هذه الجملة تلخص لنا حركة التاريخ الخاص بالسنة والشيعة.
السنة كانت دائمة الحضور وقد منحت الفرصة كاملة للبروز والانتشار.
والشيعة كانت دائمة الغياب بفعل الحصار والبطش والارهاب.
لان السنة كانت على وئام مع الحكام وتدين لهم بالسمع والطاعة برهم وفاجرهم فقد منحت حرية الدعوة وشرعية التواجد.
ولان الشيعة تحمل راية آل البيت الذين يخشاهم الحكام وتدين بالطاعة والولاء لائمتهم الاطهار لم تنل رضا الحكام واخرجت من دائرة الاسلام فغابت عن الانام.
ولان السنة كانت ظاهرة فقد اصبحت معروفة.
ولان الشيعة كانت غائبة فقد اصبحت مجهولة.
ولكون الشيعة خصم للسنة غائب عن الانظار فقد كثرت من حوله الشائعات ولفقت له شتى الاتهامات التي تحولت بمرور الزمن الى حقائق بنيت على اساسها مواقف ودانت بها مذاهب وصاحب الحق غائب.
هكذا يجسم لنا التاريخ قضية السنة والشيعة وكيف تحولت الى لعبة سياسية في ايدي حكام بني امية وبني العباس وسائر الحكام.
وسوف تستمر السنة اداة الحكام على مر الزمان في مواجهة الشيعة وبدونها لن يجدوا الشرعية التي تبرر استمرارهم في الحكم.
والسنة بدورها سوف تظل تتحصن بالحكام وتستمد منهم القدرة والدعم على مواجهة الشيعة والاستمرار في الصدارة.
السنة تحتاج الى الحكام. والحكام يحتاجون الى السنة، تحالف مصيري دائم والضحية هي الشيعة.
من هنا يبدا تاريخ السنة والشيعة، وهنا ينتهي.
كيف نشات فرقة اهل السنة؟
كان المسلمون في العصر الاول لا يخوضون في الايات المتشابهة ويعتقدون بها كما هي من دون تساؤلات او استفسارات عن المراد منها او ما ترمي اليه، وقد امتد هذا العصر حتى مطلع القرن الثالث منالهجرة.
وحتى هذه الفترة لا نستطيع القول انه كانت هناك عقيدة مدونة.
الا ان الامر اختلف بعد عصر الترجمات وانفتاح الامة على تراث اليونان. عند ذلك بدا الصدام الفكري بين المسلمين حول الايات المتشابهات. وهناك قطاع من الفقها توقف عن الخوض في هذه الايات مثلمالك..(1) ولقد جنت هذه الترجمات على الامة وعلى عقيدتها وعلى عقول المسلمين حيث كان الغالبية من المترجمين من اليهود والنصارى وشابت هذه الترجمات الاخطا والتناقضات والتحريفات في ظل هذا الجو نشا ما سمي علم الكلام وهو علم خاص بالعقيدة وقد نشا كرد فعل لخوض الفلاسفة والمتكلمين في الايات المتشابهات.. الا انه لم يحظ بتاييد اهل العلم من المذاهب الاربعة وغيرهم.
واذا كانت هناك ثلاثة اتجاهات في الساحة الاسلامية هي اتجاه الشيعة واتجاه الخوارج ثم الاتجاه الرسمي الحكومي قبل عصر الترجمات وظهور علم الكلام فقد ظهر على الساحة بعد عصر الترجمات عشراتالاتجاهات المتناحرة فيما بينها وفي مقدمتها المشبهة والمعطلة.
ويبدو ان هذه الاتجاهات التي استثمرت المنطق والفلسفة في اجرا عملية تحرر في طريقة التفكير الاسلامي قد استفزت الحكام الذين خشوا من ان تاخذ هذه الاتجاهات امتدادها في الوسط الجماهيري..
وهنا برزت الحاجة الى ظهور اتجاه جديد يواجه هذه الاتجاهات ويحد من انتشارها ويعزل الجماهير عنها.(2) فكان ان ظهر اتجاه اهل السنة في البداية على يد احمدبن حنبل والحنابلة من بعده ثم تطور بعدذلك على يد الاشعري الذي انشق عن المعتزلة بعد ان قضى اربعين عاما يدعو لاتجاههم...(3) ثم ظهر في نفس الفترة اتجاه الماتريدي ليشكل مع الاشعري جناحا اهل السنة في العصر العباسي المليء بالصراعات الفكرية والعقائدية وليصبح هذا الاتجاه هو الاتجاه السائد، اتجاه الاغلبية من المسلمين. بينمااصبحت الاتجاهات الاخرى محصورة في زاوية مظلمة من زوايا المجتمع يتبعها الاقلية من الناس.
ولعل مثل هذه الطفرة او القفزة الفكرية لاهل السنة فوق الاتجاهات الاخرى تفرض سؤالا هاما هو كيف لاتجاه ناشىء جديد ان يسود وينتشر على حساب اتجاهات ذات وجود وعمق تاريخي مثل الشيعةوالمعتزلة وفي فترة قياسية.
ان الاجابة على هذا السؤال تكمن في عدة عوامل اولا: اندماج هذا الاتجاه في اطار المذاهب الاربعة المنتشرة بين المسلمين وتحركه من خلالها وتحت لافتتها.. (4)
ثانيا: دعم الحكام لهذا الاتجاه وتيسير السبل امامه.. (5) . ثالثا: ضرب الاتجاهات الاخرى واجهاضها.. (6)
ورغم قوة ونفوذ اصحاب المذاهب الاربعة الذين اعلنوا خلافهم مع الاشعري الا انهم لم يحولوا دون انتشار هذا الاتجاه ولم يعرقلوا مسيرته مما يثير علامات استفهام حول هذا الموقف.
اما عن طبيعة الخلاف بين فقها المذاهب الاربعة وبين الاشعري فهذا ما سوف نستعرضه عند الحديث عن التوحيد عند اهل السنة.
ويبدو ان اتجاه الماتريدي قد حاز رضا وقبول فقها عصره اكثر من اتجاه الاشعري لكونه اكثر اقترابا من النقل وابعد عن العقل بينما اتجاه الاشعري يقوم على العقل والنقل وتارة يغلب العقل على النقل وتارة يغلبالنقل على العقل، والظاهر من تتبع حركة نشاة فرقة السنة انها لم تظهر على هيئة كيان واحد وفي فترة زمنية محددة كما هو حال الشيعة والمعتزلة والخوارج انما ظهرت تارة على يد ابن حنبل في القرن الثالث.وتارة على يد الاشعري والماتريدي في القرن الرابع. وتارة على يد ابن تيمية في القرن الثامن.
فالتيار الاول تيار ابن حنبل كان يتوقف عن الخوض في هذه المسائل وقد نبذ علم الكلام
والتيار الثاني تيار الاشعري خاض في الاسما والصفات واستفز الاطراف الاخرى
اما تيار ابن تيمية فقد حاول التحرر من الاطر السابقة فوقع في التشبيه والتجسيم
ثم ظهر بعد ذلك التيار الصوفي وتبنى نهجا مخالفا لهذه التيارات.
وهذه التيارات الاربعة المختلفة فيما بينها تحمل شعار اهل السنة وتزكي كتب الفقه والعقائد الصادرة عن هذه التيارات مفهوم الفرقة بينها... (7) ويحاول البغدادي الخروج من هذا التناقض محاولا شرح عقيدة اهل السنة معددا اصنافهم بقوله
اولا: من احاطوا العلم بابواب التوحيد والنبوة واحكام الوعد والوعيد والثواب والعقاب وشروط الاجتهاد والامامة والزعامة وسلكوا في هذا النوع من العلم طرق الصفاتية من المتكلمين الذين تبراوا من التشبيهوالتعطيل ومن بدع الرافضة والخوارج وسائر اهل الاهوا الضالة.
ثانيا: ائمة الفقه من اهل الراي والحديث الذين تبراوا من القدر والاعتزال واثبتوا رؤية اللّه بالابصار من غير تشبيه ولا تعطيل وسائر العقائد في الخلفا وطاعة الامرا والمسح على الخفين وتحريم المتعة ووقوع الطلاق الثلاث.
ثالثا: الذين احاطوا علما بطرق الاخبار والسنن الماثورة عن النبي(ص) وميزوا بين الصحيح والسقيم منها وعرفوا اسباب الجرح والتعديل ولم يخلطوا علمهم ذلك بشيء من بدع اهل الاهوا الضالة.
رابعا: الذين احاطوا علما باكثر ابواب الادب والنحو والتصريف ولم يخلطوا علمهم بشيء من بدع القدرية او الرافضة او الخوارج.
خامسا: الذين احاطوا علما بوجوه قراات القرآن ووجوه تفسير آياته وتاويلها وفق مذهب اهل السنة دون تاويلات اهل الاهوا الضالة.
سادسا: الزهاد والصوفية ودينهم التوحيد ونفي التشبيه ومذهبهم التفويض الى اللّه تعالى والتوكل عليه والاعراض عن الاعتراض عليه.
سابعا: المرابطون في ثغور المسلمين يحمون الوطن الاسلامي ويظهرون في ثغورهم مذهب اهل السنة والجماعة.. (8)
ويبدو من طرح البغدادي انه زاد الامور تعقيدا واسهم في تشتيت اهل السنة وتاكيد الفرقة بينهم. كما يبدو التخبط في طرحه من خلال ادخال الادب والنحو والصرف في العقائد ومحاولة الربط بينهما.. ولست ادريما هي صلة النحو والصرف والادب بالقدرية والخوارج والرافضة..؟ هل يريد القول انه لا يجوز اخذ هذه العلوم الثلاثة من المنتمين لهذه الفرق..؟ ثم ما هو سبب الربط بين المرابطين في الثغور وبين مذهب اهلالسنة والجماعة.. هل يريد القول انه لا يجوز جهاد الذين لا يلتزمون بمذهب اهل السنة؟ ام ان المرابطين يمثلون اتجاها من اتجاهات اهل السنة..؟ ثم اذا كان البغدادي يقول لنا ان هذه الاتجاهات جميعها هي اهل السنة والجماعة فكيف تم جمع هذه الاتجاهات في اطار واحد على الرغم من تباينها..؟ ان البغدادي لم يجب على هذا السؤال. كما لم يجبنا لماذا ظهر الاشعري على هذه الاتجاهات جميعا واصبحت له السيادة في دائرة اهل السنة..؟ والاجابة على السؤال الثاني هي نفس الاجابة على السؤال التالي: لماذا ظهر تيار ابن تيمية من دون تيارات السنة في العصر الحديث واخترق الحركات الاسلامية وبدا وكان المسلمين في كل مكان ينطقونبلسانه.. (9) ..؟ متى ظهرت الشيعة..؟
بدا التشيع اول بداياته في عهد الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم وكانت هناك مجموعة من الصحابة تشايع الامام على من اشهرهم ابو ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقدادبن الاسود الكندي وعماربن ياسروجابربن عبداللّه وحذيفةبن اليمان وبلالبن ابي رباح وغيرهم.. (10)
وليس صحيحا ان حركة التشيع بدات بعد وقعة صفين فاذا لم يكن للشيعة وجود قبل صفين فمن الذي كان يقاتل في صف علي وقد كان معه عدد كبير من الصحابة؟ والذين يطرحون مثل هذا التصور انما يريدون ان يبرهنوا على ان التشيع نشا بدوافع سياسية وليست دينية وهذا قول تدحضه النصوص الكثيرة التي وردت من الامام علي خاصة وفي آل البيت بشكل عام.
ومن هذه النصوص قول الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم: اني تارك فيكم الثقلين، كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي وقوله لعلي انت مني بمنزلة هارون من موسى. وقوله: لاعطين الراية لرجل يحب اللّه ورسوله ويحبهاللّه ورسوله واعطاها لعلي وقوله: انا مدينة العلم وعلي بابها. وغير ذلك من النصوص التي تكتظ بها كتب السنن والتي تشير وتؤكد ان للامام علي مكانة دينية وخاصية قيادية توجب على المسلمين التشيعله... (11) وهناك من يدعي ان ظهور الشيعة كان على يد جعفر الصادق حيث تنسب له الشيعة وتتسمى باسمه حتى اليوم.
وهذا ادعا فيه مغالطة وقلة وعي بتاريخ الشيعة وحركتها اذ ان الشيعة كانت قائمة ولها وجودها قبل جعفر الصادق الذي تسلم امامة الشيعة عن ابيه الباقر الذي تسلمها عن ابيه عليبن الحسين الذي تسلمها من الحسينفهي سلسلة من الائمة تنتهي بالامام علي وتدل على ان حركة التشيع كانت قائمة طوال عهود الائمة الذين سبقوا جعفر الصادق.. (12) وسبب هذا الالتباس في الفهم يكمن في حقيقة تاريخية وهي ان الامام جعفر الصادق استثمر المناخ السياسي الانفتاحي في عصره وبرز بعلوم آل البيت على ساحة العلن وفتح مدرسة آل البيت لجميع المسلمينوقد مر عليها الكثير من فقها السنة مثل مالك والشافعي وابو حنيفة. وبدات حركة تدوين علوم الشيعة نشطة وتجوب الافاق مما اوحى للبعض وكان مذهب الشيعة قد تم تقنينه واعداده في هذه الفترة.. (13) يقول الشيخ كاشف الغطا: ان اول من وضع بذرة التشيع في حقل الاسلام هو نفس صاحب الرسالة الاسلامية ولم يزل غارسها يتعاهدها بالسقي والعناية حتى نمت وازدهرت في حياته ثم اثمرت بعد وفاته.. ويقول الشيخ المظفر (14) : لا غرو لو قلنا ان الدعوة الى التشيع ابتدات من اليوم الذي هتف فيه المنقذ الاعظم صلى اللّه عليه و آله وسلم صارخا بكلمة لا اله الا اللّه في شعاب مكة وجبالها الى ان يقول: فكانتالدعوة الى التشيع لابي الحسن (الامام علي) من صاحب الرسالة تمشي منه جنبا لجنب مع الدعوة للشهادتين.. (15) وقد ادعى كتاب الفرق من السلف ان اول من اظهر التشيع هو عبداللّهبن سبا ولا يزال خصوم الشيعة من المعاصرين يرددون هذا القول وهذا قول مردود فعلى فرض التسليم بصحة وجود ابن سبا هذا فان الشيعةيتبراون منه ومن اعماله واقواله وهذا واضح في كتبهم اما وان الثابت ان ابن سبا هذا شخصية وهمية اخترعت لضرب الشيعة والطعن في معتقداتها.. (16) اما الذين يقولون بان الشيعة نشات بعد اجتماع السقيفة عندما تحالفت فئة من الصحابة مع علي ورفضت بيعة ابي بكر فهم يريدون بهذا القول ان يفرغوا التشيع من محتواه ويظهروه وكانه نشا كرد فعل لاغتصابالخلافة.
واذا كان هناك من تحالف مع علي من الصحابة في تلك الفترة فهل هذا الموقف اتخذ من فراغ ام ان له جذوره التي تسبق فترة السقيفة..؟ والذين يقولون بفارسية التشيع وان اصوله فارسية يلتقون مع الذين يقولون ان اصوله يهودية فهؤلاء وهؤلاء يريدون ان يجتثوا شجرة التشيع من الجذور وان ينسفوها نسفا.. وليست هذه الا آرا مغرضة لا تقوم علىبرهان صحيح.
والاولى ان يتهم اهل السنة بهذا الاتهام حيث ان المصادر الرئيسية التي يعتمدون عليها من تاليف الفرس.
وعلى راس هذه المصادر البخاري الذي ينتمي لمدينة بخارى ومسلم النيسابوري. والنسائي الذي ينتمي الى مدينة نسا وابو داود والترمذي وابن ماجة فكل هؤلاء كانوا ينتمون لبلاد فارس حسب التقسيم الجغرافيآنذاك.
وهم الذين دونوا السنة واحاديث الرسول صلى اللّه عليه و آله وسلم التي يعتمد عليها اهل السنة في بنا عقيدتهم وتاسيس احكامهم.
واذا كان ابو حنيفة النعمان فارسيا وهو صاحب المذهب المشهور فهل يمكن القول ان مذهب الاحناف اصوله فارسية..؟ (17) .
1- انظر فصل التوحيد عند اهل السنة، وانظر كتب الفرق..
2- كان كثيرا ما يلجا الحكام لعلماء اهل السنة طلبا للفتوى واصدار الردود على مثل هذه الاتجاهات خاصة اتجاه آل البيت. انظر العواصم من القواصم لابي بكر بن العربي وهو كتاب كتب خصيصا بتوجيه الحكاملمنع الخوض في خلافات الصحابة وانحرافاتهم وانظر تاريخ الخلفاء للسيوطي وانظر كتب الاشعري وردود ابن تيمية على خصومه وتحريضه الحكام على المخالفين لاهل السنة وتحريض الحكام له علىالمخالفين. راجع الفتاوى الكبرى له. وانظر كتب التاريخ، وانظر الحروب الفكرية التي كانت سائدة بين اهل السنة وخصومهم وكيف استثمرها الحكام، وكيف دعم الحكام تيار الاشعري. وانظر الحرب العقائدية بين الدولة العباسية السنية والدولة الفاطمية الشيعية وكيف استثمر العباسيون فقهاء السنة في هذه الحرب. راجع لنا: الشيعة في مصر وانظر دور المتوكل العباسي في دعم اهل السنة والبطشبالمخالفين. وانظر لنا اهل السنة شعب اللّه المختار.
3- انظر تاريخ الفرق عند اهل السنة. وانظر دراسات في العقيدة الاسلامية لمحمد جعفر شمس الدين..
4- تبنى كثير من الفقهاء مذهب الاشعري كالغزالي والجويني والباقلاني والرازي والبغدادي.
5- انظر كتب الفرق ودراسات في العقيدة الاسلامية، وكتب التاريخ.
6- انظر المراجع السابقة، وانظر لنا الكلمة والسيف.
7- انظر فصل التوحيد..
8- الفرق بين الفرق، ط. القاهرة.
9- دور الحكام في دعم عقيدة الاشعري واضح في كتب التاريخ. كما هو واضح دعم حكام آل سعود اليوم لعقيدة ابن
تيمية.. وكان الحكام يستخدمون عقيدة الاشعري في ضرب اتجاه المعتزلة، وقد اصبح اتجاه الاشعري هو الاتجاه السائد في العالم الاسلامي بفضل دعم العباسيين فرغم هجوم الحنابلة على الاشعرية حيث اعتبروااستخدامهم للحجج العقلية بدعة منكرة ورغم المعارضة الشديدة من قبل الماتريدية والمعتزلة والشيعة، انتشر المذهب الاشعري وساد.. وقد نصر السلاجقة الاشاعرة حيث تلقوا العون الرسمي من الوزير نظامالملك وفي مقابل ذلك تحالف الاشاعرة مع السلاجقة ضد الفاطميين.. كما نصر الايوبيون الاشاعرة على سائر الاتجاهات الاخرى بعد اسقاطهم الدولة الفاطمية في مصر. انظر الشيعة في مصر.. واهل السنةشعب اللّه المختار.
10- انظر سيرة هؤلاء من طبقات ابن سعد وكتب التاريخ وسوف يتبين لك تميزهم عن بقية الصحابة وعلاقتهم الخاصة بالرسول (ص) وبالامام علي. وقد روي عن جابر بن عبداللّه عن مسند اءحمد: كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (ص) بصلاة العتمة - اءي العشاء والفجر وكان المنافقون يتخلفون عنها - وبغض علي. وروى مسلم من كتاب فضل الانصارعن علي قوله: عهد الى النبي (ص) الامر: اذهب يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق هذا و غيره يؤكد اءن هناك من كان يشايع الامام عليا ويحبه وهناك من كان يخالفه ويبغضه من الذين حول الرسول.وكون اءن حب علي من نالايمان وبغضه من النفاق يعني اءنه مقياس الحق ومشايعته والارتباط به ضرورة شرعية. انظر تاريخ الشيعة الامامية واءسلافهم من الشيعة للدكتور فياض. وهوية التشيع للوائلي ومتى وجدتالشيعة وفي ظلال التشيع وغيرها من المراجع التي تؤكد ولادة الشيعة على يد النبي(ص).
11- انظر البخاري ومسلم كتاب الفضائل باب فضل الامام علي وكتب السنن الاخرى وانظر مستدرك الحاكم باب فضل علي والترمذي واءبو داود.
12- انظر سيرة الامام علي وولده الحسن (ع) وموقفهما من معاوية. وانظر ثورة الامام الحسين (ع) ضد يزيد بن معاوية. وانظر سيرة الامام محمد الباقر ودوره العلمي ونشره لحديث رسول اللّه (ص) ليتبين لك اءنحركة التشيع تسبق جعفر الصادق (ع).
13- انظر سيرة الامام جعفر الصادق (ع) من كتب التاريخ. وانظر جعفر الصادق للشيخ اءبي زهرة. والمستشار عبدالحليم الجندى ط. القاهرة.
14- اءصل الشيعة واءصولها.
15- عقائد الامامية.
16- انظر عبداللّه بن سباء واءساطير اءخرى لمرتضى العسكري. وانظر هوية التشيع..
17- يستمد الشيعة دينهم وفقههم من آل البيت واءبناء الرسول (ص) الذين هم اءشراف قريش. فاءي الفريقين اءحق
بتهمة الفارسية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ حيدرة ...
بوركتم على طرحكم ...
لكننا نختلف معكم ..في عدة أشياء ..
قلتم:
" هذه الجملة تلخص لنا حركة التاريخ الخاص بالسنة والشيعة.
السنة كانت دائمة الحضور وقد منحت الفرصة كاملة للبروز والانتشار.
والشيعة كانت دائمة الغياب بفعل الحصار والبطش والارهاب.
لان السنة كانت على وئام مع الحكام وتدين لهم بالسمع والطاعة برهم وفاجرهم فقد منحت حرية الدعوة وشرعية التواجد
عمي ....من قال بأن السنة دائماً كانت على وئلم مع الحكام ؟
هذا مخالف لسير التاريخ ..فقد علمنا جميعاً كيف استشهد الإمام أبو حنيفة في سجن المنصور وكيف عذب الإمام أحمد في زمن المأمون ومن بعده من الحكام ...رأينا كيف قتل علماء التابعين على يد الحجاج من قبل هؤلاء ..لكن الفارق بين منهج أهل السنة وغيرهم في التعامل مع الحكام الطواغيت هو منهج يخلو من العصيان المسلح ..حقناً لدماء المسلمين وحفظاً لهيبة الإسلام ودولته ..
وقولك :
" ولان السنة كانت ظاهرة فقد اصبحت معروفة.
ولان الشيعة كانت غائبة فقد اصبحت مجهولة.
أما مسألة الظهور هذه فهذه أيضاً مخالفة للواقع ..ظهور المذهب السني هو نتيجة إقتناع عامة المسلمين به ورفضهم لمذاهب أخرى حاولت فرض نفسها كالمعتزلة المبتدعة والقدرية والجهمية والشيعة ..الشيعة حكموا مصر 238 سنة وخرجوا منها ليعود المذهب السني غلى مصر بقوة ولم يترك الشيعة خلفهم أقلية كالتي تركوها في الكثير من البلدان ...والظهور السني أيضاً يعود إلى حمل أهله راية الدفاع عن الإسلام ..فهاهم أهل السنة من السلاجقة يدمرون حصون الروم ويهددون دولتهم ومن بعدهم الأيوبيون يحررون القدس ويحملون راية تحرير الأمة التي ضيعتها دولة سنية وأخرى شيعية ..ومن بعدهم يوقف الجيش المصري زحف المغول بعدما دمروا بلاد الشيعة في إيران والعراق ثم هاجموا الشام ...وها هو محمد الفاتح يزيل الدولة البيزنطية من الوجود ..كل هذه الإنتصارات والإنجازات التي حققها أهل السنة لكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ..هي التي جعلت من هذا المذهب وأهله هم عامة المسلمين والذين يرتبط مصير الدعوة كلها دائماً بهم وبجهادهم ونضالهم ..