إعداد مؤسسة السيدة زينب (عليها السلام) الخيرية
مقدمة
يا وليّ الله..
يا خليفة رسول الله..
يا سيد الأوصياء..
ويا أبا الأئمة النجباء..
ماذا أقول وكيف أتحدث عنك وأنا لا أستطيع بجميع طاقاتي أن أتفوّه حتى بكلمة تكشف عن عظمة خادمك قنبر…؟!.
وكيف يمكن استخدام الكلمات في تبيين علو مقامك، ورفعة مرتبتك، وعظمة شأنك يا إمام المتقين، وأهل السماء والأرض لفي حيرة وعجز…؟!.
(لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي)
وكيف أحصى مناقبك وفضائلك، وها أنا أقل ذاك الحسّاب والكتـّاب الذين إن جمعنـا ـ على طول الـدهور والعصـور ـ لعدّ بعض ما أعطاك الله سبحانه، لأعيانا العدّ، وما قدرنا على إحصاءها، ولا تمكناّ من عدّ آلافها ولا ملايينها…؟!.
(وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها )
ولكن حسبي هذا التوفيق أن نظرت ـ مع الاعتراف بعجزي الكامل ونقصي الشامل ـ إلى قطرات من بحر فضائلك الزّخار…
حسبي هذه السعادة والشرف، أن جمعت قطرات التي لا تقدّر بثمن، معترفاً بها، ومتيمّناً بذكرها، ومستنيراً بهديها، ولكي ينتفع بها الآخرون، ويدنون في ساحة المعرفة بك وبأولادك الطاهرين (عليهم السلام)، و يزدادون بكم حبّاً فإنكم ـ لا غيركم ـ سبيل السعادة في الدنيا والآخرة…
وكفى بي عزّاً أن أكون لك محبّاً وموالياً وشيعيّاً.
وكفى بي فخراً إن نظرت إليّ نظرة رحيمة،يا عين الله الناظرة، يا علي…
(وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)
دمشق ـ السيدة زينب (عليها السلام)
21 / رمضان المبارك / 1419
خادم قنبرك… مهدي مرتضى محمود
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إنّ الله جلّ جلاله جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقّراً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن أصغى إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالإستماع، ومن نظر إلى كتاب في فضائل عليّ غفر الله له الذنوب التي إكتسبها بالنظر.
ثم قال: النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد من عباده كلّهم إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه(1).
عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام)، أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المتقين، يا عليّ، أنت سيّد الوصيّين، ووارث علم النّبيين، وخير الصدّيقين، وأفضل السابقين. يا عليّ أنت زوج سيّدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين، يا عليّ، أنت مولى المؤمنين، يا عليّ، أنت الحجة بعدي على الخلق أجمعين، إستوجب الجنّة من توّلاك واستحق النّار من عاداك.
يا عليّ، والذي بعثني بالنبوة وإصطفاني على جميع البّرية، لو أن عبداً عبد الله ألف عام، ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك، وبولاية الأئمة من ولدك، وإن ولايتك لا يقبلها الله تعالى إلا بالبرائة من أعدائك، وأعداء الأئمة من ولدك،بذلك أخبرني جبريل (عليه السلام) (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(2)(3).
عن عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أوّل من إتخذ عليّ بن أبي طالب أخاً من أهل السّماء إسرافيل، ثم ميكائيل، ثم جبرائيل، وأول من أحبّه من أهل السّماء حملة العرش، ثم رضوان خازن الجنّة، ثم ملك الموت، وإن ملك الموت يترّحم على محبّي عليّ بن أبي طالب كما يترّحم على الأنبياء (عليهم السلام) (4).
الهوامش:
4 - مائة منقبة لإبن شاذان: المنقبة الرابعة والستون، أخرجه الديلمي في إرشاد القلوب ج2 ص209، واللخوارزمي الحنفي في المناقب ص 72 ح49، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 159، والعلامة المجلسي في بحار الأنوار ج39 ص110 ح17.