بحسب ما نختاره في نظامنا الغذائي، فاننا إما نسبب هدما أو بناء لصحتنا. فيمكن القول انه أول خط دفاع طبيعي لحمايتنا من الأمراض والعدوى. فمن المعروف ان تناول الفيتامينات، والمواد المغذية يسهم في تعزيز نظام المناعة. ولا يغفل هنا أهمية الاكثار من شرب الماء خصوصا أثناء الزكام. كالعصائر الطبيعية، والمشروبات الخالية من الكافيين، لمنح جسمك كميات كافية من السوائل المفيدة. فكلما كان جسمك جافاً كنت أكثر عرضة للاصابة بالزكام.
وفي ذلك تعلل الدكتورة جيني مولو، اختصاصية الحمية والناطقة باسم جمعية التغذية الأميركية، «يجب أن تفكر بالأطعمة المغذية كجزء من دفاعك الطبيعي. فان كانت غنية بالحبوب الكاملة والخضار واللحوم قليلة الدسم ستساعدك على تجنب الاصابة بالكثير من الأمراض وبخاصة الزكام المزعج».
أهم الأطعمة
========
1 - اللبن
-----------
أظهرت الأبحاث أن تناول كوب من اللبن يوميا يعمل على حفظ اتزان وسلامة الجهاز الهضمي، ويمدنا بالكالسيوم اللازم لمنع هشاشة العظام، ويعزز من قدرتنا المناعيةـ ويحارب البكتريا الضارة، ويقاوم السرطان. كما أن استهلاك الألبان بشكل منتظم يسهم في الحفاظ على وزن صحي، بل وعلى فقدان الزائد منه. وفي ذلك ينصح الخبراء بالتعود على تناول كوب من اللبن أو الروب الخالي الدسم يوميا، مع التأكد من احتوائه على خمائر حية وفيتامين دال حتى يرتفع مقدار الاستفادة.
2 - رقائق الحبوب
---------------------
لتحصل على افطار شهي وصحي، ينصح باستبدال كوب رقائق الذرة المحلاة، بطبق يحتوي على رقائق الشوفان أو الشعير مع قطع من الفواكه المجففة والحبوب الكاملة. ومن الأطباق الشهية التي تلقى رواجا، هو تحضير رقائق الشوفان بتسخينها في حليب خالي الدسم مع عسل حتى تلين وتنضج ومن ثم اضافة أي نوع من الفواكه كلمسة اخيرة. حيث تحتوي الفواكه ورقائق الشوفان والقمح على الزنك، والسيلينيوم والعديد من المعادن والفيتامينات بما يمنح جسمك مناعة أقوى أو تحارب الزكام..
3 - البرتقال
-----------------
من المعروف أن غنى البرتقال بفيتامين سي سبب رواج استخدامه هو والليمون لتقوية دفاع الجسم في مقاومة عدوى الزكام. كما ان غناها بمضادات التأكسد سبب استخدام الكثير لمكملات فيتامين ج الغذائية، من باب الحفاظ على صحة الجسم من أعراض الشيخوخة. كما يعلل استخدام العديد من مستحضرات التجميل لهذا الفيتامين كمصدر لإشراقة البشرة واعادة حيويتها.
هو مصدر كبير لكل من حمض الفوليك، والألياف، وصبغة بيتا البرتقالية المضادة للأكسدة، وفيتامين ج، ومركبات الفلافانيودز والكراتونيودز المضادة للسرطان. وقد دلل الأطباء على أن تناول برتقالة يوميا يوفر كمية كافية من فيتامين ج المفيد للجسم والجلد. ونتيجة لاحتواء هذه الفاكهة على الألياف، لذا يفضل تناول حباتها، على شرب عصيرها.
4 - الثوم
-----------
أوردت العديد من الدراسات أهمية تناول الثوم لزيادة صحة القلب والدورة الدموية وقوة جهاز الجسم المناعي. ويحتوي على مضاد حيوي يحمي من تعقيدات الزكام ولذا ينصح بالاكثار من استخدامه في المطبخ أثناء فصل انتشار العدوى ولمكافحة جميع الأمراض.
5 - لحم البقر المفروم
--------------------------
هو مصدر ممتاز للبروتين، والزنك، لذا فيعمل على حفظ الخلايا قوية، ويكافح الأمراض، وكوصفة شهية، يمكنك اضافة الثوم والبصل له وعمل قطع هامبرغر لذيذة، تضاف اليها شرائح الطماطم وخبز أسمر لصنع وجبة خفيفة صحية.
6 - الفلفل الأخضر
--------------------
تحتوي الخضار الورقية الخضراء اللون على قيمة عالية من فيتامين ج ومضادات الأكسدة. وبشكل عام ينصح الخبراء بالاكثار من تناول الفلفل الأخضر الذي يمكن اضافته نيئا الى أطباق الطعام كالسلطات والمقبلات، لاحتوائه على مضادات التأكسد، ومادة مخففة للألم.
في هذا الوقت من العام نتعرض لموجة برد قاسية لم نعتدها من قبل ويجب علينا اتخاذ كافة الاحتياطات الصحية اللازمة للحفاظ على درجة حرارة الجسم والحفاظ على كفاءة الوظائف الحيوية واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا ومن أهم هذه الإجراءات هو اختبار الأغذية والمشروبات المناسبة للطقس البارد والشديد البرودة الذي نتعرض له يوميا داخل وخارج المنازل ومن المعلوم صحيا أن اختبار الأغذية والمشروبات الواقية من البرد والباعثة علي الدفء أفضل بكثير من استخدام وسائل التدفئة الصناعية مثل: الدفايات ،المكيفات الحارة ، إشعال الفحم ،وغيرها لان هذه الوسائل تعد مؤقتة غير أنها تجفف الهواء الموجود بالغرفة أو المنزل مما يساعد علي سهولة نمو وتكاثر البكتريا والفيروسات المسببة لأمراض ونزلات الجهاز التنفسي والهضمي.
وباستعراض الأغذية المناسبة للبرد نجد أن علي رأس هذه الأغذية تأتي الدهون فالحصول علي كمية مناسبة يوميا حوالي 70- 80غراما فان ذلك يعني توازنا غذائيا سليما ولأنها مرتفعة في نسبة السعرات الحرارية فانها تمد الجسم بالدفء ولذلك فمن يتبع رجيما قاسيا يشعر دائما بقشعريرة في الجسم وعلاوة علي ذلك فان الدهون تقوي نشاط العضلات مما يساعد علي ممارسة الحركة والرياضة المناسبة للجو البارد، وتمد الدهون الجسم بكمية هائلة من فيتامين (أ) حيث أنه من الفيتامينات الذائبة في الدهون وتناول الدهون يساعد على امتصاصها بشكل صحيح ومناسب، وفيتامين (أ) مسؤول عن نضارة البشرة، وفيتامين (ه) مسؤول عن الدورة الدموية وكفاءتها وكذلك فيتامين (c) المسؤول عن خصوبة ونضارة البشرة ومقاومة الجسم للبرد وهذه الفيتامينات موجودة فيما يسمى بالأحماض الذهنية.
البروتينات:
تلعب البروتينات دورا هاما في بناء الجسم بما يحتويه من كتلة عضلية وعظام وأنسجة وبالنسبة لمقاومة البرد فالبروتينات مسؤولة عن تكوين الأجسام المضادة والأجسام المناعية التي تحمي الجسم من هجوم الميكروبات وخاصة في فصل الشتاء، وتدخل البروتينات في تركيب الهرمونات التي من وظائفها الأساسية الحفاظ على مستوى ثابت من كافة العمليات الحيوية مثل الدورة الدموية والدورة التنفسية ومستوى التمثيل الغذائي ومستوى حرق الدهون والتي من شأنها الحفاظ على درجة حرارة ثابتة خلال فترة البرد، وللحصول على البروتين المثالي يجب تناول كمية من 60جرام - 80جراما يوميا تقريبا على أن توزع بين البروتين الحيواني مثل اللحوم - الدجاج - الأسماك - البيض -اللبن - والبروتين النباتي مثل العدس - الفول - الحمص - البقوليات.
الأغذية الخاصة المقاومة للبرد.
- تأتي هذه من الأغذية الليمون والطماطم والبطاطا الحلوة في مقدمة هذه الأغذية وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من موانع الأكسدة ومركبات البيتكاماروتين وفيتامين (س) (c).
- شوربة العدس تحتوي على نسبة عالية من البروتين ويفضل إضافة عناصر مثل الليمون والبهارات لإمداد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية.
- شوربة الدجاج وهي تساعد كثيرا في مقاومة مختلف أنواع الفيروسات المسببة للزكام عن طريق طرد البلغم خارج الجسم وخاصة عند احتوائه على بعض من قطع البصل والثوم. والثوم منذ فجر التاريخ يعد كنبات علاجي وذلك لما تحتويه هذه النبتة من فوائد صحية فهو يعد من أكثر النباتات مقاومة للبكتيريا والفطريات وأثبتت فعالية عالية في مقاومة البرد والعدوى من الأمراض الأخرى مثل السرطان. كما أنه مفيد للقلب ومقو لعضلة القلب والأوعية الدموية وبالتالي يحافظ على الدورة الدموية سليمة تحفظ للجسم درجة حرارته الطبيعية في مواجهة ظروف البرد القاسية نوعا ما، كما أنه يخفض الكولسترول وضغط الدم المرتفع.
وتأتي الأملاح والفيتامينات في مرتبة هامة لوقاية الجسم ومكافحة البرد وذلك لدورها الهام في تنشيط الخلايا وتغذيتها والجسم يحتاجها بكافة أنواعها، ولذلك يجب أن يكون الغذاء متنوعا جدا حتى يمد الجسم بكافة احتياجاته من الأملاح المعدنية ولذلك ينصح بتناول حبة فاكهة طازجة وحبة خضار طازجة يوميا وذلك لضمان الحصول على جهاز مناعة قوي وصحي.
د. حسام الدين عبدالصادق متولي
أخصائي الصحة العامة والتغذي