بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَاالَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
اللّهُمّ صَلّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ ولاسيما بقيّة الله في الأرضين وعجّل فرجهم ياكريم… والْعَنْ كل من ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد لعنة يستغيث منها أهل النار ولاسيما الجبت والطاغوت
هو الأمام المحسن الشهيد أبن فاطمة الزهراء الشهيدة (صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين ) .... ومعي لنتدبر منزلته العظيمة راجين شفاعته يوم القيامة :
ذكر الأمام المحسن الشهيد (صلوات الله تعالى وسلامه عليه ) في الكتب المقدسة (القران الكريم والتوراة ) والأحاديث الشريفة :
1 - أبو بكر الشيرازي فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (ع)، عن مقاتل، عن عطاء في قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب}.
كان في التوراة: يا موسى إني اخترتك واخترت لك وزيرا هو أخوك - يعني هارون - لأبيك وأمك، كما اخترت لمحمد إليا، هو أخوه، ووزيره ووصيه، والخليفة من بعده طوبى لكما من أخوين، وطوبى لهما من أخوين، إليا أبو السبطين الحسن والحسين، ومحسن الثالثمن ولده كما جعلت لأخيك هارون شبرا وشبيراومشبرا .... البحار: ج 38 ص 145 ح 112 عن المناقب .
ومن كتب العامة ..... مارواه الحاكم النيسابوري في ( المستدرك على الصحيحين 183:3 ح 4783 ) « أنّالنبيّ صلّى الله عليه وآله سمّى أولاد أمير المؤمنين عليه السّلام حسناًوحُسيناً ومحسناً، وقال: إنّي سمّيتُ بنيّ هؤلاء بتسمية هارون بنيه: شبراًوشُبيراًومُشبراً ».ثمّ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد
2- {وإذا الموؤدة سئلت، بأي ذنب قتلت}.
" ثم قال المفضل: يا مولاي، ما تقول في قوله تعالى: {وإذا الموؤدة سئلت، بأي ذنب قتلت}.
قال: يا مفضل، والموؤدة - والله - محسن، لأنه منا لا غير، فمن قال غير هذا فكذبوه.
قال المفضل: يا مولاي: ثم ماذا ؟
قال الصادق (ع): تقوم فاطمة بنت رسول الله (ص)، فتقول:
اللهم أنجز وعدك وموعدك لي في من ظلمني، وغصبني، وضربني، وجزعني بكل أولادي " .... دلائل الإمامة: ص 242
.
3-- وفي حديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، يذكر فيه النداء من بطنان العرش ، يقول : " ونعم السبط سبطاك ، وهما الحسن والحسين . ونعم الجنين جنينك ، وهو المحسن ".... تفسير القمي : ج 1 ص 128 والبحار : ج 7 ص 328 و 329 و ج 23 ص 130 و 131 و ج 12 ص 6 و 7 وتفسير نور الثقلين : ج 1 ص 348 والبرهان ( تفسير ) : ج 1 ص 328 و 329 .
4- في معنى قول النّبيّ (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): «ياعليّ لك كنز في الجنّة، وأنت ذو قرنيها»: وقد سمعت بعض المشايخ يذكرأنّ هذا الكنز هو ولده المُحسن (عليه السلام) وهو السّقط، ألقته فاطمة (عليها السلام) لمّا ضغطت بين البابين. واحتجّ في ذلك بما روي في السّقطمن أنّه يكون مُحبنطئاً [أي مُغضباً] على باب الجنّة، فيقال له: ادخلالجنّة. فيقول: لا، حتّى يدخل أبواي قبلي .... معاني الأخبار: 206، عنه بيت الأحزان للشّيخ القمّي: 123
5- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ".. فإن أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولمتسمّوهم يقول السقط لأبيه: ألا سمّيتني؟ وقد سمّى رسول الله (صلى الله عليه وآلهوسلم) محسناً قبل أن يولد "
الأمام المحسن الشهيد (صلوات الله تعالى وسلامه عليه ) يوم القيامة وجزاء قاتليه لعنهم الله تعالى :
وروى ابن قولويه أيضاً ـ بإسناده المتقدّم ـ عن حمّاد بن عثمّان، عن أبي عبد الله((صلوات الله تعالى وسلامه عليه )):
1- وأوّل من يحكم فيهمحسن بن عليّ(عليهما السلام) وفي قتله. ثمّقنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه[الآمر بالضرب] فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها علىالبحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتّى تصيررماداً، فيضربان بها.(.... كامل الزيارات: 334.
2- قال محمد باقر الشريف الحسيني الأصفهاني (القرن الثاني عشر)
ـ ما ترجمته ـ: ورد في الأخبار... إن فاطمة (عليها السلام) تردالمحشر في حالة لا يقدر أحد على أن ينظر إلى وجهها... وهي تحمل ولدهاالمحسن ـ الذي أُسقط وله ستة أشهر ـ وهي باكية متوجهة إلى عرش ربّ العالمين.... نور العيون، ج2
3- وقال الأمام الصادق ((صلوات الله تعالى وسلامه عليه )): ويأتي محسن مخضّباً محمولاً، تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أُمّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وهما جدّتاه، واُمّ هانئ وجمانة عمّتاه، ابنتا أبي طالب، وأسماء بنت عميس الخثعميّة صارخات، أيديهنّ على خدودهنّ، ونواصيهنّ منشّرة، والملائكة تسترهنّ بأجنحتهنّ، وفاطمة اُمّه تبكي، وتصيح وتقول: {هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (3) وجبرئيل يصيح(4) ـ يعني محسناً ـ ويقول: إنّي مظلوم فانتصر، فيأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) محسناً على يديه، رافعاً له إلى السماء، وهو يقول:
"إلهي وسيّدي صبرنا في الدنيا احتساباً، وهذا اليوم الذي تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً، وما عملت من سوء، تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً".(5)
(1) بحار الأنوار:30/394 ضمن ح151، عنه كتاب فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 561.
(2) شرح دعاء صنمي قريش (مخطوط في مكتبة السيّد المرعشي العامّة تحت الرقم6357).
(3) الأنبياء:103.
(4) أقول: إمّا أن نقول إنّ جبرئيل (عليه السلام) يصيح بما يصيح به المحسن: إنيمظلوم فانتصر. أو أنّ العبارة فيها سقط وهي هكذا: وجبرئيل رفع المحسن وهويصيح...
(5) عنه كتاب فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى (صلّى الله عليه وآله) : 532ح27.
عظم مصيبة قتلالأمام المحسن الشهيد عند اهل البيت (صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين ) :
فقال المفضّل للصادق (عليه السلام): يا مولاي، مافي الدموع من ثواب؟ قال: مالا يحصى إذا كان من محقّ. فبكى المفضّل بكاءً طويلاً، وقال: يابن رسول الله، إنّ يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم. فقال له الصادق (عليه السلام): لا كيوم محنتنا بكربلاء، وإن كان يوم السقيفة، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب واُمّ كلثوم وفضّة، وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ، لأنّه أصل يوم العذاب.
مكان دفنه ((صلوات الله تعالى وسلامه عليه ):
فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من داخل الدار محمرّ العين حاسراً، حتى ألقىملاءته عليها وضمّها إلى صدره
وصاح بفضّة: " يا فضة! مولاتك! فاقبلي منها ما تقبلهالنساء فقد جاءها المخاض من الرفسة وردّ الباب، فأسقطت محسناً ".
وقال (عليه السلام): " إنّه لا حق بجدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشكو اليه ".
وقال لفضة: " واريه بقعر البيت ".....الهداية الكبرى: 408
.
( اَيْنَ الطـّّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ )