلام إتخذوا يوم إنزال المائدة من السماء عيدا فمن باب أولى اتخاذ يوم ولادة النبي المصطفى عيدا لأنه أعظم آيات الله تعالى على الإطلاق .
أختى ولائي ,جزيت الاجر العظيم ان شاء الله .