احبتي اقدم لكم قصة حقيقة على غرار الاساطير وقد حدثت هذه القصة في منطقة بنت جبيل اللبنانية وذلك لكي يتعرف الناس على منزلة وعظمة الشهداء. واليكم القصة كما نشرتها جريدة ثوابتنا الاسبوعية التي تصدر عن مكتب السيد الشهيد الصدر(قده) في النجف الاشرف في عددها الثامن الصادر في 30 رجب 1428هـ الموافق 14 اب 2007م واليكم القصة:-
قبل سنتين كان احد شباب بنت جبيل قد احضر فرع شجرة صنوبر كبير (فند) له عدة فروع تتشعب منها اغصان صغيرة وخطرت له خاطرة بان يكتب اسماء شهداء مدينته على مدورات خشبية ويثبتها على تلك الاغصان فتزيد بهاءاً وكان ذلك وكلما ارتفع شهيد كان اسمه يضاف على لوحة تتدلى من الاغصان التي سميت فيما بعد شجرة شهداء مدينة بنت جبيل وكانت الشجرة قد طليت باللون البني الداكن الذي يحاكي لون تراب بنت جبيل الندي بدماء شهدائها وكان طلاء اخر عازل للحرارة حيث كانت تنقل الشجرة من مكان الى اخر خلال الاحتفالات والمناسبات وما برحت تصخب بها بنت جبيل منذ نصر ايار عام2000م. وبعدها كانت الشجرة تعود لموقعها الطبيعي في قاعة الشهداء المحاذية لمربع التحرير والصمود كثيراً ما تكررت رحلات الشجرة وكثيراً ما كنا نخاف عليها من عيون الحاسدين، وكثيرا ما كنا نلجأ اليها كي تعرج ارواحنا لملكوت الشهداء وكثيراً ما كنا نحتقر اسمائنا امام انوار اسمائهم. وكثيراً ما كنا نتعلم الدروس والعبر الصعبة في العودة الى الذات منها. ونحن نستحضر هاماتهم الباسقات التي تستظل بها اعلى النخلات الى ان جاء الوعد الله الصادق نصر الله عبده. وكانت حرب تموز. فاضيف للشجرة اسماء شهداء وعد الله ليصبح مجموع الشهداء المثبت اسمائهم عليها(43 شهيد)ومساء السبت(28/7/2007) قبل المهرجان الذي تحدث به سيد المقاومة من بنت جبيل بينما كنا نجلس في قاعة الشهداء منتظرين خطاب سما حته مع الشاعر عمر الفرا، واعزاء اخرين حيث لفتت نظره(الشاعر عمر الفرا)تلك الشجر .فسال عنها مستفسراً متعجباً؟! فقام الحاج سليم البزي وشرح له قصتها التي لم يتوقع احداً انها ستشهد معجزة ايضاً.
ما حدث عصر يوم الاربعاء 1/8/2007م كان شبه معجزة.اذ دخل احد الشباب لاحضار غرض من القاعة ( التي عادةً ما تكون مغلقة باستثناء المناسبات) ليجد ان الشجرة.( الغصن المقطوع منذ سنتين) قد اورقت ونبتت عليها غصون خضراء غضة. والعجيب ان عدد الاوراق كان (43 ورقة) بعدد الشهداء المعلقة اسمائهم عليها .والاعجب ان الجذع الاساس انفسخ طولياً وبدات تترشح منه رائحة اذكى من المسك تعبق بالمكان!
ومنذ ان ذاع الخبر والمكان استحال الى مزار يؤمه الكبير والصغير يعج بعوائل الشهداء وبالصحافة العربية والاجنبية والبشر من كل حدب وصوب ومن كل الطوائف والمشارب.امواج بشرية تتدفق الان الى بنت جبيل عاصمة المقاومة والتحرير. والكثير قد حجز قادماً من امريكا واستراليا وكندا وافريقا ودول الخليج وغيرها من الدول بنت جبيل اضافة الان الى اسمائها المالؤفة .. عاصمة المقاومة والتحرير، ام الشهداء، مدينة الثوار،اضافة بجدار اسماً جديداً عاصمة المعجزات الالهية.
طوبى بنت جبيل بشهدائها وكرامتها، ومقاوميها، وطوبى لمن كان له قلب واعتبر