ربحنا اليانصيب
بساعه وكوب حليب
فعقارب الساعه تنظر لكأس خاليا
فقد نضب الكوب من الحليب
وبقينا جياع وعطاشى
وتخيلنا أننا نرقص في بستان رحيب
لنطوي أنفسنا تحت تمثال عجيب
قرونه كقرون الشياطين
وجثته عملاق رهيب
وشعره كث متسخ من يراه
وفمه يزفر نار ولهيب
لنهرب منه شتاة شتاة
وبتنا نكلم أنفسنا
فلم يبقى بالقوم لبيب
انه اليانصيب
فبالأمس كناكما كنا
كسالا في طلب الحبيب
فنحن مهلكين من كثر الحروب
بين موت وموت قريب
دلكنا الفانوس بحرفتا
فحترق فيه المارد الغريب
لنخسر أخرحظا عندنا
فلم يبقى لنا حظا مجيب
ورتعدنا بشوق للحياة
فتصورنا الغد يطيب
فاذ بالغدي تمثالنا
الذي أشبعنا خوفا ونحيب
انه اليانصيب
لندق ابواب السرقات
وختلاس اموال السليب
فقد سلبوا منه كل شيء
ولم يبقى عليه سوى الله رقيب
فيا ضمائر شعبي انتفضي
وكوني لجراحه الطف طبيب
فستعت وعيي بعد هذا
وتناولت كاس ثانيا من حليب
ودقت ساعتي أن هذا اليانصيب