قبل ايام صعدت سلم الحياة لاول مرة ... سافرت من قرية الى اخرى .. ومن محافظة الى اخرى .. محافظة وادعة هادئة جميلة .. الحب فيها عنوان .. والكرم فيها يزين جبين كل انسان .. سافرت الى محافظة العلم والحضارة .. حتى قيل لي وانا على وشك السفر بأنني ذاهب الى جنة الدنيا وفردوس الحياة ( ميسان الحبيبة ) ..
كانت الحياة فيها تنقاد الى السلام والامن والامان والجمال والتعايش السلمي والحياة الكريمة الحرة ..
ايه يا ميسان .. هل اشرح عنوان ( العمارة الطيبة ) !!!
اخاف على اشراقها ان يمس ... واغار على جمالها ان ينتقص .. واعترف انني في نفسي ... قد حاولت واستنجدت بمفردات اللغة فما نجحت .. فيا حيرة القلم ويا عجمة البيان ..
واذا ما عجزت عن بلوغ النجم في ذراه .. فلن اعجز عن الاشارة الى النجم في سراه ..
قلت لقلبي . انت ... انت ... أرأيت العطر .. ألا يغنيك استنشاقه في لحظة عن وصفه في مقالة او كلام ؟؟؟
عندما اشرق الصباح وجدت نفسي ضيف عزيز ساحر فتحت له كل الابواب والنوافذ .. فكان القلب بين اروقة نخيل ميسان يقول .. انه شعور شفاف لا تراه العين ... ولكن يدركه القلب .
انه ينبوع دائم سكنها واشتاق اليها يوما بعد يوم ....
كنا في الليل نمشي وكان الليل يعانق النهار والنهار يعانق الليل وتظهر لوحة الشفق كفتاة يقطر جبينها حياء يحس به الانسان ..
راقبت نحلة تطير ... تنتقل من زهرة الى زهرة .. فيصمت فيها الناطق وينطق فيها الصامت فيسمع لغة عذبة تاتي من المجهول لا عهد لها من قبل ....
لكن رسالتي الى القلب : ايها القلب الطاهر ... لا يخدعك اللمعان ؟؟
فليس كل ما يلمع هو ذهب .. ولك مني يا قلب دمعة الاسى والحزن ...
فلماذا لم تحاول اسقاط الاقنعة وكشف كنه الامور بالرغم من ان الرحلة دامت اسبوع ؟؟؟
أنني كنت في دنياك اعجوبة ... انت تذكر ... بحر انا كنت ... انت تذكر ..
وكنت انت الموجة .. لكن البحر الذي احتضن الموجة بدفء وحنين لم يشأ لها ان ترحل غريبة ..
لانه لا يرضى ان تتحطم على شطآن الرمال ..
في تياه وضياع وحنين ..
للجدران سيكون اعترافي .. ستعرف .... للورد .. للاغصان ...
للاطفال .. للقمر .. للشمس .. لحبات المطر .. لصمتها وصوتها .. من انت ؟؟؟
انت نجمة لامعة وسط ظلام دامس .. انت قطرة مطر فرحت الارض بها واحتضنتها بعد ان كان القحط طويل .. الرسالة