|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 46262
|
الإنتساب : Dec 2009
|
المشاركات : 1,560
|
بمعدل : 0.29 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
اهدف ثورة غلام ثقيف (المختار الثقفي)
بتاريخ : 31-12-2009 الساعة : 07:18 PM
إن كل الحركات في العالم تتحرك وفق هدف مخطط له وفي كثير من الحركات يوجد أهداف ظاهرية وأهداف باطنية ، وبالمصطلح العصري يقولون أهداف مباشرة وأهداف غير مباشرة .
وحركة المختار الثقفي عرف عنها في التاريخ بأنها ثورة للأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام ، وقد سميت كثيراً في الكتب والمؤلفات بأنه (ثورة الأخذ بالثار) وهذا هو الهدف المباشر للثورة ولا يكاد يخفى على أحد ممن تتبع أخبار الثورة وتحركاتها ، وخصوصا أنه قد قتل فيها الشخصيات الرئيسية التي شاركت بقتل الإمام الحسين عليه السلام كابن زياد وعمر بن سعد والشمر وحرملة وأمثالهم . حتى كان شعار الثوار هو ( يا لثارات الحسين ) كما روى الشيخ الطوسي في الأمالي ص 241 :
فسار ابن الأشتر حتى أتى المدائن ، ثم سار يريد ابن زياد ، فشخص المختار عن الكوفة لما أتاه أن ابن الأشتر قد ارتحل من المدائن ، وأقبل حتى نزل المدائن ، فلما نزل ابن الأشتر نهر الخازر بالموصل أقبل ابن زياد في الجموع ، ونزل على أربعة فراسخ من عسكر ابن الأشتر ، ثم التقوا فحض ابن الأشتر أصحابه وقال : يا أهل الحق وأنصار الدين ، هذا ابن زياد قاتل الحسين بن علي وأهل بيته (عليهم السلام) قد أتاكم الله به وبحزبه حزب الشيطان ، فقاتلوهم بنية وصبر ، لعل الله يقتله بأيديكم ، ويشفي صدوركم . وتزاحفوا ونادى أهل العراق : يالثارات الحسين ، فجال أصحاب ابن الأشتر جولة ، فناداهم : يا شرطة الله الصبر الصبر ، فتراجعوا فقال لهم عبد الله بن يسار بن أبي عقب الدؤلي : حدثني خليلي أنا نلقى أهل الشام على نهر يقال له الخازر ، فيكشفونا حتى نقول : هي هي ، ثم نكر عليهم فنقتل أميرهم ، فابشروا واصبروا فإنكم لهم قاهرون . ورواه العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج 45 ص 334
لكن هل يوجد لهذه الثورة أهداف غير مباشرة ؟
من خلال المطالعة في الروايات المتوفرة بين يدي الآن ، نستطيع أن نستخلص عدة أهداف غير مباشرة لثورة المختار مضافاً إلى الهدف المباشر وهو الثأر لمقتل الحسين عليه السلام .
- رضا أهل البيت عليهم السلام من أهداف الثورة .
جاء في الصحيفة السجادية (أبطحي) ص 141 رقم 71 :
دعاؤه عليه السلام على حرملة بن كاهل " لعنه الله " عن المنهال بن عمرو ، قال : دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام منصرفي من مكة ، فقال لي : يا منهال ! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ؟ فقلت : تركته حيا بالكوفة . قال : فرفع يديه جميعا ، ثم قال عليه السلام : اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار .
قال المنهال : فقدمت الكوفة ، وقد ظهر المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وكان لي صديقا ، فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني ، وركبت إليه ، فلقيته خارجا من داره ، فقال : يا منهال ، لم تأتنا في ولايتنا هذه ، ولم تهنئنا بها ، ولم تشركنا فيها ؟ فأعلمته أني كنت بمكة ، وأني قد جئتك الآن ، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس ، فوقف وقوفا كأنه ينظر شيئا ، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل ، فوجه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون ، وقوم يشتدون ، حتى قالوا : أيها الأمير البشارة ، قد أخذ حرملة بن كاهل . فما لبثنا أن جئ به ، فلما نظر إليه المختار ، قال لحرملة : الحمد لله الذي مكنني منك ، ثم قال : الجزار الجزار . فأتي بجزار ، فقال له: اقطع يديه . فقطعتا ، ثم قال له : اقطع رجليه . فقطعتا ، ثم قال : النار النار . فأتي بنار وقصب ، فألقي عليه فاشتعل فيه النار ، فقلت : سبحان الله ! فقال لي: يا منهال إن التسبيح لحسن ففيم سبحت ؟ فقلت : أيها الأمير ، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليهما السلام ، فقال لي : يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي ، فقلت : تركته حيا بالكوفة ، فرفع يديه جميعا ، فقال : اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار . فقال لي المختار : أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا ؟ فقلت : والله لقد سمعته يقول هذا . قال : فنزل عن دابته ، وصلى ركعتين ، فأطال السجود، ثم قال فركب وقد احترق حرملة ، وركبت معه ، وسرنا فحاذيت داري ، فقلت : أيها الأمير ، إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي ، فقال : يا منهال ، تعلمني أن علي بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ، ثم تأمرني أن آكل ؟ ! هذا يوم صوم شكراً لله عز وجل على ما فعلته بتوفيقه .وحرملة هو الذي حمل رأس الحسين عليه السلام . رواه الشيخ الطوسي في الأمالي ص 238 ح 15 ، والعلامة المجلسي في بحار الانوار ج 45 ص 332
من أهداف الثورة العمل بكتاب الله وسنة رسول الله والدفع عن الضعفاء
ر و ى الشيخ الطوسي في الأمالي ص 240 / 244
الفبا أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثني محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا المدائني ، عن رجاله : أن المختار بن أبي عبيد الثقفي (رحمه الله) ظهر بالكوفة ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ست وستين ، فبايعه الناس على كتاب الله وسنة رسول الله (صلى اللة عليه وآله) والطلب بدم الحسين بن علي (عليهما السلام) ودماء أهل بيته (رحمة الله عليهم) والدفع عن الضعفاء . فقال الشاعر في ذلك :
ولما دعا المختار جئنا لنصره على
الخيل تردى من كميت وأشقرا
دعا يالثارات الحسين فأقبلت
تعادى بفرسان الصباح لتثأرا
ورواه العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج 45 ص 332
من أهداف الثورة نصر آل محمد
روى الشيخ الطوسي في الأمالي ص 240
نهض المختار إلى عبد الله بن مطيع ، وكان على الكوفة من قبل ابن الزبير فأخرجه وأصحابه منها منهزمين ، وأقام بالكوفة إلى المحرم سنة سبع وستين ، ثم عمد على إنفاذ الجيوش إلى ابن زياد وكان بأرض الجزيرة ، فصير على شرطه أبا عبد الله الجدلي وأبا عمرة كيسان مولى عرينة ، وأمر إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) بالتأهب للمسير إلى ابن زياد (لعنه الله) ، وأمره على الأجناد ، فخرج إبراهيم يوم السبت لسبع خلون من المحرم سنة سبع وستين في ألفين من مذحج وأسد ، وألفين من تميم وهمدان ، وألف وخمس مائة من قبائل المدينة ، وألف وخمس مائة من كندة وربيعة ، وألفين من الحمراء . وقال بعضهم : كان ابن الأشتر في أربعة آلاف من القبائل ، وثمانية آلاف من الحمراء ، وشيع المختار إبراهيم بن الأشتر (رحمهما الله) ماشيا ، فقال له إبراهيم : اركب رحمك الله ، فقال: إني لأحتسب الأجر في خطاي معك ، وأحب أن تغبر قدماي في نصر آل محمد (عليهم السلام) ..
ونستطيع أن نلخص أهداف الثورة في الأمور التالية
الثأر لمقتل الإمام الحسين وأصحابه عليهم السلام .
رضا أهل البيت عليهم السلام.
العمل بكتاب الله وسنة رسول الله .
الدفع عن الضعفاء والمستضعفين .
نصر آل محمد صلوات الله عليه وعليهم .
ونحن إذا لاحظنا هذه الأهداف نجد أنها هي عين أهداف أي شيعي موال لأهل البيت عليهم السلام ، فأي ثورة شيعية تقوم لا بد أن تكون أهدافها تنحصر بهذه الأهداف ، والخروج عن أي هدف من هذه الأهداف هو خروج عن متابعة أهل البيت عليهم السلام ، فالرضا لأهل البيت ونصرتهم هو الولاء لهم وطاعتهم ، وهو أصل من أصول الدين عند الإمامية ، وأمر أهل البيت عليهم السلام هو الإسلام لأنهم أحد الثقلين ، وسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق . والأهداف الأخرى أوضح من أن توضح فمن يكون هدفه العمل بكتاب الله وسنة رسوله والدفاع عن الضعفاء إنما يريد الإسلام بعينه ، وهل تتناسب هذه الأهداف مع مدعي النبوة والكذابين.
وانظر إلى هذا الخبر كيف يدل على ثقافة المختار الإسلامية ، فالمعادي لأهل بيت النبوة هو ناصبي والناصبي كافر وحكمه النجاسة كما هو متفق عليه بين علمائنا رضوان الله عليهم :
روى الشيخ الطوسي في الأمالي ص 242 :
قال : وبعث ابن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار وأعيان من كان معه ، فقدم بالرؤوس والمختار يتغدى ، فألقيت بين يديه ، فقال : الحمد لله رب العالمين ، وضع رأس الحسين بن علي (عليه السلام) بين يدي ابن زياد (لعنه الله) وهو يتغدى ، وأتيت برأس ابن زياد وأنا أتغدى . قال : رأينا حية بيضاء تخلل الرؤوس حتى دخلت في أنف ابن زياد وخرجت من أذنه، ودخلت في أذنه وخرجت من أنفه، فلما فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ثم رمى بها إلى مولى له وقال: اغسلها فإني وضعتها على وجه نجس كافر. رواه العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج 45 ص 334
هذا ما وفقنا إليه في هذا المختصر ، نرجو من الله العلي القدير أن يتقبل منا هذا القليل وييسرنا إلى الكثير ، ولا نسأل من ذلك أجراً إلا المودة في القربى . والحمد لله أولاً وآخراً . .
|
|
|
|
|