|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 35945
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 43
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
فارتدَ بصيرا
بتاريخ : 21-07-2009 الساعة : 11:43 PM
من على بعد مسافة ينظر الشاب إلى حقيبة الفتاة كقرصان وجد كنزه أخيرا...
الفتاة تمشي بخطوات سريعة مضطربة، إلا أن الحياء سقط عليها كجثة زكية فأثقل قدميها، تتلفع بعباءتها السوداء التي تخفيها كما يخفي الليل أشياء النهار، تقبض على حقيبتها بشدة حتى أن عروقها بدت تقفز من يدها.
أذنا الشاب طارتا كذبابتين متطفلتين إلى جعبة الحقيبة…سمع تراقص النقود …ثمة أكسوارات وباطوق وأشياء لاحاجة له فيها…يعوم بخياله داخل الحقيبة كسمك القرش يحاول الافتراس.
مرت الفتاة من زاوية يراها الشاب ملائمة للوثوب على كبش الفداء، فالشارع واسع ويسمح له بالعبور بسهولة أمام المارين من هناك فلن يكونوا سوى دمى متحركة وربما البعض اكتفى بتقديم التعازي لها…هكذاكان يرسم خارطة كنزه ويضع آخر البصمات عليها.
انطلق أخيرا ومر بها بطيئا غير آبه بشيء وفي وضح النهار يسحب الحقيبة مطمئن النفس.
ولكن الفتاة تضغط بقوة، فازداد حنقا وجرأة فشدها مستعينا بسرعة دراجته فوقعت الفتاة على الأرض وانكشف ساقها فقامت مسرعة تتناسى آلام الجسد تتلفت حولها فلا تجد شيئا.
ذهب إلى مخبئه ‘ فتحها وخاض بيده يستخرج أحشاء الحقيبة…عثر على مئة ريال، بدا مسرورا بغنائم حربه، وعيناه تزداد طموحا كلما عثر على الجديد...
مد يده تارة أخرى، كأنه لمس علبة أو علبتين فأخرجهما وفور وقوع نظره عليهما أمتدت عيناه عن محجريهما وصعد دمه إلى وجهه وتلجلجت الكلمات في فمه فبدت الحروف تتناثر وتتأرجح
في لسانه… إنها أدوية لمرضى السكر، ازدحمت الذكريات في أم رأسه وأخذت تلطم ببعضها.
تذكر يوم أن احتاجت أمه لمثل هذا الدواء وقد بلغت روحها التراقي، حينها لم يكن الدواء حاضرا حيث نفذ عند ذلك انطلق إلى الصيدلية فلما عاد وجد أمه وروحها قد انسابت منها.
انتفضت كل جارحة من جوارحه ونهض لا يلوي على شيء أخذ يحدث نفسه والأحداث تترجم إليه يقول في نفسه: لقد كانت تسرع بخطواتها إذن كانت حالة طارئة!
أتعبته الأوهام والشكوك فخرج يبحث عنها، لكن النساء تتشابه، فجميعهن يلبسن العباءة السوداء.
بعد أيام وجد يمشي وكان يبدو شارد الذهن وبيده حقيبة، كان يسأل بعض المارة، يبدو أن عقله قد أصيب.
|
|
|
|
|