|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 43560
|
الإنتساب : Oct 2009
|
المشاركات : 20
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ارجو رضى الرحمن
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 11-01-2010 الساعة : 05:01 PM
كيف أعرف
قال البلخي : الناس يقولون ثلاثة أقوال وقد خالفوها في أعمالهم : يقولون نحن عبيد الله وهم يعملون عمل الأحرار ... ويقولون ان الله كفيل بأرزاقهم ولا تطمئن قلوبهم إلا بالدنيا ....ويقولون لا بد لنا من الموت وهم يعملون أعمال من لا يموت.
وقد قدمت لك هذا القول حتى تعرف ان القول شيء والحقيقة شيء آخر وكم من غبي ترك حقيقة ما عنده لأقوال يقولها أو يقولها غيره فيه..
ومن منهج الفقهاء أن يضعوا لكل شيء ضوابط حتى لا يتركوا الأمر للهوى.. وأنا على منهجهم سائر
دلائل الاهتمام
1.كثرة الحديث
ومن أحب شيئا أكثر من ذكره ... وارقب الشخص حديثه تعرف من هو... والإنسان بطبعه يتكلم عن الأشياء التي تتملك قلبه اهتماما ... فهذا أحد أفذاذنا يأتي النبي ويقول .. دلني على عمل يدخلني الجنة .. وآخر يقول : أسألك مرافقتك في الجنة ... وأما الأعراب المبتدئون فحديثهم : اعطني من رزق الله الذي أعطاك .. ولهم في عصرنا أشباه ... ولا تعجب من دعاة لله لا يتكلمون عن الله في حديثهم سوى كلمات خجلة ونادرة لا ترقق قلبا ولا تنقذ غريقا.
واما الحديث عن الآخرة فمفقود منذ زمن ... وقد لا نتعجب عندما لا نسمع هذا ممن شغلتهم الدنيا .. ولكن تصيبك الدهشة عندما تكتشف ان هذه هي السمة البارزة لمن يدعون للآخرة .. وقد يتعذر بعضهم فيقول شغلتنا الوسائل عن الغايات وفي كل خير وهذه مراوغة وسيأتي تفصيلها لاحقا.
وانا سائلك ما هي الامور التي تكلمت بها كثيرا هذا اليوم وما هو نصيب الاهتمامات العليا منها .. وحتى لا تغيب المحاسبة في الوهم.. فإني أنصحك بعد كل جلسة تجلسها أن تكتب عن الامور التي تحدثت عنها ثم انظر قائمتك آخر اليوم تعرف حقيقة همك واهتماماتك.
2.الاستغراق والتفكير
فالذي يشغلك هو الذي يشغل تفكيرك... والنبي صلى الله عليه واله وسلم بقي مستغرقا في الله والدين حتى قرن الثعالب ... ونبي الله إبراهيم كانت دعوته التي تستغرق قلبه (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي) ... ونبي الله يعقوب حين جاءه الموت ظهر استغراق قلبه على فلتات لسانه قائلا (ما تعبدون من بعدي؟)
ولي سنوات أرى بعض الناس مستغرقين في هم كبير فأسألهم عنه فيكون الجواب متعلقا بدوائر سخيفة أعجب من انحطاط الناس لها ... وها قد عدت لك فما الذي شغلك هذا اليوم واستغرقت فيه ... انظره تعرف أين أنت
3.الفرح والحزن
لو إن إنسانا في الصين قد نجح في الثانوية فإنه لا يعتريك إي شعور بالفرح والحزن ولكن الموضوع يختلف إذا كان الناجح هو اخوك... وذلك لأنه يهمك أمره ولا شك بازدياد الفرحة فيما لو كان الناجح هو ذاتك المتواضعة! ... وكذلك أمر الحزن بل سائر المشاعر ...
فهذا ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد اتى النبي تظهر عليه علامات الحزن والأسى .. فسأله النبي عن حاله .. فقال : يا رسول الله اشتقت إليك فخفت أن أموت فلا أراك .. فإن دخلت النار فلن أراك وإن دخلت الجنة فسأكون في موضع أقل من أن أراك فحزنت وبكيت وجئتك لعلي أظفر برؤيتك قبل الممات .... لله دره ... فأي شيء يفرحك ومن أي الأمور تحزن ...
وحتى أدقق عليك المحاسبة فاكتب في كراسة المحاسبة
كم فرحت اليوم وكم كان منها لله ....وكم حزنت اليوم وكم كان منها لله ... وكم غضبت اليوم وكم كان منها لله ... واكتب في قائمتك الأمور التي تفرح لها فرحا حقيقيا ثم انظر في أي دائرة هي ولا شك أنك ستكون معها في نفس الدائرة
4.الإتقان
والإتقان أمر مطلوب في كل شأن وهو مع ذلك كاشف مهم لاهتمامات الشخص.... فأي أمر تتقنه فهو من اهتماماتك .... وأي امر تتساهل في إتقانه فهو هامشي عندك حتى لو ادعيت أهميته (فكيف حال الصلاة معك؟)..والناس في أمر الدنيا متقنون ماهرون وفي أمر الدين متهاونون متساهلون فحديث الإتقان (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) خاص بأمور الدنيا وأما الآخرة فإن الله غفور رحيم ....
وها أنا أزيد في كراسة محاسبتك السؤال التالي .. ما هي الامور التي تهتم بإتقانها وتنفيذها على أكمل وجه .... هذه اهتماماتك!!
5.النشاط
وما أجمل الشاب إذا كان نشيطا وكم هو تعيس إذا كان العجز والكسل ديدنه .. والصحابة وصلوا مشارق الأرض ومغاربها في سنوات وأحدهم تراه عاجزا في صعود درج لمستشفى تظهر عليه سمات الكسل وقلة الفاعلية ...
ولقد جاءني شاب يشكو من الإمام طول صلاته ثم رأيته بعد أيام فرحا مسرورا فقد قرر صاحب المطعم ان يزيد عمله ثلاث ساعات بزيادة في راتبه
المهم في موضوعنا انه بإمكانك ان تعرف اهتماماتك من خلال الأمور التي تنشط لها ... فحددها بدقة لتعرف في أي الدوائر أنت
6.الدعاء
هو العبادة كما أخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم ... وهو بالوقت نفسه يكشف حقيقة همك ... وقد كان يقول لنا احد شيوخنا ان السجدة كاشفة .. ونحن لا نمنع الدعاء في امور الدنيا (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ... ولكن ألا تستشف شيئا من شخص لم يدع الله أن يدخله الجنة إلا نادرا .. أو أن يعز الدين إلا مرات قليلة ومعظم تضرعه في المال والعيال .. الحقيقة أن أمر الدعاء من الأمور الكاشفة المهمة لاهتماماتك فزده في دفتر المحاسبة
والآن لن أكتب أكثر من ذلك (لفترة مؤقتة) حتى أفسح لك المجال لتتحسس حقيقة اهتماماتك والأمور التي تعيش من أجلها ... ولتعترف بجرأة وحزم أمام نفسك (من أنا وما هي حقيقة تديني والتزامي وما الشيء الذي أعيش من أجله) وجميل ان أرى شيئا مكتوبا هنا في هذا الموضوع ...
وللحديث بقية ...
|
|
|
|
|