|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 577
|
الإنتساب : Nov 2006
|
المشاركات : 3,335
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
وردة الجنة
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 17-02-2007 الساعة : 10:54 AM
دخل ربيعنا عبووود غرفة محمد و البسمة تشق حلجه .. و قاله محمد :: خير شو صار ؟؟ عبد الله :: لا تخاف ما صار إلا الخير .. خلك من مرضك أنا ياي أيلس و أتسولف معاك مب انّكد على بعض .. محمد :: هيه و الله .. عبوود تحيد هييج المرة يوم يودنا ولد مدرس العربي إللي محد يدانيه و كفخناه تكفخيه .. و بعدين ودونا عند المدير .. عبد الله :: هيه بس ما كانت غلطتنا هو إللي بدا يتفلسف صح ؟؟ محمد :: هيه محد قال له يورط عمره و هو الخبل ما كان يعرف إنه كنا متهاوشين ويا أبوه هههههههههههههههههههههههههه .. و الله حالة لحين أتذكر و أتم أظحك .. عبد الله :: تحيد يوم كنا ماشيين في المول .. تهاوشنا ويا هذيج الخبله .. اععععع شكلها كان يلوع بالجبد .. تتحرانا معجبين فيها .. ما أدري شو سالفتها .. بعدين إنت قلتلها :: مشكلة يوم الوحدة تصدق عمرها هههههههههه .. محمد :: ههههه و الله اتقفطت و كل الشباب اللي سمعونا نقعوا من الظحك .. عبد الله :: تدري يدتي لين أحين تحلم حليلها .. اتم تقول .. يارب عبوود و حموود يتزوجون نفس اليوم اتفاول علينا .. حليلها .. لين أحين تحلم .. حموود شو رايك إنت تعرس ما عليك خايف على الفلوس إنت لا تسوي شي .. أنا بدفع لك .. محمد و دمعه تنزل من عينه :: هذا إذا عشت .. عبد الله كعادته يحاول التخفيف عن صديقه :: ياخي خلاص .. بقولك شي .. كلما اييك هالشعور إمسك الأذكار و قم صل و اقرا قرآن .. صدقني بترتاح نفسيا .. و إذا ما نفعك لا تصدق أي شي أقول لك مرة ثانية انزين .. محمد :: أفا عليك أنا ما أصدقك أفا عليك تخون ثقتك فيني .. و الاثنين يظحكون ..
و مر الوقت بسرعة .. و نسي محمد تماما سالفة مرضه و هذا اللي كان يباه عبد الله .. و كانت الساعة وحدة الليل .. وما انتبه الاثنين للوقت .. و هم يستعيدون ذكريات الطفولة .. بعدين عبد الله قال لمحمد :: حموود ليش حجرتك جيه كئيبة افتح الستارة جوف القمر برة .. محمد :: عيل كيف بتكون حالتي في القبر .. بروحي محد وياي .. و محد بينفعني إلا عملي الصالح .. محد بيساعدني .. لا إنت و لا أمي .. و لا تعليقتنا و هوشاتنا .. عبد الله يتقدم عند محمد و يقول له :: محمد اسمع .. لو قلت جيه مرة ثانية انس إن لك صديق عشت معاه كل عمرك فاهم .. أنا بسير يوم ترد ثقتك بنفسك بييك .. و لا تنس تسوي إللي قلت لك عليه .. مع السلامة .. محمد :: و دموعه تسقط كأنها أمطار الشتاء .. و هو يقول لصديقه :: عبد الله على الأقل ايلس معاي الله يخليك .. و يقوم من فراشه و يركض صوب صديقه .. و لكنه يسقط و ما يتحمل .. يجن عبد الله و يرمي تلفونه على الأرض و يركض صوب صديقه محمد عسب يشله .. و يحاول ينادي الطبيب لكن محمد يوقفه و يقول :: لا تخاف أنا بخير بس حسيت بدوخه أحين خلاص راحت .. عبد الله :: آسف ما قصدت أزعلك بس شسوي إنت تتحسسني ب.. ما أعرف .. بس أنا مب قادر أتوقع حياتي بدونك .. كيف أعيش حياتي بدون شخص عاش معاي و شاركني همومي و أفراحي .. و حتى يوم توفى أخوي الله يرحمه ما تركتني ثانية .. أنا ما أقدر استوعب اللي بيصير لي بعد وفاتك .. محمد .. إنت تدري إني أعزك و أحبك إنت صديقي و أخوي و رفيق دربي .. شلون أفارقك ؟؟ .. و الاثنين يبدون بالصياح ..
محمد :: عبد الله بقولك شي بس لا تزعل انزين .. عبد الله و هو يمسح دموعه :: اتفضل أوعدك إني ما أزعل .. محمد :: أنا لو مت لا سمح الله لا تفكر إنك تنزل دمعة من عيونك .. و كل ما تحس إنك بتصيح صل و استغفر لي و اقرا قرآن بس لا تصيح .. الله يخليك .. هذا لو كنت تحبني و تعزني مثل ما تقول .. و تذكر إنه كان لك صديق و أخ تحبه .. و تذكر يوم كنا مع بعض و تذكر شي سوينا أنا و إنت .. بس لا تتذكر أي شي يحزنك .. أرجوك .. عبد الله :: .......... ما يسوي شي إلا إنه يصيح و دموعه ما توقف .. محمد يحضن عبد الله و يقول :: "أحبب من شئت فإنك مفارق " و يصيح هو بعد ..
مضى الوقت بسرعة و محمد و عبد الله ما حسوا فيه .. لكنهم مضّوا الوقت باستحمال الألم .. و يا اليوم إللي بيسافر فيه محمد للعلاج .. و في المطار ::..
محمد و دموعه ما توقف هو و عبد الله :: عبوود .. يمكن هاي آخر مرة أشوفك فيها أو أزقرك باسم عبد الله .. عبوود أنا بسير أتعالج و يمكن تشوفني و يمكن لأ .. عبد الله شكرا على كل شي قدمته لي .. شكرا على الكلمات المشجعة .. و أتمنى إنك تكون تسامحتني إذا كنت زعلتك في يوم .. عبد الله ما يقدر يتكلم من الدموع لكنه يتشجع و يقول :: محمد إن شاء الله بشوفك و بنعيش أنا و إنت مع بعض .. و بنكمل دراستنا في الجامعة و لا تنسى الشركات و المشاريع إللي كنا نحلم فيها .. لا تخلي أمنياتك تتبخر بسبب أوهام .. خل ثقتك بربك كبيرة و ادع الله إنه ينجح العملية و الله ما راح يخيب ظنك .. و لا تنساني في دعواتك .. و تذكر دوم إنه كان لك أخ عزيز يحبك و يعزك و ما راح ينساك لو طال الزمن .. محمد و عبد الله يتعانقان بحرارة يقول محمد :: عبد الله لا تنسى إني أحبك في الله و أتمنى إنه الله يجمعني أنا وياك في جناته و في الفردوس و أتمنى إنك ما تقطع صلاتك و حفظك للقرآن .. عبد الله :: أحبك الله فيما أحببتني فيه .. أنا ما راح أنساك أبدا لو قطعوني و فرقوني و سوو فيني أي شي .. إنت جزء من قلبي و لا تنسى إني ما راح أنساك في دعواتي .. محمد :: عبد الله بعطيك شي .. بس أتمنى إنك ما تفتحه إلا لما تسمع إني خلاص صرت بجوار ربي .. و يبدا بالبكا .. و يعطي محمد ربيعه عبد الله ظرف فيه رسالة .. و قرب وقت طيران الطيارة و كل من محمد و عبد الله ما يكفون عن البكا و الدعاء للاثنين .. و طارت الطيارة ............
رجع عبد الله البيت و الدموع موجودة على خدوده لا ياكل و لا ينام .. ما عرف طعم النوم من يوم ما سافر محمد .. النهار يسألون عنه يلقونه في المسجد يحفظ القرآن أو يصلي أو يدعي حق محمد .. و الليل قائم .. يصلي و يدعي .. ما عرف شو يعني نوم .. حتى إنه أمه نست صوته .. ما يشوف حد و لا يتكلم مع أحد .. يا إما يكون في المسجد أو إنه يصلي الليل .. صار مثل العصا ما ياكل شي .. و لا يشرب .. صارت حياته بالنسبة لأهله مملة لكن بالنسبة له أحلى من كل شي .. لأنه ما في شي أحلى من الدعاء حق أخ له .. و بعد ما نسى يدعي حق أخوه الله يرحمه و لا سيما أن أخوه كان اسمه ( محمد ) ..
و في يوم من الأيام و ما أقساه من يوم .. و كان اليوم نفس اليوم اللي انولد فيه عبد الله و محمد ..جاء خبر وفاة محمد كالصاعقة على عبد الله و هو منهمك في الصلاة و الاستغفار و التسبيح و الدعاء لصديقه الحميم محمد فهو من الصدمة تشلل .. أصابه شلل في قدميه و لم يعد يتكلم مع أحد .. فقط ينظر إلى الشباك ناحية غرفة محمد .. محمد ذاك الصديق محمد ذاك الرفيق محمد اللي عاش معاه عبد الله العمر كله و هو يردد و يقول ::
هل رأيت الغصن يذوي مرة .. و رأيت الوردة البضاء تئن ..
هكذا قلبي و قد فارقني .. صاحب كنا إلي بعض نحن ..
و لكن و هو غارق في دموعه تذكر شيء .. تذكر الظرف اللي عطاه محمد لعبد الله قبل سفره و فتح الرسالة و كان مكتوب فيها ::::
عزيزي عبد الله ::
إنني أدري بأني سوف أموت عاجلا أم آجلا .. سأموت مهما طال الزمن أو قصر .. سأموت و تموت و يموت الناس أجمعين .. لذلك لم أشأ أن أتعبك بمرضي .. لم أرغب بأن تعاني مثلما عانيت أنت في حياتك .. و كان موت أخيك سببا كافيا لكي لا أخبرك عن مرضي .. فكنت مثلك صدمت عندما عرفت بأني مريض بالسل .. و لكني لم أصدق ما تسمعه أذناي .. و قلت في نفسي :: الكل مفارق مهما طال به الزمن .. فلما البكاء و النواح علي .. لا داعي بأن تنزل دمعة من عينيك .. فقد أصبحت بنظرك كما أعتقد أنا صديق لا يستحق الصداقة .. لأنه ترك قلباً حزينا وراءه و رحل .. كنت اتساءل دائما كيف سيكون عبد الله عندما أخبره بخبر مرضي هذا .. و صدقني حاولت مرارا و تكرارا بأن أخبرك لكني لم أستطع .. لم اتحمل أن أرى دموعك و معاناتك من أجلي .. من أجل صديق لا يستحق الصداقة .. أقولها و لا أمل منها أنا صديق لا يستحق صداقة أي أحد .. لكنني كنت أفتخر بك و بصداقتك .. لكني سأفارقك مهما طال الزمن .. ها أنا الآن سأودعك و دموعي تهطل مثل أمطار الشتا .. سأفارقك و ثقتي بربي كبيرة .. لا أخاف الموت فإني فعلت كل شيء يفرح ربي و يرضيه .. لا و لن أخاف من الموت فأنا لم أعمل شيء مخالف لأوامر الله .. لكنني أرجو أن تتذكرني مهما طال بك الزمن ..
صديقك المخلص ::
محمد
نزلت دموع عبد الله على وجنتيه .. عندما قرأ ما في الرسالة .. فقد أصبح كالحجر لا يتكلم مع أحد .. و لا يأكل و لا يشرب .. فقط جالس على سجادته يدعي و يقرأ القرآن و يحفظه و ينتظر يومه الذي سيذهب فيه بجوار ربه ..
و في نفس يوم وفاة صديقه ( محمد ) رحمه الله انتقلت روح عبد الله إلى خالقها .. توفي عبد الله و هو يقرأ و يحفظ كتاب الله .. توفي و النور في وجهه .. و دفن بجانب أخيه و صديقه (محمد) ....
|
|
|
|
|