|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 56311
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 28
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبن المعلم
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 05-09-2010 الساعة : 07:32 AM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارسطو طاليس
[ مشاهدة المشاركة ]
|
قال تعالى (( وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُم جَآؤُوكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً))
تٌرى لماذا يجيئون الى النبي ليستغفر لهم أليس الله قريب سميع ؟
|
فإن قوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) ليس فيه دليل لدعاء الأموات من وجوه :
الأول : في هذه الآية ضمير يدل على المقصود ، وهو ( أَنَّهُمْ ) وهو عائد على من ذُكروا قبل ذلك في الآيات ، وهم المنافقون ( الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ ) .
الثاني : أن الآية التي بعدها تُفيد أن ذلك في حال حياته دون موته ، فقد قال بعدها رب العزة سبحانه وتعالى : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ )
وهذا في حال حياته صلى الله عليه وسلم إلى شخصه عليه الصلاة والسلام ، وأما بعد موته فإلى سنته عليه الصلاة والسلام .
الثالث : أن حرف ( إِذ ) يدل هنا على الماضي لا على الحاضر ولا على المستقبل .
الرابع : أن الصحابة رضي الله عنهم لم يَفهم ذلك من الآية ، وهو عليه الصلاة والسلام أحب الناس إليهم ، مع حرصهم على الخير – لم يفهموا من الآية ما يَفهمه دُعاة التوسّل بالأموات .
فقد روى البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعمِّ نبينا فاسقنا ، قال فيسقون .
وقد رواه البيهقي في سننه وبوّب عليه ( باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه ) .
فهذا عمر رضي الله عنه قد عَدَل عن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وعن سؤاله الدعاء ، أو الاستشفاع به ، أو التوسل به إلى الله ، أو التوسل بجاهه – كما يفعله جهلة المتصوفة – عَدَلَ عن ذلك كله إلى طلب الدعاء من الحي الذي تُرجى بركة دعائه ، وقبول دعوته .
وكان من دعاء العباس يومئذ : اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ، ولا يكشف إلا بتوبة ، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك ، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ، ونواصينا إليك بالتوبة ، فاسقنا الغيث
وطلب الدعاء من الحي ليس كَطَلَبِ الدعاء من الميت .
فلو كان المجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ، لأتى إليه الصحابة ، فلما لم يَفعلوه عُلِم أن الآية منسوخة بعد موته بإجماع الصحابة رضي الله عنهم ، وهي مخصوصة بزمان حياته صلى الله عليه وسلم .
الخامس : أن من يفعل ذلك يَغفل عن العمل بمقتضى هذه الآية !
كيف ؟
أغفلوا الاستغفار وطلب المغفرة ممن يملك المغفرة ، وهو الله سبحانه وتعالى ، فقد قال الله في هذه الآية : (فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) .
فهم هَجَروا العمل بالاية ! فلم يستغفروا الله ، فلو استغفروه لَغَفر لهم ، ولكنهم يأتون إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويسألونه المغفرة !
وهذا لم يأمر الله به ، ولم يأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم .
هذا لو كان يُفهم من الآية أن من ظلم نفسه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم يُشرَع له أن يأتي إلى قبره صلى الله عليه وسلم ثم يستغفر الله
الشرك بالله يُحبط الأعمال كما قال تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ومن الشرك دُعاء الصالحين والأولياء والسادة والشُهداء ونحوهم من الأموات كأن يقول يا ولي الله انصرني أو أعطني أو أنا في حسبك، أو الله لي في السماء وأنت لي في الأرض، فإن هذا شرك لقول الله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ولأن الأموات والغائبين لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا فكيف بغيرهم، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ فعليك أن تنصح أبويك ومن قدرت عليه من صغار أو كبار وتقرأ عليهم الأدلة من الكتاب والسُنة لعلهم يرجعون.
|
|
|
|
|