منذ ارتفاع الراية الخضراءِ
في أفق الرمالْ
الفارسُ الذهبيُّ
كان هناكَ
**
يزدحم المدى بحضوره المطريِّ
كان يسابق الضوء الحثيث إلى النهارِ
لتسكن القممُ العليةُ فوق أعناق الجبالْ
فرغتْ من الضَغَنِ اللظى
صحراؤهم
**
نورٌ تبلّل بالنجوم وبالكمالْ
جعل القلوبَ حقولَ قطنٍ
ثمّ عاد محمّلاً بعهودهم
ترك المطيةَ والدلاء ونوره وسحابه
للفارس الذهبيِّ وارتفع الغداة مع الضحى
وجثا وراء سحابةٍ
يرنو إلى البستانِ
والقطن ِ الذي بدأ الدجى يغريه بالضوء المسافرِ
في شرايين الخيالْ
سرعان ما فرغتْ من القطنِ الحقولُ
وعادت الصحراءُ تفترسُ الوداعةَ والجمالْ
رفضتْ علوّ الفارس الذهبيِّ
واشتاقتْ لأثداء الحضيضْ
قلبتْ له ظهر المِجَنِّ
وأشعلتْ
كي تستردّ جفافها ونكاية بسحابهِ
حطبَ الرجالْ
**
غصبوا المطيّة _ ويلهم _
لكنّهم لم يستطيعوا غصب هاتيك الدلاءَ و لا السحابْ
مدّوا عباءات الضبابِ على المدى
و تلوّنت صحراؤهم بالوهم و اجترّوا الترابْ
غصبوا من اليوم الجديد ضحاه و اعتقلوا الكتابْ
للفارس الذهبيِّ تاجٌ درّه اتخذ القلوب محارا
للفارس الذهبيّ عرش تحته السُحبُ انحنتْ
وله المطيةُ
إنّها الفرس المضيئة في الضبابْ
كانت لهُ
فكما لأصل وجودها الأشياء مذْ بدأتْ لهُ
وكما لشمس سطوعه هذا الضياءْ
و زمامها مذْ كان منعقدٌ على كفيهِ
منجذبٌ إليهِ و ركابُها عشقَ امتطاءهُ
وهو ذاك الممتطي ظهر السحابْ
والروحُ أجنحة لهيكلها الترابْ
والعينُ واحدة بدون فؤادها
والحقّ ينزلُ من هناك وليس يُصنَع كالثيابْ
ولشدّ ما شُطرتْ ضروعْ
ولشدّ ما هبطتْ نفوسٌ أيّها العلْويّ
ولشدّ ما ابيضّ الغرابْ !
الفارس الذهبيّ يلمع في الظلامْ
إبريقُه غيمٌ
و حسامُه أُفقُ الصباحْ
وخُطاهُ رمحٌ أبيضٌ
و لسانُه يدُه المدى
وفؤادُه سِرْبُ الحَمامْ
* * * *
الفارسُ الذهبيّ ينظرُ من بعيدْ
ويرى النّهارَ يئنّ في قيد الحديدْ
والهيكلُ الفحميّ يحمل صولجانا من حُطامْ
و العرشُ تلّ جماجم صرختْ
وظلّ صراخها في العينِ
أقوى منه في أُذنِ الزمانْ
الفارس الذهبيّ يعبرُ ذلك النهرَ المسجّى
فوق خارطة الهوانْ
ويهامسُ القصبَ المشظّى:
أيها المنذور للحن المعتّق في حناجرنا الجريحة
منذ أن عرفتْ خلايانا الجراحْ
ما عاد جوفك يستطيع تحمّل النفخ العواءََ
ورقصة النزف القُراحْ
( رحلَ الذين يُعاشُ في أكنافهم)
و تسيّد الظلّ الطريدْ
و علتْ ظهورَ خيولنا كتلُ الجليدْ
في عرصةِ الدارِ شهيدٌ
في رحمها وطنٌ شهيدْ
والفارس الذهبيّ ينظرُ من بعيدْ
و نزيف ذاك الجرح مغرور بليدْ
وجثا يلملمُ عن صعيد بيوتها
أشلاء أفئدةٍ تيبّس خفقها
والدمع نقشٌ في الجفونْ
فركَ الترابَ فما رأى عظما و لا لحماً
رأى صدأ العذابْ
وبكت على الجرح الذي صاغته هاتيك الحرابْ !
الفارس الذهبي عن فرَسٍ بلون القطن يبحثُ في العيونْ
بصدورهم تعدو
و تصهلُ في العروقْ
لكنْ حوافرها جمارْ
و الذئب إذْ يعوي ثلاثا في الأصيلْ
تخلو العروقُ من الصهيلْ
والّليل ينكر مارأتْ عينُ النهارْ
الفارس الذهبيّ يبحثُ يمتطي ظهر الإرادةْ
والموت ساعتها يكون ألذّ أنواع الشهادةْ
بوركت أخي مرتضى العاملي
كلمات جميلة بمعناها وكلماتها أحسنت
أنا عندما أكتب بالشعر الحر الفصيح ألتزم بالقافية والوزن فعندها تكون القصيدة أجمل وابهى
أما أذا لم ألتزم بالقافية والوزن فتكون القصيدة كأنها قصة فتفقد جماليتها وصورتها الشعرية
فما رأيك
تقبل مروري
أخوك
حيدر
التعديل الأخير تم بواسطة حيدرالناصري12 ; 05-05-2009 الساعة 07:23 PM.
لو كان لقصيدتي حنجرةٌ يُسْمَعُ رنيمها لعَرفتَ كم هي سعيدة بتجولك بين سطورها ... ليس قلبي وحده الذي انتشى فرحا برضاك عن نبضه الغافي تحت دثار حروفها ... فقصيدتي ليست أقلّ فرحا من قلبي .... وعساني لا أكون مبالغا حين أعترف لك أن عينيَّ قد رقصت أهدابهما فرحا حين اكتحلتا باسمك المضاء بألق الإبداع ..
أنا عندما أكتب بالشعر الحر الفصيح ألتزم بالقافية والوزن فعندها تكون القصيدة أجمل وابهى
أما أذا لم ألتزم بالقافية والوزن فتكون القصيدة كأنها قصة فتفقد جماليتها وصورتها الشعرية
فما رأيك
تقبل مروري
أخوك
حيدر
الاخ الشاعر البديع حيدر الناصري
أهدي مرافئك سفن محبتي سائلا الله تعالى أن يضيء صباحاتك بشموس التوفيق ويبلل مساءاتك بندى السؤدد وعطر الرغد والسرور .
شكرا لنسيمك العذب وشذا روحك الطيبة .
اما موضع الشعر الحر اذا كتب بالقافية
لاتعتبر شعرا حرا واما قولك اذا لم تلتز بالقافية تكون القصيدة غير جميلة هل ترى قصيدتي غير جميلة
الشعر الحر لها ايقاعها الموسيقي الخاص ــ تفعيلة واحدة سائدة مع بعض القوافي لتخفيف وطأة الايقاع الواحد ودفع السأم عن أذن سامعها أو قارئها.
تتميز بالقليل من المحسنات البديعية ومظاهر الأبهة والفخامة وفذلكات الفكر والفلسفة ومواعظ الأئمة والدراويش.
أواخر الجمل والسطور والمقاطع ساكنة بشكل يكاد أن يكون مطلقا. وتلكم إحدي سمات الشعر الغربي المفروضة عليه بقوانين وطبيعة اللغات الغربية.
عدا ذلك فلا تسكين علي الاطلاق في الباقي من كلمات البيت والمقطع ومجمل القصيدة.
مرامي قصيدة الشعر الحر غير تامة الوضوح. والقصيدة ليست منبسطة أمام قارئها كالكف أو السهل الممتد أمام ناظره. تترك القصيدة أبوابها مواربة بحيث يعتري البعض من جملها أو مقاطعها شيئا من الغموض حينا ونصف العتمة حينا آخر. فيها غمزات ولمزات واشارات قابلة للتأويل، وتلك مزايا محببة وتستلزمها مقتضيات وأصول الفن الراقي.
الفرق بين الشعر العمودى والشعر الحر , أن الأول يلتزم بعدد محدد من التفعيلات فى الشطر مثلا (متفاعلن متفاعلن متفاعلن ) فلا يجوز ان يتغير العدد فى القصيدة , وكذلك يلتزم بالقافية .. اما الشعر الحر فيتكون البيت فيه من عدد غير متساو من التفاعيل .. مثلا
الاخ الاديب وجد الجاف رضاك عن شعري قلادة أعلقها في جيد أبجديتي ... وثناؤك دَيْنٌ في عنقي سأفي به بالإخلاص أكثر لشرف الشعر ومحبيه ـ وقبل ذلك : لسيدي العراق .
اشكرك عظيم الشكر مع تمنياتي لك بالمزيد من الإبداع والتألق .
حبيبي مرتضى رعاك الله لما تقولني مالا أقول
أنا لم أقل أن قصيدتك غير جميلة
أنا قلت لك أنا عندما أكتب الشعر الحر كذا وكذا فمارأيك ارجع الى مشاركتي وتمعن بها جيدا
تحياتي