بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم
اللهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
" حديث الأضلع المتكسرة "
قد لا تقوى الكلمات على حمل معاني القصة .. ولربما أنهك ثقل المعاني كلمات القصة .. لكنها قصتي .. حصلت لي ورأيتها بأم عيني .. وسمعتها بأذني ..
لكن أتدرون مالذي سمعته ؟.. لقد سمعت حديث الأضلع .. أجل .. حديث الأضلع المتكسره !!..
أنا ممرضة أعمل في قسم الطوارئ .. وقسم الطوارئ أشبه بخلية النحل .. لكن خليتنا مليئة بالدماء .. مليئة بالعمل المستمر .. عمل لا نستطيع معه أن
نجد الوقت كي نستريح .. فالوقت ليس لنا .. لكنه لأجل الحالات التي تأتينا .. فكم من حالة تأتي وهي على شفير الموت.. لكن بفضل الله ننقذها.. ولكن تأتي
حالات تأبى أيدي الموت إلا أن تثبت عجز الطب أمامها وأن القدير وحده هو الله تعالى.. لكن المثير للسخرية نحن ممرضات الطوارئ حين نقع من يسعفنا ؟..
وهنا بعد من أبعاد قصتي .. سأسرده
في أحد الأيام تغيرت رئيسة قسم الممرضات.. وجاءت واحدة من إخوتنا السنة.. في البداية كانت تتصرف كأي زميلة عمل تحدثنا ونحدثها..
ويدور بيننا مايدور بين أي زملاء عمل طبيعيون.. لكن .. في أحد الأيام أحضرت أحد الزميلات الورقات الصغيرة التي تحمل زيارة الإمام الحسين عليه السلام ..
ووزعتها على الجميع ومن بيننا الزميلة المستجدة.. وكلنا نعلم احتواء الزيارة على لعن الظلمة.. " اللهم العن الأول والثاني" .. قرأت هذه العبارة وتعجبت..
قالت : لماذا تلعنون ؟ ومن تلعنون ؟.. كان سؤالها استنكارياً.. فقد كانت تعلم من نقصد .. فأعلمناها من نقصد.. وأننا نفعل ذلك لما فعلوه ولما أجرموه بحق
أهل البيت وخصوصاً بحق مولاتي فاطمة الزهراء .. ولكنها لم تقتنع.. وبعد هذه الأحداث تغيرت معاملتها معنا.. وهذا كان سيحصل الآن أو لاحقاً.. لأني أعتقد
وأصدق أن القذارة لا تلبث أن تظهر فوق سطح الماء ..
ومن هنا تبدأ قصتي .. السرد من أجل الوصول إلى الهدف.. والهدف أن أصل إلى مصيبة الزهراء عليها السلام.. تشترك الزهراء في حياتنا بالطبع في كل شيء..
فهي نورنا وحبنا وقلبنا ودموعنا وابتساماتنا.. لكن.. ماحصل معي كان مختلفاً.. تعلقي بالزهراء كان حباً كبيراً.. لا أذكرها إلا وتقشعر خلايا جسدي..
وتبحر العبرات في عيني .. عموماً.. حين حدثت القصة كنت في تلك الأيام في نهايات حملي.. وكنا في فصل الشتاء.. فصل مر وقرر أن يتفنن في أجسادنا عن طريق " الإنفلونزا".
. انفلونزا كانت تبعث على الألم في الجسم خصوصاً في المفاصل.. وكنت أنا ممن عبثت بجسده الأنفلونزا
وشاءت الدنيا أن تضعني تحت ثلاث ضغوطات.. حملي.. وعملي الشاق.. والإنفلونزا.. في البداية قاومت المرض.. لكن لاحقاً.. تزايدت الأعراض علي.. كوني حاملاً لم أجازف بأخذ المضادات الحيوية.. فقط أنواع خفيف من أدوية السعال.. وزاد السعال والعطاس علي حتى بت أمشي في العمل بخطى ذابلة.. وعملنا لا يتطلب إلا الوقوف والمشي المستمر.. والحمل والسعال والعطاس كان يأخذ من ظهري مأخذاً كبيراً ومتعباً.. طلبت من رئيسة الممرضات الجديدة أن تعطيني إجازة.. لكن هنا أثبتت الحقد والعداء.. فرفضت.. بالمقابل وبالرغم من صعب حالتي أعوزت لي حالات مرضية تحتاج لجهد وصعوبة حركة.. كنت أديتها بسهولة لولا وضعي
مرت الأيام والسعال والزكام يرافقانني.. حتى أتت تلك اللحظة التي أثبتت لي ضعف الإنسان.. وأنه في ضعفه كما ضعف البعوضة أو النملة.. الفرق الوحيد هو الحجم..
أتيت إلى العمل وفي أثناء الدوام.. أحسست بألم في صدري.. و مع تزايد الإرهاق والجهد زاد الألم.. إلى أن أتت ساعة الصفر وسعلت تلك السعلة..
التي كادت أن تكون مميتة.. وحين سعلت سمعت قرطعة داخل صدري .. وضعت يدي على صدري.. وعجزت عن التنفس.. وأول مامر في بالي تلك اللحظة..
كسر ضلع الزهراء.. فصرخت يازهراء.. وغبت عن الوعي
أدى الضغط الناتج من الحمل.. والسعال المستمر إلى كسر آخر ضلع في أسفل صدري.. هذه ماحصل ورأوه الناس لكن مارأيته حين أغمي علي كان مختلفاً..
فور وقوعي على أرض المستشفى.. فتحت عيني واستيقظت لأجد نفسي في عالماً آخر.. وجدت نفسي في عالم الزهراء.. في بيت الزهراء عليها السلام..
نظرت بذهول.. ذهول أم خوف.. خوف على من أحببتها ووهبتها دموعي وقلبي.. لقد شاهدت أحداث يوم الفاجعة.. ميزتها من البداية.. فلم يكن المنظر ليخفى علي..
ولا يخفى على أحد حادثة الزهراء..
شاهدتها.. تقف بصمود وراء الباب .. كانت الكبرياء والعفة.. " يابن الخطاب.. أتحرق الدار وفيها فاطم .. أنا بنت نبيكم" فسمعت الرد من خلف الباب " وإن !!"
.. يالله.. حاولت أن أتحرك أن أقف بجسدي معها خلف الباب.. أن أبعدها وأقف مكانها خلف الباب.. لكن كسر الباب.. ووخزة المسمار.. وكسر الأضلع..
كان مكتوباً.. وفجأة رأيت بعيني ما أبكى دماء عيني.. بقوة قاسية.. دفع أحدهم الباب.. وكانت الزهراء خلفه .. فضربها الباب وعصرها بينه وبين الجدار..
وانغرست مساميره في صدرها.. وأحسست ضلعها في ضلعي.. وسقط جنينها المحسن.. أنت أنه كادت روحي أن تفيض حين سمعتها.. وتذكرت ضلعي المكسور..
فنظرت لأرى آثار المسامير والدماء التي في صدرها في صدري.. فسقطت أرضاً وأنا أنظر.. شاهد اللطمة التي أسقطت قرطا أذنيها.. وشاهدت لكزت السيف..
وشاهد اسوداد متنها من ضرب السياط.. وكل ذلك أحسسته.. ألا لعنت الله على الظالمين
بعد ذلك .. رأيت الزهراء.. تطالب بفدكها.. أجل هو فدكها.. وأقولها فدكها لأنه فدكها ولم يكن إلا فدكها.. وسرت معها ورأيتها كيف طالبت بفدكها..
حتى أعطاها أبو بكر ورقة تثبت أن فدك لها.. فجاء آخر وانتزعها من يدها وأتلفها.. فعادت لبيتها.. مظلومة مقهورة.. وحين عادت دخلت معها المنزل..
وأشارت لي.. أن أقترب.. فاقتربت.. فأخرجت من عباءتها ورقة.. فتحتها.. لأقرأ فيها.. طالبي بفدكي.. ثم ابتعدت.. فرأيتها تضع رأسها في حجر الإمام علي عليه السلام..
ووصته بالحسنين وزينب.. وأوصته أن يغسلها ويدفنها ليلاً.. وأوصته أن لا يأتي على موضع ضلعها حين يغسلها كي لاينفطر قلبه عليها..
سبحان حنانك يازهراء.. رغم كل ألمك خفت على آلام أهل بيتك.. وفجأة استيقظت مرة أخرى لأجد نفسي على فراش المستشفى..
بعد استيقاظي دخلت في نوبة بكاء.. تذكرت وصية الزهراء لي .. طالبي بفدككي..فقدمت على خطاب على إجازة شهرين براتب وحصلت عليها..
وولدت الحمدلله بخير وأسميت أول أبنائي " محسناً" ..
رغم أني لا أنساك يازهراء.. لكني سأقول أني لن أنسى ماشاهدته في تلك الغيبوبة..وسأنقل لكم وصيتها.. لا تسكتوا في يوم عن أحد يريد ظلمكم..
فكلنا لنا فدك.. ويجب أن ندافع عنه.. كما كان للزهراء فدك وطالبت به.. لاتخنعوا للظلم في يوم.. مهما كان قاسيا.. وقوياً.. وأنا كلي لك فدك يازهراء..
خذي مني ماشئتي.. فأنا كلي فداء.. كلي حب وتضحية!
الإنسان عرضة للخطر والحوادث في كل وقت.. صدقوني فما أراه في قسم الطوارىء يومياً أعظم إثبات.. فلو لا قدر الله وأصبتم بأي حادث..
أصغوا جيداً لأضلاعكم.. لربما تسمعوا حديث الأضلع.. حديث الأضلع المتكسرة.. تخبركم.. لا تنسوا الزهراء.. لاتنسوا فدك
اللهم صلي على محمد وآل محمد.. اللهم عجل لوليك النصر والعافية.. نريد الثار ياراعي الثار
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
السلام عليك يا مولاتي يا مكسورة الضلوع
يا مظلومة .. يامهضومه
لعن الله ظالميك ومسقطي جنينك
ولعن من لطمك و اشعل النار في بيتك
الله اكبر .. على كل من طغى وتجبر
أحسنتم
وفقكم الله بالزهراء الطاهره
و
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
قال الرسول محمد ( صلى الله عليه واله) : " الله يرضى لرضا فاطمة " .
المستدرك للحاكم النيسابوري ج 3 ص 153 ط حيدر اباد
اللهم صلّ على فاطِمة و أبيها و بعلها و بنيها و التسعة المعصومين من ذراريها
و السر المستودع فيها صلاة لا غاية لعددها و لا نهاية لأمدها و لعن الله ظالميها
من الأولين و الآخرين و الخلائق أجمعين إلى قيام يوم الدين
و رزقنا الله و إياكم في الدنيا زيارتها و الأخذ بثأرها
و في الآخرة شفاعتها
سلمت يمناكِ أختي العزيزة الميامين
بإنتظار المزيد من مشاركاتكم فلا تحرمونا منها
اللهم صلّ على فاطِمة و أبيها و بعلها و بنيها و التسعة المعصومين من ذراريها
و السر المستودع فيها صلاة لا غاية لعددها و لا نهاية لأمدها و لعن الله ظالميها
من الأولين و الآخرين و الخلائق أجمعين إلى قيام يوم الدين
و رزقنا الله و إياكم في الدنيا زيارتها و الأخذ بثأرها
و في الآخرة شفاعتها
سلمت يمناكِ أختي العزيزة الميامين
بإنتظار المزيد من مشاركاتكم فلا تحرمونا منها
اللهم صلّ على فاطِمة و أبيها و بعلها و بنيها و التسعة المعصومين من ذراريها
و السر المستودع فيها صلاة لا غاية لعددها و لا نهاية لأمدها و لعن الله ظالميها
من الأولين و الآخرين و الخلائق أجمعين إلى قيام يوم الدين
و رزقنا الله و إياكم في الدنيا زيارتها و الأخذ بثأرها
و في الآخرة شفاعتها
سلمت يمناكِ أختي العزيزة الميامين
بإنتظار المزيد من مشاركاتكم فلا تحرمونا منها
جزاك الله ألف على النقل القيم.