إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف***فمن يجود على العاصين بالنعم
بتاريخ : 15-01-2010 الساعة : 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِ العالمين إله الأولين والآخرين وصل اللهم على محمد وآلِ محمد الأبرار الأخيار وعجل فرجهم ياكريم
اللهم صل على وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك وأحصاهُ كِتابُك يالله
قال الأصمعي : كنت أطوف حول الكعبة ليلة ، فإذا شاب ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان ، وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول
" نامت العيون ، وعلت النجوم ، وأنت الملك الحي القيوم ، غلّقت الملوك أبوابها ، وأقامت عليها حرّاسها ، وبابك مفتوح للسائلين ، جئتُك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الراحمين !.. " ثم أنشأ يقول :
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم***يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت قاطبة***وأنت وحدك يا قيوم لم تنم
أدعوك ربِّ دعاءً قد أمرت به***فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف***فمن يجود على العاصين بالنعم
قال : فاقتفيته فإذا هو زين العابدين ع
قال طاووس الفقيه : رايت الامام علي بن الحسين السجاد يطوف من العشاء إلى سحرٍ ويتعبّد ، فلما لم يَرَ أحدا رمق السماء بطرفه ، وقال :
إلهي!.. غارت نجوم سماواتك ، وهجعت عيون أنامك ، وأبوابك مفتّحات للسائلين ، جئتك لتغفر لي وترحمني ، وتريني وجه جدي محمد (ص) في عرصات القيامة .. ثم بكى وقال :
وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاكٌّ ، ولا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرّض ، ولكن سوّلت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به عليّ ، فالآن من عذابك من يستنقذني ؟.. وبحبل من أعتصم إن قطعتَ حبلك عني ؟.. فوا سوأتاه غداً من الوقوف بين يديك !.. إذا قيل للمخفّين جوزوا ، وللمثقلين حطّوا ، أمع المخفّين أجوز ؟.. أم مع المثقلين أحطّ ؟..
ويلي !.. كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب ، أما آن لي أن أستحي من ربي ؟!.. ثم بكى وأنشأ يقول :
أتحرقني بالنار يا غاية المنى***فأين رجائي ثم أين محبتي
أتيت بأعمال قباحٍ زرية***وما في الورى خلق جنى كجنايتي
ثم بكى وقال :
سبحانك تُعصى كأنك لا تُرى ، وتحلم كأنك لم تُعص ، تتودّد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة إليهم ، وأنت يا سيدي الغنيّ عنهم .
ثم خر إلى الأرض ساجدا .. فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي ، وبكيت حتى جرت دموعي على خده ، فاستوى جالسا وقال :
مَن الذي أشغلني عن ذكر ربي ؟.. فقلت : أنا طاوس يا بن رسول الله !.. ما هذا الجزع والفزع ؟.. ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون .. أبوك الحسين بن علي ، وأمك الزهراء، وجدك رسول الله (ص) !..
فالتفت إليّ وقال : هيهات هيهات يا طاوس !..دع عني حديث أبي وأمي وجدي !.. خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبدا حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا ، أما سمعت قوله تعالى :
فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون .. والله!.. لا ينفعك غدا إلا تقدمة تقدّمها من عمل صالح