|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 24054
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 78
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
يا علماء العصر يا من له الخبر * بكل دقيق حار من دونه الفكر
بتاريخ : 22-12-2009 الساعة : 08:39 PM
يا علماء العصر يا من له الخبر * بكل دقيق حار من دونه الفكر
هذه قصيدة نظمها بعض علماء دار السلام استغرب الناظم لها اختفاءه ولم يعلم أن له أسوة بالأنبياء والمرسلين، واستبعد إلى هذه الأيام بقاءه وغفل عن قدرة رب العالمين. وقد أجابه علامة زمانه وفريدة عصره الفاضل المحدث النوري بأجوبة شافية كافية وسماها: (كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار)
ذكرت هذه القصيدة مع القصيدة التي نظمها في جوابها العالم الخبير والفاضل النحرير الذي عجز عن وصف مدائحه المادحون وسطعت من أقلام حكمته أنوار اليقين الشيخ محمد حسين الذي رفع شبه الجاهلين خلف علامة البشر والأستاذ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء قدس الله سره ألحقتها هنا لتستضيئوا بنور علمها وينتفعوا من فوائدها
قال الناظم هداه الله ووفقه للخير:
أيا علماء العصر يا من له الخبر * بكل دقيق حار من دونه الفكر
لقد حار مني الفكر بالقائم الذي * تنازع فيه الناس واشتبه الأمر
فمن قائل في القشر لب وجوده * ومن قائل قد ذب عن لبه القشر
وأول هذين للذين تقررا * به العقل يقضي والعيان ولا نكر
وكيف وهذا الوقت ذاع لمثله * ففيه توالى الظلم وانتشر الشر
وما هو إلا ناشر العدل والهدى * فلو كان موجودا لما وجد الجور
وإن قيل من خوف الطغاة قد اختفى * فذاك لعمري لا يجوزه الحجر
ولا النقل كلا إذ تيقن أنه * إلى وقت عيسى يستطيل له العمر
وإن ليس بين الناس من هو قادر * على قتله وهو المؤيد والنصر
وإن جميع الأرض ترجع ملكه * ويملأها قسطا ويرتفع المكر
وإن قيل من خوف الأذاة قد اختفى * فذلك قول عن معايب يفتر
فهلا بدا بين الورى متحملا * مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر
ومن عيب هذا القول لا شك أنه * يؤول إلى جبن الإمام وينجر
وحاشاه من جبن ولكن هو الذي * غدا يختشيه من حوى البر والبحر
على أن هذا القول غير مسلم * ولا يرتضيه العبد كلا ولا الحر
ففي الهند أبدى المهدوية كاذب * وما ناله قتل ولا ناله ضر
وإن قيل هذا الاختفاء بأمر من * له الأمر في الأكوان والحمد والشكر
فذلك أدهى الداهيات ولم يقل * به أحد إلا أخو السفه الغر
أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه * على غيرهم كلا فهذا هو الكفر
فحتى م هذا الاختفاء وقد مضى * من الدهر آلاف وذاك له ذكر
وما أسعد السرداب في سر من رأى * له الفضل من أم القرى وله فخر
فيا للأعاجيب التي من عجيبها * أن اتخذ السرداب برجا له البدر
راجع الذريعة: 1 / 475 رقم 2346 و3 / 91 رقم 288.
...........................................
فأجاب المجيب الموفق دامت بركاته وتوفيقاته
بنفسي بعيد الدار قربه الفكر * وأناه من عشاقه الشوق والذكر
تستر لكن قد تجلى بنوره * فلا حجب تخفيه عنهم ولا ستر
ولاح لهم في كل شيء تجليا * فلا يشتكي منه البعاد ولا البحر
بمرآه تسقى العين خسرا وخيبة * ويسعد في أنواره القلب والصدر
ألا طل وإن عذبت يا ليل بعده * فمن بعد طول الليل يستعذب الفجر
وأقصر أطلت اللوم يا عاذلي به * فلا مفصل إلا على حبه قصر
عداك السنا من هذه الجذوة التي * بأكباد أهل الحب شب لها جمر
وما ألحب إلا منتهى السدرة التي * لهم من جناها لبه ولك القشر
حبيبي بك الأشياء قامت فما الذي * يقيم على إثباتك الجاهل الغر
حبيبي أسارى في وجودك ضلة * ولولاك للإيجاد ما انتظم الأمر
بفيك جرى عين الحياة ومذ دنا * ليشرب منها عمر الشارب الخضر
ولي فيك سر لو أبوح ببعضه * لقلت من الإيجاز هذا هو السر
فيا بأبي لح للبرية أو تغب * وليس على علياك من غيبة ضر
فشمس الضحى والبدر نوراهما هما * وإن غربت أو غيب الشمس والبدر
ولا نكر أن لاحت ولم يرى ضوءها * أخو نظر لكن على عينه النكر
ولا بأس ممن جاء يسأل قائلا * أيا علماء العصر يا من له الخبر
لقد حار مني الفكر بالقائم الذي * تحير فيه الناس والتبس الأمر
عثرت ألا يا سائلا حار فكره * على من له في كل مسألة خبر
أعرني منك اليوم أذنا سميعة * إذا ما قرأت الحق لم يعرها وقر
وقلبا ذكيا في التخاصم يعتدى * لطائرة الإنصاف عنك به وكر
وخذ عندها من نظم فكري لئالئا * بهن إليك الخبر يقذف لا البحر
مضامينها الغر الصحيحة صادر * بها مصدر العلم الإلهي والصدر
إمام الهدى النوري من نور علمه * أنارت به في الأفق أنجمه الزهر
يقول ولا تنفك أعلام فضله * على أرؤس الأعلام في طيها نشر
ألا إن ما استغربت منا مقالة * به قال منكم معشر ما لهم حصر
وكلهم أضحوا لديكم أئمة * عنى لعلاهم من حوى البر والبحر
موثقة أسماؤهم في رجالكم * ففي كل سطر من فضائلهم شطر
فمنهم كمال الدين كما في مطالب السؤل * طوى سؤلا به حتى انكشف الستر
وذا الحافظ الكنجي كم في بيانه * بيان براهين يبين بها الأمر
وكم لابن صباغ فصول مهمة * تفصل ما قد أجمل الكتب والسفر
فإن بشمس الدين تذكرة لمن * يريد خواصا طبقها النص والذكر
وحسبي بمحيي الدين نقضا فإن في * الفتوح عليك الفتح قد جاء والنصر
وكم في يواقيت الجواهر جوهر * به عاد شعراينكم وله الفخر
لواقح أنوار له انظر فإن للعرا * قي فيه قصة عودها نضر
وصدقه فيه الخواص علي من * كراماته لا يستطاع لها ذكر
ذوو القدر هاهم عينوا قدر عمره * فماذا يقول اليوم من ماله قدر
وشاهدهم فيما ادعوه شواهد * النبوة فالجامي ممن له خبر
وفصل الخطاب الخاجه بارسا قد احتوى * تفاصيل فيها يثلج القلب والصدر
وهذا أبو الفتح احتوت أربعينه * أحاديث فيها جل أصحابكم قروا
وكم للبخاري الدهلوي رسائل * بهن مع المهدي آباؤه الغر
وفي روضة الأحباب للحق روضة * بعرف عطاء الله ضاع لها نشر
وهذا البلاذري سل سلسلاتهم * تجده روى عنه شفاها ولا نكر
وهذا مواليد الأئمة قاطع * بها كم تبدى لابن حساد بكم سر
وها لابن شمس الدين كم من هداية * على سعداء الكشف آثارها غر
يقول أرى المهدي حقا وإنه * سيبدو وإن كان استطال له العمر
ففي الكافرين السامري نظيره * وفي المؤمنين الياس والروح والخضر
وكالسامري الدجال إن لشأنه * حديثا غريبا سوف يأتي له ذكر
وفضل بن روز بهانكم مع عناده * أقر بما قلناه إذ وضح الأمر
وناصر دين الله لولا اعتقاده * على أن ذا السرداب غاب به البدر
لما شيدت منه المباني بأمره * وحرر فيها باسمه الخلف الطهر
وهذي ينابيع المودة قد جرت * لنا من سليمان به الأبحر الغزر
وذا أحمد الجامي والعارف الذي * غدا شيخ إسلام لكم أيها النضر
وللصفدي ذا شرح دائرة بها * على الغيب محيي الدين أطلعه الجفر
وعينه في شعره مادحا أبو المعاني * ذو الأسرار (و) القونوي الصدر
وملا جلال الدين مثنوي الذي * يحق له ذو الكشف لو سجدا خروا
وكم عبد رحمن لكم متأله * بمرآة أسرار تجلى له السير
وذا النسفي يحكيه عن حمويكم * وعن ذاك تحقيق النبوة يفتر
براهين ساباطيكم كم تضمنت * لقاضي جواد ما يبين له العذر
وكم حد مهدويكم بالمكاشفات من * غوامضها ماضمت الحجب والستر
وقد نظم البصري عامر تحفة * غدت ذات أنوار مضامينها الغر
تعرض فيها الفارضية فاعتلت * عليها ولم لا تعتلي وهي البكر
يقول بها حتى متى أنت غائب * إمام الهدى قد ضاق منا لك الصدر
كذا الهمداني والنسمي وشيخكم * محمد صبان الذي أنتجت مصر
كذا العارف العطار كم ضم شعره * مدائح من أرواحها نفح العطر
وهذا الخوارزمي الخطيب روى لنا * حديثا به لا شك يعتقد الحبر
ألا فانظروا يا مسلمين لمنكر * علي مقالا ما به بأس أو نكر
يكفرني فيما أقول وإنما * تدين به تالله أقوامه الزهر
وكلهم ما بين راو وعارف * وشيخ له الكشف المتجل والستر
وما ذكروا في جنب من لم أبح بهم * كما سنحت من شاهقات الذرى ذر
وفيما ذكرناه ترى الحق عند من * غدا قائلا قد ذب عن لبه القشر
ويا ليت شعري ما العيان الذي قضى * ببطلان هذا عند من ما له شعر
فأما التجلي للعيون فما ادعى * به أحد إلا أخو السفه الغمر
ففي الهند أبدى المهدوية كاذب * فكذبه كل الورى البدو والحضر
وما كل من أضحى مضلا يناله * كما حسب القتل المعجل والضر
وإلا فإنا نحن أو أنتم على * ضلال فلم لا نالنا السوء والشر
نعم هو موجود ولكن لحكمة * بها الله أدرى اختير عنا له الستر
وإلا فكم فاز الخواص بشخصه * كما للعراقي والخواص مضى ذكر
وعد رجال الغيب ذا نسفيكم * ثلاث مئين بل يزيدهم الحصر
وقال وهم كلا حضور لدى الورى * ولم يرهم إلا الإخصاء والنزر
فلم لا بذا المقدار كذبت حائرا * كما حار منك اليوم في واحد فكر
وما هو مسجون فتحسب أنه * قد اتخذ السرداب برجا له البدر
بلى هو في الأمصار غاد ورائح * يخيب به مصر ويحظى به مصر
وها هو قطب الكائنات جميعها * ولولاه لم يوجد ذرى لِي ولا ذر
وما حق ما لا يدرك العقل وجهه * ويعجز عن إدراكه الذهن والفكر
مسارعة الإنكار فيه فإنما * ينزه عن أمثالها العالم الحبر
وهذا تميم قد حكى لنبيه * حديثا حكاه كان من قبله الطهر
غداة بهم سفن المسير تكسرت * فألقاه في عظمي جزائره البحر
هناك أوى جساسة ظن أنها * لشيطانه من فوقها ارتكم الشعر
فجاءت بهم لشخص مفلل * تحير فيه العقل واندهش الفكر
فأخبرهم فيما سيجري به القضا * وقال أنا الدجال بي تعدد النذر
فلا مرسل إلا ويوعد قومه * بأعور دجال سيقوى به الكفر
فهذا لعمر الله أعظم حيرة * وأجدر أن لو رده اللب والحجر
وأخرى لعمري لو تحيرت سائلا * بإيجاده من قبل ذلك ما السر
وتلك علوم الغيب من جاءه بها * وها هو ملعون له الخزي والخسر
وقد كان مغلول اليدين من الذي * لإطعامه إياه أخره الدهر
وبعد تميم كيف لم يره امرؤ * وكم موكب بالأبحر السبع قد مروا
ولكنه عن فعله ليس يسئل إلا * له وجاء النهى عن ذاك والزجر
وإن عقول الخلق أقصر مبتغى * عروجا إلى ما دبر الخالق البر
وقد صح بالبرهان أن إلهنا * حكيم غني ليس يلجئه فقر
وكم مشكل يعيى العقول وإنما * بما قد أشرنا يكتفي الفطن الحر
فكل بيان جاءنا عن نبينا * تناقله قوم هم بيننا السفر
علينا وجوبا أن يكون اعتقادنا * هو الحق لا يعروه ريب ولا نكر
وإنا أناس لم ننازع ولم نكن * شركناه في خلق فيبدو لنا السر
وقد وردت أخباركم وتواترت * أن الخلفاء اثنان بعدهما عشر
وفيهم يقوم الدين أبلج واضحا * وتندفع الأسوا ويستنزل القطر
ولما انقضت للراشدين خلافة * وأضحى عضوضا بعدهم ذلك الأمر
وأنقص دين الله قدرا يزيده * فأصبح دين الله ليس له قدر
لكعبته هدم وقبر نبيه * تطل الدما فيه وينسكب الخمر
وآل رسول الله تلك دماؤهم * لدى كل رجس من لئام الورى هدر
مصائبهم شتى وشتى قبورهم * فلا بقعة إلا وفيها لهم قبر
على ضمأ يقضي ومن فيض نحرها * تروى الصفاح البيض والذبل السمر
ويمسي حسين بالطفوف مجدلا * ويرفع منه الرأس فوق القنا شمر
وتسبى بنات المصطفى الطهر حسرا * ونسوة صخر لا يراع لها وكر
أتوها بنو مروان فافتعلوا به * أفاعيل منها شنعة برئ الكفر
فكم أضربوا فيها بلادا وأهلكوا * عبادا وضج القتل في الناس والأسر
وأولهم تنبيك مكة ما جنى * عشية بالحجاج شد له أزر
على حرم الله المجانيق نصبت * فهدم حتى البيت والركن والحجر
وولي من بعد العراق فعندها * توالى هناك الظلم وانتشر الشر
وما زال في كوفان يعبث ظلمه * إلى أن أعيدت وهي مخربة قفر
فكم من سعيد قد شقى بهلاكه * وكم عابد صلت على عنقه البسر
ودع للوليد الذكر إن بذكره * يزعزع عرش الله والرسل
والطهر أما جعل القرآن مرمى سهامه * فمزقه رميا كما يشهد الشعر
أما أمر السكرى وقد أجنبا معا * فأمت بأهل المصر غادته العفر
أما نكحوا عماتهم وبناتهم * وشاع الخنا ما بينهم وفشا العهر
ألم ترد الأخبار عنه بلعنهم * وطرد أناس ما استطال له العمر
ألم يرو رويا أن عجنه فنزلت * بلعنهم الآيات إذ ذاك والذكر
أما عاد مال المسلمين وبيته * لهم دخلا يشرى به اللهو والسكر
أهؤلاء للإسلام كانوا أئمة * إليهم من الله انتهى النهي والأمر
فوا أسفي لو كان يجدي تأسفي * ووا صبر قد عيل من دونها الصبر
تعد بنو مروان فيكم أئمة * وآل رسول الله ليس لهم ذكر
وتحكى مزاياهم مساوي عداهم * فكل به تفنى الدفاتر والحبر
ولما رأينا فيهم كل سبة * وكل شنيع دونه الكفر والمكر
علمنا بأن المصطفى ما عناهم * بأخباره والأمر في بيته قصر
وإن اجتماع الناس لا خيرة لهم * ولكنما ألجاهم الخوف والقهر
وليس الذي يعنيهم من تجمعت * عليه الورى قسرا ولو دأبه الكفر
وذا خبر الثقلين أضحى مسلما * لدى الكل لا ريب عراه ولا نكر
وها هو بالتعيين نص بأهله * فقد قرنوهم بالتمسك والذكر
فمن أهله لن يخل عصر بحكمه * كما من كتاب الله لن يخلون عصر
وأكده مذ قال لن يتفرقا * إلى أن يوافينا معا بهما الحشر
سفينة نوح هم فراكبه نجا * وتاركه يلقيه في لجة البحر
وأورد سمهوديكم في خلاصة الوفا * خبرا ما إن يحيق به المكر
إلى حائط جاء النبي وكفه * بكف علي في السماء له القدر
هنالك صاح النخل هذا هو النبي * وهذا الولي منه أئمتنا الطهر
فقال رسول الله للصهر ذا يكن * من النخل صيحاني ليشتهر الأمر
فوا عجبا حتى الجمادات سلمت * فما بال قوم تدعي أن لها حجر
وثم حديث قد روته كباركم * بإسناده قد صح مضمونه البكر
هم أمن أهل الأرض لولاهم هوت * كأهل السما أمن لها الأنجم الزهر
ومن ها هنا قد بان نفع وجوده * لكل الورى من أنكروه ومن قروا
وكم مثل ذا ما لو تأملتم به * لكم لاح من أسراره البطن والظهر
ومن مات لم يعرف إمام زمانه * يصرح عما ندعيه ويفتر
ويا ليت شعري لو سئلت من الذي * إذا مت لم تعرفه عاجلك الخسر
وفي أي نقل قد تمسكت طايعا * نبيك في أهليك إذ جاءك الأمر
أتكفرها من بعدما قد تواترت * وسلم فيها الكل لا الشفع والوتر
أجل أم توالي غير آل محمد * مؤولة تلك الأحاديث والزبر
فجئنا بأهدى منهم نتبعهم * وإلا فما زيد إذا عد أو عمرو
ومن ذا جميعا بان لا بد للورى * إمام هدى لم يخل من شخصه عصر
وقولك هذا الوقت داع لمثله * ضلال فلا ظلم توالى ولا شر
وما ظلم ذاك الوقت إلا إذا ملأ * البقاع وما تحت السما الكفر والغدر
بحيث لو استبقى من الناس مؤمن * لأهلكه ما بينها الخوف والحذر
هناك له يأتي الإله بعدة * كعدة ما للمصطفى ضمنت بدر
ويأتي له من ربه الإذن عندها * فيملأها قسطا ويرتفع المكر
ولم يأت للآن النداء من السما * على أحد هذا: هو الخلف الطهر
وحاشاه أن يعصي ويخرج قبل أن * يجئ له من ربه الإذن والنصر
ومنا إله العرش أدرى بفعله * وليس لنا نهي عليه ولا أمر
ولم نعترض هلا أذنت بوقتنا * ففيه توالى الظلم وانتشر الشر
على أنه لا ظلم باد وهذه * ملوك بني عثمان آثارها غير
وراياتها في كل شرق ومغرب * على طي أعناق الملوك لها نشر
بسلطاننا عبد الحميد قد اغتدت * ثغور بني الإسلام بالعدل تفتر
ببيض أياديه ورزق سيوفه * جميع بقاع الأرض يانعة خضر
ولم نر في الأعصار عصرا كعصره * به انبسط الإيمان وانتشر البشر
ومنه (قد) استوجبت حدا وإنما * بقولك ذا عماله الصيد لم يدروا
على أنه لو سلم الظلم في الورى * وأن جميع الأرض قد عمها النكر
فذاك عليكم وارد حيث إنه * إلى الآن لم يولد ولم يبده الدهر
وقولك من خوف الطغاة قد اختفى * وأن ذاك شيء لا يجوزه الحجر
كقولك من خوف الأذاة قد اختفى * وذلك قول عن معايب يفتر
ويتلوها ذا الاختفاء بأمر من * له الأمر في الأكوان والحمد والشكر
وإن رمت توضيح المقال لدفع ما * به وقع الإشكال والتبس الأمر
فأجمعها طول على غير طائل * وتكرير ألفاظ بها قبح الكر
وما الكل إن لاحظتها غير شبهة * لكل جهول ما له مسكة تعر
و فهيا اغتنم حلا ونقضا جوابها * على أن هذا الأمر مسلكه وعر
وذلك أن الله أرسل رسله * فلم يبق للعاصي بمعصية عذر
ودلت عليهم بالعقول خوارق * معجزة كيلا يقال هي السحر
ولو أنهم في كل حال يرى لهم * على كل من عاداهم الفتح والنصر
لأوشك من ضعف العقول يرونهم * عن الله أربابا فينعكس الأمر
فمن أجل هذا لم يزل لعداهم * عليهم على طول المدى القهر
والظفر ويشهد فيما قلته كل من له * بأحوال رسل الله من قبل ذا سبر
وإلا فقل مذ غاب في الغار أحمد * وصاحبه لما أطلهم المكر
أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه * على غيرهم كلا فهذا هو الكفر
وليتك مذ منك المعاني تكسرت * حفظت مبانيها فلم يعرها الكسر
بلى حيثما قد فاتك النصر جئتنا * تقول بها وهو المؤيدة النصر
وقد بان من هذا بأن لو بكل ما * تقول التزمنا ما علينا بها ضر
وإن خلافا منك ذا حيث لم تكن * بحسن تقول الأشعرية والجبر
ولا حسن إلا ما به الشرع قد أتى * ولا قبح إلا عنه ما قد أتى الزجر
فكان جديرا لو سألت من الذي * يقول به ما قاله الشارع الطهر
وطالبت في دعواه حق دليلها * فإن قاله فالحمد لله والشكر
وإن لم يقله كان حقا عليك لو * سخرت به واهتزك الجهل والكبر
ولكن بحمد الله أصبحت أجهل ل * لأنام فلا عرف لديكم ولا نكر
رددت دعاوينا بأسوأ فرية * كما ردها يوما بسوأته عمرو
حفرت لنا بئرا لتوقعنا بها * وقد أوقعتكم في حفيرتها البئر
وشعرك لم يعذب على أن كله * افتراء نعم بالكذب يستعذب الشعر
ولكن من العجز اخترعت كواذبا * تثير من الأجفان ما كمن الصدر
شققت عصا الإسلام فيها وإن ذا * بإيحاء أهل الكفر كي يغلب الكفر
شياطينهم فيه غرتك وإنما * قد استلبت إيمانك البيض والصفر
فترجمت من تلك الأباطيل جيفة * كستها بنتن الخبث ألفاظك الغبر
وألقيت بالبغضاء في أهل ملة * ليشغلها ما بينها الكر والضر
فتأخذها الأعداء من كل جانب * وتنهش أسد الدين أطلبها العقر
أجل فاختراع الكذب فيكم سجية * ففيكم على أشياخكم يقتفى الأثر
فكم نسبوا أمرا إلينا ولم يفه * به أحد منا ولا ضمه سفر
فذا الهيثمي كم في صواعقه رمى * إلينا أمورا ليس فينا لها ذكر
وذا الحافظ الذهبي يذهب أن نرى * بسردابه المهدي أعدمه الستر
وها نحن كلا قائلون بأن من * رأى شخصه بالذات لم يحصه الذكر
بكبراه والصغرى معا بان للورى * وفي كل هذا كل أصحابنا قروا
وينكر منا القول إن هو جامع * العلوم وإن في كل شيء له خبر
وما هو إلا وارث علم جده * وإن علوم المصطفى مالها حصر
فلا غرو أن لو تفتري اليوم قائلا * له الفضل عن أم القرى وله الفخر
وتهزأ في السرداب جهلا وفيهم * ويبدو على ما تفتري الفري والسخر
فما سعد السرداب بالبدر وحده * نعم ما أظلته السما البر والبحر
وأسعدها أم القرى فيه أنه * سيطلع منها مشرقا ذلك البدر
وذا منك جهل وافتراء بأننا * عليها نرى السرداب أضحى له الفخر
وما شرف السرداب إلا لأنه * غدا لهم بيتا به برهة قروا
وهم في بيوت ربها آذن لها * لترفع إجلالا ويتلى به الذكر
فيا مفتري هذا المقال أبن لنا * بذلك من ذا قال فلتنشر السفر
وقد صرح الأصحاب أن طلوعه * بحيث شموس الدين أطلعها الطهر
أبا صالح خذها إليك خريدة * ولا يرتجى إلا القبول لها مهر
تمزق من أعداك كل ممزق * ويمرق في أكبادها الخوف والذعر
وذخرا ليوم الحشر أعددتكم بها * ولم يفتقر عبد له أنتم الذخر
إذا اسود وجهي بالذنوب فإن لي * لديكم بها ما يستضاء به الحشر
ألستم بشرع الدين أنتم نشرتم * ومنه إليكم فوض الحشر والنشر
ألستم بساق العرش نور ومنكم * لأهل السما التسبيح يعلم والذكر
صفا الذهب الإبريز أنتم وإنما * فؤادي إلا عن ولائكم صفر
موالي ما آتي به عن ثنائكم * وقد ملئت منه الأناجيل والزبر
يواليكم قلبي على أن جرحه * لرزئكم لا يستطاع له مبر
وينصركم مني لساني ومقولي * إذا ما بدا قد فاتها لكم النصر
ولا صبر لي حتى أراها تطالعت * لقائمكم في الجور راياته الخضر
بكم أستمد الفيض ثم أمدكم * ببحر ثناء فيكم ماله قعر
بني المصطفى من لي بأن آل عبدكم * فعبدكم من حر نار اللظى حر
فبشرى لأعداكم بآل أمية * كما بكم آل النبي لنا البشر
سلام عليكم كلما نفخت صبا * وما غربت شمس وما طلع البدر
ولا برحت أعداؤكم في مهانة * يعاجلها خزي ويعقبها خسر >>>>>>>>>>(راجع ذيل كشف الأستار لكاشف الغطاء)
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين وسلم تسليما كثيرا كثيرا.
......................
منقولة من كتاب إلزام الناصب في أثبات الحجة الغائب
تأليف: الحاج الشيخ علي اليزدي الحائري
|
|
|
|
|