|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 48244
|
الإنتساب : Feb 2010
|
المشاركات : 57
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
حتى لانصبح هكذا !!!
بتاريخ : 13-02-2010 الساعة : 12:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
قال تعالى في كتابه الكريم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))/التحريم 6
من المعلوم إنّ ماتزرعه اليوم تحصده غداً ، وهذا ينطبق بشكل كبير على تربية الأطفال ، فما نعلمه لهم يطبقونه في الكبر .
حتى لانصبح مثل ذلك الأب الذي يتعرض للضرب من قبل إبنه الذي لايتوانى عن ضرب والديه كلما استدعى أمر لغضبه - لاتستغرب أخي الكريم فهي ليست قصة أسطورية بل موجودة في واقعنا والآن وليس في الماضي بل أكثر من ذلك - يجب أن نحسن تربية أطفالنا وبالطريقة الصحيحة والسليمة حتى نرضي الله ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ، فكيف يكون ذلك ؟
بداية يجب أن نعرف بأن الطريق الصحيح والسليم هو إتباع الرسول وأهل بيته الميامين عليهم السلام ، لأنهم القدوة لنا بل هم الخيرة التي إختارها الله .
إذن فالتربية هي إرساء التعاليم الاسلامية في عقل وفعل الطفل لبناء شخصيته وبالتدريج وحسب مراحل نموه ، فما يصح أن يعطى له في سن التاسعة مثلاً لايصح في السن الثالثة ، فقد ورد عن أبي عبدالله أو أبى جعفر عليه السلام قال ((إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات قل (لا إله إلا الله) ثم يترك حتى تتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال له : قل (محمد رسول الله صلى الله عليه وآله) سبع مرات، ثم يترك حتى تتم له أربع سنين ثم يقال له : قل (صلى الله على محمد وعلى آله) ثم يترك حتى تتم له خمس سنين ثم يقال له : أيهما يمينك وأيهما شمالك ؟ فان عرف ذلك حوّل وجهه إلى القبلة ويقال له : اسجد ، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك، فإذا غسلهما قيل له صلّ ثم يترك حتى يتم له تسع سنين، فإذا تم له تسع سنين علّم الصوم، وضرب عليه، وأمر بالصلاة وضرب عليها، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه)) ، فهذا الحديث وحده مدرسة كاملة متكاملة لمن أراد أن يربي طفله التربية الحقة . وقد قال الامام الصادق عليه السلام ((الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلّم الكتاب سبع سنين، ويتعلّم الحلال والحرام سبع سنين)) .
لابد لنا أن نعرف بأن على الوالدين المسؤولية الكبرى في نشأة الطفل وتربيته ، ويجب أن يكون عملهما متوازياً ومتوازناً ، بحيث لايشد أحدهما ويرخي الآخر في نفس الشئ ، بل لابد لهما الاتفاق والتفاهم ، ولاأن يشد في وضع يحتاج الى اللين أو بالعكس ، بل أن يكون الأمر بما يحتاجه الموقف ، وأن يتدرج من الاقناع الى اللين الى التأنيب والعقاب ويكون العقاب معنوياً لابدنياً ، لأن العقاب المعنوي أبلغ وأشد على الطفل كما أجاب الاِمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام حينما سُئِل عن كيفية التعامل مع الطفل فقال ((لا تضربه واهجره... ولا تطل)) ، وحتى في مسألة المدح يجب أن لاتزيد عن حدها .
ولاننسى بأن سلوك وفعل الأبوين له التأثير الأكبر على تربية الطفل ، فمثلاً الغضب والمشاكل يجب أن يبعد الأطفال عنها .
ولايخفى على أحد بأن الثقل الأكبر يقع على عاتق الأم ، بحكم تواجدها مع الأطفال مدة أكبر ولخروج الأب لتحصيل الرزق ، فأغلب الآباء لايأتون الى البيت إلا لوقت قصير ، وحتى هذا الوقت يكون قد أخذ منه التعب والهم الشئ الكثير (حسب مشاكل العمل) . ومع ذلك لانستثني الأب من هذه المسؤولية بل له البصمة الواضحة في صقل تربية الطفل وتقويمها ، وعليه أن يقتطع من وقته ليجلس مع أطفاله ويلاعبهم وينظر في مشاكلهم وطلباتهم ، فهذا له الوقع على الطفل فهو ينظر الى أبيه بأنه هو المثل الأعلى والرازق له .
لذا نجد الأطفال يقلدون الأبوين في بعض أفعالهم ، وعليه علينا أن نستغل ذلك بتقريبهم الى المساجد والحسينيات والمزارات المقدسة والصلاة وغيرها ... لأن الطفل مجبول بفطرته على الإيمان بالله ، فما علينا إلا أن نثبّت ذلك بالقول والفعل .
فقلب الطفل مثل الأرض الخالية نزرع بها مانشاء ، فلنعلم ماذا نزرع ، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام ((وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته)) ، فيجب أن نزرع الخُلق والآداب الاسلامية التي أوصوا بها أهل البيت عليهم السلام فقد قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ((أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يغفر لكم)) وقوله صلّى الله عليه وآله ((لمّا سئل: ما حقّ ابني هذا ؟ تُحسن اسمه وأدبه، وضعْه موضعاً حسناً)) .
وكما إنّ للأبوين التأثير الأكبر فكذلك المحيط الذي يعيش فيه ، ابتداءً من محيط العائلة الى محيط المنطقة الى محيط المجتمع ، فكل ذلك له تأثير على تربية الطفل ، فيجب إنتقاء ورقابة ذلك ، لذلك قالوا بالإبتعاد عن رفقاء السوء .
وفي النهاية نصل الى نتيجة بأننا يمكن أن نصنع من هذا الطفل عنصراً فاعلاً وإيجابياً في المجتمع من خلال تربيتنا له ، وبذلك يسلم هو ووالديه والمجتمع فننال رضا الرحمن ، أو بالعكس فيكون وبالآً على نفسه وأبويه ومجتمعه الى حد أنه قد يدخلهما الى النار والعياذ بالله .
ولايقف الموضوع عند ذلك فهناك الكثير الكثير في ذلك فأرجو من الأخوة الأعضاء الإضافة والمشاركة إسهاماً منهم بوضع الخطوط الواضحة في تربية الأطفال وفق الأسلوب الصحيح .
|
|
|
|
|