|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
شباهة الامام المهدي بجده الامام الحسين عليهما السلام
بتاريخ : 05-01-2010 الساعة : 02:36 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
وأمّا شباهته بالإمام الحسين بنّ عليّ (عليه السلام) فمن حيثيّتين:
الأوّلى: أمْرُهُ بالمعروف ونهيُهُ عن المنكَر وقيامه بالسيف.
الثانية: عدم ملاحقة الإمام الحسين (عليه السلام) بالتقيّة، وهذا من خصايصه، وكذلك الإمام الحجّة المنتظر (عليه السلام)؛ فإنّ من خصائصه الأمر بالمعروف وعدم إظهار التقيّة؛ لأنّ التقيّة إنما تُشرع لحفْظ الدّم والخوف على النفس والمال والعِرض من الأعداء لقلّة الناصر والمعين، فأمّا يوم الظهور فلا خوف فيه من الأعداء حتى يمكن للإمام أنْ يستعمل التقيّة.
هذا مضافاً إلى أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) ألقى الحجّة على العالَم يوم الطّف إلى يوم القيامة، وكذا الإمام المهديّ المنتظر (عليه السلام) سيُلقي الحجّة على العالَم عندما يٌلقي خطابه في مكّة، مسنِداً ظهره إلى الكعبة فينادي:
"أيها الناس إنّا نستنصر الله ومَن أجابنا من الناس، فإنّا أهل بيت نبيّكم، ونحن أَوْلَى الناس به وبمحمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلَّم، فمَن حاجّني في آدم (عليه السلام) فأنا أَوْلَى الناس بآدم (عليه السلام)، ومَن حاجّني في نوحٍ (عليه السلام) فأنا أَوْلَى الناس بنوحٍ (عليه السلام)، ومَن حاجّني في إبراهيم (عليه السلام) فأنا أَوْلَى الناس بإبراهيم (عليه السلام)، ومَن حاجّني في محمّد صلّى الله عليه وآله وسلَّم فأنا أَوْلَى الناس بمحمّد، ومَن حاجّني في النبيّين فأنا أَوْلَى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه (إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عِمْرَان على العالَمين ذريّةٌ بعضها من بعض والله سميعٌ عليم) فأنا بقيّةٌ من آدم (عليه السلام)، وذخيرةٌ من نوح (عليه السلام)، ومصطَفىً من إبراهيم (عليه السلام)، وصفوةٌ من محمّد صلّى الله عليه وآله وسلَّم، أَلاَ ومَن حاجّني في كتاب الله، فأنا أَوْلَى الناس بكتاب الله، ألاَ ومَن حاجّني في سُنَّة رسول الله فأنا أَوْلَى النّاس بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم، فأنشد الله مَن سمع اليوم كلامي لمّا بلّغ الشّاهد منكم الغائب، وأسألكم بحقّ الله وحقّ رسوله وبحقّي؛ فإنّ لي عليكم حقّ القُرْبَى من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم إلاّ أعنتمونا ومنعتمونا ممّن يظلمنا، فقد أُخِفْنا وظُلِمْنا، وطُرِدْنا من ديارنا وأبنائنا، وبُغي علينا، ودُفِعْنا عن حقّنا، وافترى أهلُ الباطلِ علينا، فالله الله فينا، لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله".(1)
! أقول:
في الحديث الشريف إشارتان مهمّتان:
الأولى: إنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) هو الوارث الحقيقي للأنبياء والمرسَلين، فقوله (عليه السلام) قولهم عليهم السَّلام، وفِعْلُهُ (عليه السلام) فِعْلُهُم عليهم السَّلام، والرّادُّ عليه (عليه السلام) رادٌّ عليهم عليهم السَّلام، وحَرْبُهُ (عليه السلام) حربهم عليهم السَّلام، وسِلْمُهُ (عليه السلام) سِلْمُهُم عليهم السَّلام.
الثانية: إنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) يريد من الناس نصرته على أعدائه (عليه السلام)، وطَلَبْ النصرة ليس مقتصراً على خروجه بل يعمّ غيابه (عليه السلام)، فكيف يمكن لنا أنْ ننصره، وكيف يمكن لنا أنْ نجيبه، فهل من معينٍ يعينه، وهل من ناصرٍ ينصره (عليه السلام)، والنصرة في كلِّ زمانٍ مطلوبة منّا شرعاً، فعليكم أيها الموالون بنصرته؛ فإنّ نصْرَه نصْرٌ لله تعالى ونصْرٌ لرسوله صلّى الله عليه وآله وسلَّم ولأوليائه عليهم السَّلام لا سيّما للإمام المظلوم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
ومن مصاديق النُّصْـرَة: بَذْل المال في ذِكْرِهِ وإحياء معارفه بنشر فضائله وفضائل آبآئه والذّود عنهم عبر المنابر الحسينيّة والإنترنت والأشرطة والكتب وما شابه ذلك.
ومن مصاديق النُّصْـرَة أيضاً: الحديث عنه (عليه السلام) ودعوة الناس إلى الإعتقاد به وبآبآئه.
ومن مصاديقها أيضاً: بَذْل المال لتقوية شيعته ومواليه، ومَنع المال عن أعدائهم ومبغضيهم والمشكِّكين بهم، والمدَّعين لمناصبهم الشريفة وإعطاء الحقوق إليهم، وغير ذلك؛ فإنّ كلَّ ذلك حرام بذله والدّعوة إليه إلاّ ما دلّ الدليل عليه كسهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة لتأليفهم إلى الإسلام الحقيقي، وكالصدقات المستحبة في حالات الفقر والحاجة، بل يحرم مساعدة كلّ مَن مالَ إلى أعدائهم والمشكِّكين بهم عليهم السَّلام، ومَن فَعَلَ فقد كثّر السواد على أئمّة أهل البيت عليهم السَّلام. كما إنّ من مصاديق النُّصْـرَة: إعانة مَن يُعِيْن الإمام (عليه السلام) وينصره، فتجب إعانة كلّ من دعى إلى الإمام المهدي (عليه السلام)، وتجب نُصْرَته باليد واللسان والقلب، وإلاّ فإنّ عدم الإعانة يُعْتَبَرُ إثماً عظيماً وخيانةً للإمام الحجّة المنتظر (عليه السلام) ولآبآئه الميامين عليهم صلوات الله أجمعين.
الهوامش
(1) بحار الأنوار:52/238.
المصدر
هِدَايَةُ الألبَابُ إلَىْ شَرْحِ زيَارَةِ السِرْدَاب
|
|
|
|
|