في رحاب باب الحوائج الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليه
بتاريخ : 08-07-2010 الساعة : 04:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على المعذب في قعر السجون وظلم المطامير
السلام على من صار نعشه على جسر بغداد
السلام على موسى بن جعفر الكاظم
محطات قدسية.. في عالم النور
النسب الذهبيّ
الإمام موسى بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين. جدّته العليا فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، ومنها يرتقي إلى جدّه الأعلى محمّد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.
الكُنى
أبو عليّ ـ نسبةً إلى ولده الإمام عليّ الرضا سلام الله عليه، وأبو إسماعيل، والمشهور مِن كُناه: أبو إبراهيم، أمّا الأشهر: فأبو الحسن، ثمّ قيل فيما بعد أبو الحسن الماضي، وأبو الحسن الأوّل إذ عُرف الإمام الرضا عليه السّلام بأبي الحسن الثاني فيما بعد، ثمّ الإمام الهادي عليه السّلام بأبي الحسن الثالث.
منصبه الإلهيّ
المعصوم التاسع من المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، والإمام السابع.. ابتداءً من أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام.
أمّا إمامته فقد امتدت من سنة 148 هجريّة بعد شهادة والده الإمام الصادق عليه السّلام، إلى شهادته هو سلام الله عليه سنة 183 هجرية..
فتكون خمساً وثلاثين سنة تقريباً. وكان قام بأمر الإمامة الإلهية وله عشرون سنة، حيث بقيّة مُلك المنصور العباسي أبي جعفر الدوانيقيّ.
ولادته
التأريخ الذي اتّفق عليه أكثر المؤرّخين في مولد الإمام الكاظم عليه السّلام هو السابع من شهر صفر سنة 128 هجريّة، وكان ذلك في الأبْواء ـ وهو منزل بين مكّة والمدينة. فأولَم أبوه الإمام الصادق عليه السّلام عند ولادته، وأطعَم الناس ثلاثة أيّام.
أُمّه
حميدة بنت صاعد المغربي، ثمّ لُقّبت بـ «حميدة المُصفّاة»..
قال الإمام الصادق عليه السّلام في تعريفها: حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكةِ الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى أُدّيت إليّ كرامةً من الله لي والحجّة من بعدي.
بناته
1. فاطمة الكبرى السيّدة المعصومة عليها السّلام المدفونة في مدينة قمّ المقدّسة (عشّ آل محمّد صلّى الله عليه وآله).
2. فاطمة الصغرى.
3. رقيّة.
4. حكيمة.
5. أُم أبيها.
6. رقيّة الصغرى.
7. أُمّ جعفر.
8. لُبابة.
9. زينب.
10. خديجة.
11. عليّة.
12. آمنة.
13. حسنة.
14. بُرَيهة.
15. عائشة.
16. أُمّ سَلَمة.
17. ميمونة.
18. أُم كلثوم.
19. كلثوم.
فيكونون سبعة وثلاثين ـ كما عدّهم ابن شهرآشوب والشيخ المفيد.
أصحابه
ذكرهم الشيخ الطوسيّ في (رجاله) فعدّهم مئتين وواحداً وثمانين شخصاً، فيما عدّ بعضهم أكثر من ذلك، إلاّ أن أشهرهم: عليّ بن يَقطين، وهِشام بن الحكَم، وعبدالله بن جُندَب البَجَليّ، وأبو الصَّلت هارون بن صالح الهَرَويّ، وإسماعيل بن مِهران، والمفضَّل بن عمر، ويونس بن عبدالرحمن، ويونس بن يعقوب، وحمّاد بن عيسى.
شاعره
السيّد إسماعيل الحِميرَيّ.
بوّابه
محمّد بن المفضَّل.
الحكّام المعاصرون
1 ـ مروان بن محمّد الأُمويّ المعروف بـ (مروان الحمار) ـ وهو آخر حكّام بني أُميّة (126 ـ 132 هـ).
2 ـ أبو العبّاس السفّاح ـ وهو أوّل حاكم من العبّاسيّين (132 ـ 136 هـ).
3 ـ أبو جعفر المنصور (136 ـ 158 هـ).
4 ـ المهدي العبّاسي (158 ـ 169 هـ).
5 ـ الهادي العبّاسي (169 ـ 170 هـ).
6 ـ هارون الرشيد (170 ـ 193 هـ).. الذي كانت شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السّلام على يده.
أهم الوقائع في حياته
• عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلام الله عليه ظرفاً تاريخيّاً حسّاساً، حيث انهيار الدولة الأُمويّة واستلام العبّاسيّين لزمام الحكم داعين إلى أهل البيت النبويّ؛ لجذب النفوس إليهم. حتّى إذا شعروا بالقوّة وتخلّصوا من بقايا الأُمويّين انقلبوا على أهل البيت النبويّ، فمالوا عليهم تضييقاً وحبساً وتشريداً ودسّاً للسموم.
• وقد فُجع هو عليه السّلام بشهادة والده الإمام الصادق سلام الله عليه على يد المنصور العبّاسيّ سنة 148 هجريّة.
• ثمّ عانى من تفرّق المسلمين إلى طوائف وفِرق ومذاهب شتّى، تبتعد بأفكارها وعقائدها عن الإسلام الأصيل وعمّا دعا إليه النبيّ الأكرم والأئمّة الأوصياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسّلام. وكان من الفتن: التشكيك في الإمامة، والدعوة إلى ذوي الأغراض والأمراض، وادّعاء الزعامة الإسلاميّة والولاية على الناس بالباطل، بلا دليل شرعيّ ولا عقليّ.
• وعانى الإمام الكاظم عليه السّلام من حكام الجور واحداً بعد آخر، كلّما تسلّط أحد منهم تجاوز وظلم وهدّد وحبس وشرّد وقتل.. والإمام موسى الكاظم سلام الله عليه يعيش المحن، واحدةً تلو الأُخرى.
• وكان من التجاوزات التي طالَته وهتكت حرمة الله تعالى في أوليائه الأبرار.. استدعاؤه عليه السّلام مرّاتٍ إلى العاصمة بغداد، واتّهامه بالتهيئة للثورة ضدّ العبّاسيّين. ولَكَم أُودِع السجونَ الرهيبة والزنزانات المظلمة! ولَكم لاقى من الإيذاء وإساءة الأدب والاتّهامات والافتراءات! وكان وراء الكثير منها مَن يُسمَّون بـ (البَرامكة)، إذ أفرزوا خباثتهم حرصاً على المُلْك وطمعاً في الحكم، حتّى استجاب الله جَلّ وعلا دعاء وليّه عليه السّلام عليهم.. فأذلّهم وأخزاهم، ومزّقهم شرَّ مُمزَّق!
• وما زال الإمام موسى الكاظم عليه الصلاة والسّلام بعيداً عن وطنه وعن قبر جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعن أهله وعياله وأطفاله.. مدة طويلة، يُنقَل خلالها من سجنٍ إلى سجن، ومن مدينة إلى مدينة. فاعتُقل في المدينة سنة 179 هجريّة بأمرٍ مباشر من هارون الرشيد وأُودع في سجن عيسى بن جعفر بالبصرة، ثمّ نُقل إلى سجن الفضل بن الربيع مدّةً في بغداد، ومنه إلى سجن الفضل بن يحيى البرمكيّ.. وأخيراً يُنقل إلى سجن جلاّد قاسٍ يُدعى (السِّنْديّ بن شاهَك).
وهكذا يقضي الإمام الكاظم عليه السّلام سنواتٍ مديدة من عمره الشريف في ظلمات السجون في عهد المهديّ العبّاسيّ، وهارون العبّاسيّ الذي يضيق بالإمام وهو رهين سجنه وقعيد سلاسل الحديد وأثقاله، فيأمر أزلامه باقتراف الجريمة العظمى.
شهادته عليه السّلام
وأخيراً يُستَشهد الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه السّلام ببغداد في سجن السِّنديّ بن شاهك في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصبّ سنة 183 هجريّة.. متأثّراً بسمٍّ شديد دسّه السنديّ في رطبٍ قدّمه للإمام سلام الله عليه، فإذا تناوله دبّ إليه ما غيّر بدنه من لونٍ إلى آخر، حتّى قضى صلوات الله عليه شهيداً بعد أن كان في حبوسه يحيي الليل بالسهر إلى السحر، بمواصلة المناجاة والابتهال، وحتّى عُرف بالسجدة الطويلة، والدموع الغزيرة، والمناجاة الكثيرة، والضراعات المتّصلة.. ووُصف ـ كما في زيارته الشريفة ـ بأنّه مألَفُ البَلوى والصبر، المضطَهَد بالظلم، والمقبور بالجور، والمعذّب في قعر السجون وظُلم المَطامير، ذو الساق المرضوض بحلَقِ القيود.
ثمّ حُملت جنازته سلام الله عليه، فنُودي عليها بذُلّ الاستخفاف، فورد على جدّه المصطفى وأبيه المرتضى وأُمّه سيّدة النساء بإرثٍ مغصوب، وولاء مسلوب، وأمرٍ مغلوب، ودم مطلوب، وسمّ مشروب.
وأُلقيت جنازته المقدّسة على جسر الرصافة ببغداد، حينها سارع محبّو أهل البيت وأشياعهم إلى حملها على الرؤوس وهم في صراخ وبكاء على سيّدهم وإمامهم بعد غيبة طويلة وفراق مرير.
فإذا غُسِّل وكُفّن من قِبل ولده الإمام الرضا عليه السّلام ـ وقد فُجع بمصابه، بعد أن اكتأب لفراقه وغيابه ـ دُفن بقيوده سلام الله عليه ـ كما أوصى هو بذلك ـ في مقابر قريش ببغداد، في بقعةٍ كان قد اشتراها لنفسه قبل شهادته؛ لعلمه أنّه سيُقتل فيكون دفنه فيها.
غريبا ً قضى العمرَ في طامورة ٍ
وهو ابن ُ ذاك َ الهمام ُ الانـــزع ُ
على الجسر ِ نادوا في جنازته ِ
هذا الطيبُ وابن َالطيبين فأرفعوا
رفعوا الجنازة َ ثم ساروا بها
فترآى طبيب ُ حولهُ قد تجمعوا
فنادى ابن سويد ٍ بالمسيح ِ إلا
ما نظرت َ وقام فاحصا ٍ يتطلع ُ