من هنا جاءت ملحمة كربلاء لتقسم البطولة الى قسمين:-
النوع الاول: البطولة في الدفاع عن الثغور:
الدفاع عن الامة الاسلامية خارجياً حيث صبغت البطولات الافق بالدم لتحرر البشرية من نير الاستعباد وتدافع عن نبتة الاسلام الوليدة، وكانت هذه التضحيات تقع على تخوم ومشارف وثغور الدولة الاسلامية.
النوع الثاني: بطولة التصحيح الداخلي:
التضحية لزرع الثقافة الرسالية الثورية في العمق الاسلامي.
فبطولة من أجل تحرير الآخرين. وبطولة أخرى من أجل حرية الامة الاسلامية ذاتها.
ومن هنا نستطيع ان نؤكد بأن ملحمة كربلاء أعطت شرعية للثورة ولبطولاتها وللشهادة من أجلها. وبعد كربلاء وجدنا بأن كل الحركات التحررية بلا أستثناء من الخوارج الى حركة الزيدية، الى حركة الاسماعيلية والى حركة القرامطة والى كل الحركات داخل الامة الاسلامية كانت تحاول أن ترتبط بخيط يمدها الى كربلاء. وأن تستلهم من معركة الامام الحسين (ع) دروسها. وأن تغذي أبناءها بروح البطولة المنبعثة من وادي كربلاء، هكذا كانت ثورة الامام الحسين تمتاز بصفة العطاء وهكذا أصبحت مسيرة ثورية أخترقت حاجزالزمان والمكان.