|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مكارم اخلاق الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه
بتاريخ : 21-05-2009 الساعة : 09:43 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مكارم اخلاق الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه
أ - العابد الزاهد :
1- حجَّ الإمام الحسن (ع) خمساً وعشرين مرةً ماشياً ، والنجائب تقاد من بين يديه . وكلما مرَّت به طائفة صعقت وخفت بالنزول إجلالاً لسموِّه وكبير مكانته . فلم يزل حتى يعدل بطريقه عن الشارع العام ، ليبلغ في تذلله للخالق كلّ مبلغ .
2- وكان إذا ذكر اللـه عزَّ وجلَّ بكى ، وإذا سُمِّي لديه القبر بكى ، وإذا قيل في البعث شيء بكى ، وإذا ذُكِّر بالصراط في المعاد بكى . وأما إذا ذُكر لديه العَرض الأكبر إذ الخلائق بين يدَي اللـه القدير ، كلٌ ينظر في شأنه ، ولهم شؤون تغنيهم عن الآخرين ، فهناك شهق شهقة وغشي عليه خوفاً وذعراً .
أما إذا حدَّث بالجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ، وسأل اللـه الجنة واستعاذ به من النار .
وإذا توضـــأ فإنه كان يصفرُّ لونُه وترتعدُ فرائصُه ، فإذا قام إلى الصلاة اشتد اصفرار لونه وارتعاد فرائصـه .
3- وأما أمواله فقد قاسَمَ اللـه فيها ثلاثَ مرات ، نصفاً بذل ونصفاً أبقى . وقد خرج من ماله كله مرتين في سبيل اللـه ، فلم يبقَ له شيء إلا أعطاه في سبيل اللـه .
4- ولا تمر عليه حال من الأحوال إلاّ ذكر اللـه عزّ وجلّ رغَباً ورهَباً .
5- أما ما قال فيه معاصروه ، فقد قالوا : وكان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم بالدنيا .
ولقد أفرد بعض الكتّاب الأولين ، موضوع زهد الإمام الحسن (ع) في مجلد خاص ، مثل محمد بن علي بن الحسين بن بابويه المتوفي سنة 381 في كتابه (كتاب زهد الحسن عليه السلام) .
ب - المهيب الحبيب :
1- قال واصفوه : ما رآه أحد إلاّ هابه ، وما خالطه إنسان إلاّ أحبّه ، ولا سمعه عدوٌ له أو صديقٌ خاطباً فاجترأ عليه بالتكلم واللغو . وقالوا في شمائله أيضاً : لم يكن أحد أشبه برسول اللـه (ص) من الحسن بن علي (ع) ، خلقاً وخُلقاً وهيئة وهدياً وسؤدداً .
وقالــوا كذلك : كــان أبيــض اللــــون مُشْربــاً بحمــرة ، أدعــج العينيــن(1) سهـــل الخدَّيــــن(2) كَثَّ اللحية(3) جَعْد الشعر(4) كأنَّ عنقه إبريق فضة ، حسن البدن ، بعيد ما بين المنكبَين ، عظيم الكراديس(5) رقيق المرية(6) ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ، مليحاً من أحسن الناس وجهاً .
2- كـــان الإمام (ع) ، محبوباً لدى الجميع ، يكرمه البعيد والقريب سواء ، ومن مظاهر محبوبيته العامة ، أنه كان يفرش له بباب داره في المدينة ، يجلس يقضي حوائج الناس ويحل مشاكلهم ، فكلّ من يمرّ به يقف هنيئة يسمع حديثه ، ويرى شمائله ويتزود بها من شمائل الرسول الأكرم وملامحه (ص) ، فلا يزال حتى ينسد الطريق دون المّارة . فإذا عرف الإمام ذلك قام ودخل لكي لا يسبب قطع الطريق .
3- وقال فيه محمد بن إسحاق : ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول اللـه (ص) ، ما بلغ الحسن بن علي .
4- وقال فيه الزبير : واللـه ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي .
5- وكان ابن عباس يأخذ بركاب الحسن والحسين على عادة من يريد أن يبالغ في تواضعه إلى أحد ، ويعرف الناس مدى خضوعه لسموِّه ، فإنه كان يقود له الراحلة كالذي يُستأجر لذلك بالمال . فكان ابن عباس يصنع ذلك للحسين ، فرآه ذات مرة مدرك بن زياد ، فاندهش إذ رأى شيخ المفسرين يصنع هذا الإكرام بالحسين ، فقال أنت أسنّ منهما تُمسك لهما بالركاب . فصاح ابن عباس في وجهه : يالكع !! وما تدري من هذان ؟. هذان ابنا رسول اللـه . أوليس مما أنعم اللـه عليّ به أن أُمسك لهما وأسوِّي عليهما ؟.
6- وقد سبق أنَّه إذا امتطى الصحراء إلى مكة ماشياً ، ورآه ملأ من المسلمين نزلوا يمشون إلى جنبه ولا يركبون حتى يعدل عنهم .
ج - الجواد الكريم :
1- أتاه رجل يطلب حاجة وهو يستحيي من الحاضرين أن يفصح عنها ، فقال له الإمام : اكتب حاجتك في رقعة وارفعها إلينا . فكتب الرجل حاجته ورفعها . فضاعفها له الإمام مرتين ، وأعطاه في تواضع كبير .
فقال له بعض الشاهدين ما كان أعظم بركة الرقعة عليه ، يابن رسول اللـه !. فقال : بركتها إلينا أعظم حين جعلنا للمعروف أهلاً ، أما علمت : إن المعروف ما كان ابتداءً من غير مسألة . فأمَّا مَن أعطيته بعد مسألة فإنما أعطيته بما بذل لك من وجهه . وعسى أن يكون بات ليلته متململاً أرقا ، يميل بين اليأس والرجاء ليعلم بما يرجع من حاجته أبكآبة ردّ ، أم بسرور النجح ، فيأتيك وفرائصه ترعد ، وقلبه خائف يخفق ، فإن قضيت له حاجته فيما بذل من وجهه فإن ذلك أعظم مما ناله من معروفك .
2- وجاءه رجل يسأل معروفاً، فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار، وقال له : إئت بحمّال لك، فأتى بحمال فأعطاه طيلسانه وقال هذا كرى الحمّال .
3- وجاءه أعرابي يريد أن يسأله حاجة ، فقال الإمام لمن حوله : أعطوه ما في الخزينة . فوجد فيها عشرون ألف درهم ، فدفعت إليه قبل أن يسأل . فاندهش الأعرابي وقال : يا مولاي ألاّ تركتني أبوح بحاجتي وأنشر مدحتي ، فأنشأ الإمام يقول:
نحـــــنُ أنـــاسٌ نـــــوالـــنـــــا خضـــلٌ * يرتـــعُ فــــيـــه الــــرجــــاءُ والأمــــلُ
تــجـــــودُ قبـــلَ الســؤالِ أنــفسُنــــــــا * خوفاً علــــى مــــاء وجْــــهِ مَن يَســَلُ
4- وحجّ ذات سنة هو وأخوه الإمام الحسين (ع) ، وعبد اللـه بن جعفر ، ففاتتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا ، فرأوا عجوزاً في خباء فاستسقوها فقالت هذه الشويهة ، أحلبوها واستطعموها ، فذبحت لهم شاتها وشوتها ، فلما طعموا قالوا لها : نحن نفر من قريش ، نريد هذا الوجه ، فإذا عدنا فَمُرِّي بنا ، فإنا صانعون بك خيراً . ثم مضت بها الأيام وأضرت بها الحال ، فرحلت حتى وصلت المدينة المنورة . فرآها الحسن (ع) ، فعرفها فقال لها : أتعرفينني ؟. قالت : لا . قال : أنا ضيفك يوم كذا وكذا . فأمر لها بألف شاة وألف دينار ، وبعث بها إلى الحسين (ع) ، فأعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلى عبد اللـه بن جعفر ، فأعطاها مثل ذلك .
5- وتنازع رجلان ، هذا أموي يقول : قومي أسمح ، وهذا هاشمي يقول : بل قومي أسمح .
فقال أحدهما : فاسألْ أنت عشرة من قومك ، وأنا أسأل عشرة من قومي ، يريد أن يسأل كلٌّ عطاء عشرة من قومه ، فينظروا أيّ القومين أسخى وأسمح يداً . ثم إذا عرفوا ذلك أرجع كلّ منهما الأموال إلى أهلها ، كلّ ذلك شريطة أن لا يخبرا من يسألاه بالأمر .
فانطلق صاحب بني أمية فسأل عشرة من قومه فأعطاه كلّ واحد منهم ألف درهم . وانطلق صاحب بني هاشم إلى الحسن بن علي فأمر له بمائة وخمسين ألف درهم ، ثم أتى الحسين فقال : هل بدأت بأحد قبلي ؟ قال : بدأت بالحسن ، قال : ما كنت أستطيع أن أزيد على سيدي شيئاً ، فأعطاه مائة وخمسين ألفاً من الدراهم ، فجاء صاحب بني أمية يحمل عشرة آلاف درهم من عشرة أنفس وجاء صاحب بني هاشم يحمل ثلاثمائة ألف درهم من نفسَين ، فغضب صاحب بني أمية ، حيث رأى فشله في مبادراته القبلية.
فردّ الأول حسب الشرط ما كان قد أخذه من بني أمية فقبلوه فَرحِين ، وجاء صاحب بني هاشم الحسن والحسين يردّ عليهما أموالهما فأبيا أن يقبلاهما قائلين : ما نبالي أخذتها أم ألقيتها في الطريق .
د - المتواضع الحليم :
1- مرّ بطائفة من الفقراء جلوساً على كسيرات من الرغيف يأكلونها ، فلما رأوا موكب الإمام قاموا إليه ، ودعــــوه إلى طعامهم قائلين هلّم يابن رسول اللـه إلى الغداء ، فنزل وهو يقول : “ إن اللــه لايحب المتكبريــــن “ وجعل يأكل معهم ثم دعاهم إلى ضيافته فأطعمهم وكساهم .
2- وعصفت به ظروف عصيبة أن لو مرت على الجبال لتدكدكت ، وازدحمت فوق كتفيه مسؤوليات عظيمة فاضطلع بها وتغلب على صعابها في حلم وأناة ، مما دفع أشدّ الناس عداوة له - وهو مروان - إلى أن يقول : كان من حلمه ما يوازن به الجبال . وكانت صفة الحلم أبرز سماته (ع) ، حيث كان يشبّه فيها بالنبي (ص) .
(1) أدعج العينين : أسود العينين مع سعتها .
(2) سهل الخدَّين : قليل لحمه .
(3) كث اللحية : كثيف اللحية .
(4) جعد الشعر : تجعّد الشيء : تقبّض ، وجعّد الشعر : صيره جعداً ، وهو ضد سبُط واسترسل .
(5) عظيم الكراديس : كراديس : كل عظم تكردس اللحم عليه .
(6) رقيق المرية : المرية : الجدل .
|
|
|
|
|