|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 105
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 3,033
|
بمعدل : 0.45 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
أنا لست سيئاً، لكن كيف للورد أن ينبت في حقل من الشوك !!
بتاريخ : 08-09-2006 الساعة : 07:42 PM
أنا لست سيئاً، لكن كيف للورد أن ينبت في حقل من الشوك !!
أجل أنا لست بكاذب، لست بمخادع، لست بمنافق، لست بحقود، لست بعديم إحساس.
صدقوني أنا لست سيئاً كما تراني أعينكم، أنا لست سيئاً للدرجة التي تصفني بها ألسنتكم.
من منكم يعرفني كما أعرف أنا نفسي !! من منكم يحسن تخمين ماذا في قلبي !! من منكم يرى بالعين التي أرى بها أنا من حولي !!
هل لي بأحدكم يتكرم فيصف لي نفسي كما أنا !!
لا استغرب أن لا يتوانى أحدكم عن نعتي بهذه الخصلة أو تلك ..... لا استغرب أن يصفني أحدكم بالمتعنت وآخر يصفني بالتافه وغيره يصفني بالحقارة.
كنت متوقعاً مثل هذا النعت ولا ألومكم على كل ما قلتموه بشأني .
لكن يبقى التساؤل هنا : هل أنا سيء لهذه الدرجة أم أنكم ظلمتموني ؟؟
هل بالغتم في وصفي أم أنني لم أكن متوقعا أن أكون كذلك ؟
وسؤالي إليكم : هل استطعتم الدخول في أعماقي ؟؟ هل عشتم الحياة التي أنا عشتها وشربتم معي من نفس الكأس ؟؟ هل تذوقتم طعم الأيام فوجدتموه كما وجدته أنا ؟؟
هل كنتم تترقبون وردة عطرة الرائحة تنبت في حقل الشوك !!
ها قد أدليتم بشهادتكم فاسمحوا لي أن أدلي بشهادتي ، أعترف بأنني إنسان سيء لكني في الوقت ذاته ضحية هذه الدنيا التي لم ترحمني ، تذوقت مرارتها منذ طفولتي ، وهل يمكن للطفل أن يكون سيئاً !!! خطفت كل ما هو جميل من حولي حتى بات ظلي وحده من يظللني، ولم يعد في قلبي سوى ألم جراح الماضي ، وهاتين العينين التي لا ترون فيها سوى الشر فهما العينين اللاتان لا تكفان عن ذرف الدموع حزناً وأسى .
وبعد كل ذلك ، لا أظن أن أحدا يمكن أن يلومني إن بدر مني ما هو سيء.
فالإنسان قد يضطر لأن يكون شخصية أخرى هو نفسه لا يريدها ويعلم أنها شخصية منبوذة ،لا أحد يحبها . لكن تبقى الظروف أقوى منه ، وتقسو عليه الحياة بصورة يصعب على غيره تصورها ، جد نفسه فجأة ذاك الإنسان الذي ينظر له من حوله على أنه منبع للخراب ومصدر الشر ، وهو في واقع الأمر يملك حساً مرهفاً وقلبا ابيضا يراه الآخرون اسوداً .
ورغم كل ذلك ، فأنا واثق كل الثقة أن بعضكم سيعذرني لكن أكثركم سيلومني من منطلق حقيقة أن لكل إنسان عقل يفكر به وضمير يحكم سلوكه .
مثل هؤلاء البشر كثيرون في مجتمعاتنا ، فهم لم يكونوا سيئون بارادتهم لكنهم منذ أن أفاقوا على هذه الدنيا كانت هذه الحال التي تنتظرهم .
فليس من السهل السباحة ضد التيار !!!
وتبقى الحقيقة التي تفرض نفسها : هل سمع أحدكم يوماً بورود تنمو وسط الشوك !!!!
|
|
|
|
|