| يا آية الرحمن ياسرّ السّما 
 
 
 
 يَبلى الزمانُ وذكرُكُم يتجددُ = عند الإلهِ ونورُكمْ يتخلّدُ 
 
 وتطوفُ أملاكُ السماء ِ بعرشهِ = شرفاً ، وتركعُ للجلالِ وتسجدُ 
 
 أبديةُ التسبيحِ في منهاجها = واللهُ يشهدُ أنها تتهجّدُ 
 
 شهِدتْ بأنّ اللهَ يرضى حيثُما = رضيتْ ويغضبُ للبتولِ الأوحدُ 
 
 مِن كلّ أفّاكٍ ووغدٍِ حاقدٍ = وكأنّما هو ناسكُ مُتعبّدُ 
 
 ولّى الطُغاةُ وخلّفوا تيجانَهُمْ = لاخائنٌ لا غيرهُ لا مُفسِدُ 
 
 هيهاتِ يرجعُ للزمانِ مُكابرٌ = تبّت ْ يداهُ فقبرُهُ لا يُقصدُ 
 
 إنّي تصفّحتُ الزمانَ بطرستي = لمّا دعاني المؤمنُ المُتوددُ 
 
 لهفان ُ يحتضنُ القصيدَ بروحهِ = فالحرُّ يقرأُ واللبيبُ يُرددُ 
 
 واهاً لقبرِك غُيّبتْ آثارُهُ = عنْ شيعةٍ في وسطِ لحدٍ يُلحَدُ 
 
 سلْ حيدراً عن بضعةٍ نبويةٍ = عما حكى في النشأتين مُحمّدُ 
 
 عنْ سرّها ولفضلها مع شأنها = أو إرثِها يوصي لها ويؤكدُ 
 
 عنْ سورةٍ عن كوثرٍ مِن ربّهِ = عنْ آيةٍ في عرشهٍ تتعبّدُ 
 
 مِن نورها خلق الإلهُ جنانَهُ = كمُلتْ بها وبغيرها لا تُعقدُ 
 
 مِن سرّها فطرَ الإلهُ كواكبا = ولقد يقلُّ لك الكلامُ الأوكدُ  
 
 إني تأمّلتُ البيانَ فشدّني = كيفَ الرسولُ بها يقولُ ويسنُدُ 
 
 أنا لستُ أفتحُ صفحةً مطويةً = إذ كلُّ فردٍ عاقلُ مسترشدُ 
 
 يتلو الكتابَ ويتّبعْ منهاجهُ = ويرى البيانَ كأنما هو عسجدُ 
 
 حتى يميلَ بقولهِ لعصابةٍ = نقضوا العهود وللوصيّ تمرّدوا 
 
 وتسارعوا في ظلم آلِ محمد ٍ = وبفعلهم أيُّ الفضيعِ تقلّدوا  
 
 يامؤمنين تذكّروا أبوابهمْ = فبأيّ ذنبٍ بالمشاعل ِتوقدُ  
 
 بيتُ النبوةِ والإمامةِ بيتُهم = ووجودهم كَوْنٌ أعمُّ ومسجدُ 
 
 وإليهُمُ بعد الإلهِ رجاؤنا = والكلُّ في طلب الحوائجِ عوّدُ 
 
 سر في الورى واترك مجانبة الهوى = هلاّ أتيتَ لكعبةٍ لاتوصَدُ 
 
 ويسرّني قصدُ البتولِ بحاجتي = حتى قصدتُ اليومَ مالا تطرُدُ 
 
 إني لأفرحُ في لقاء ِ أحبّتي = ويزولُ همّي بالدعاءِ ِ فأُسعدُ 
 
 وأُزينُ الدنيا بكلّ مشاعري = ولذكرها في كلّ يومٍ منشدُ 
 
 إنّي مزجتُ مع الدموعِ سعادةً = ونثرتُ أزكى ريحةٍ تتجدّدُ 
 
 في مولد الطهرِ البتولِ قصيدتي = تحكي فضائل مجدها وتعدّدُ 
 
 يابنت مبتدىء السجود لربّه = قبل الأنامِ ولا كواكب ُ توجدُ 
 
 وتراهُ مِن ربّ العبادِ مُقرّباً = يرقى إلى ذاك المقامِ ويصعدُ 
 
 مَن للخلائقِ في القيامةِ غيرهُ = فهو الشفيعُ ليومنا والسّيدُ 
 
 وبحيدرٍ ثمّ البتولِ تقدّموا = شرفاًً وبالحسنين فخراً نقصدُ 
 
 وبتسعةٍ عند الإله مقامُهُم = أعلى البريةِ بالشفاعةِ حُدّدوا 
 
 أنتِ الوسيلةُ إن تعثّرَ جمعُنا = وبها إلى سبل النجا نسترشد  
 
 هذا يلوذُ بها وهذا يقتفي = أثراً وأخرُ في حماها يوجدُ 
 
 ياآية الرحمن يا سرَّ السّما = يشكو إذا ضاق الرجا المسترفدُ  
 
 فيمدُّ قلباً بالحوائج مُثقلاً = وكأنّهنّ رواسياً تتجسّدُ 
 
 إنّ الحوائجَ والمسائلَ والنوى = آهاتُ أيامي بها أتشرّدُ 
 
 علّقتها عند البتولِ لدفعها = تُشجي معالمها الورى وتُنكدُ 
 
 ولها صروفٌ كالنوائبِ شكلُها = خشناء ُ تأسرُ بالفتى وتُقيّدُ 
 
 والناسُ في طلب الحوائج عندها = تحصي مآثرُ فضلها وتعدّدُ 
 
 صلّوا على نور السّما يا سادتي = هيّا إلى تلك الصلاةِ نردّدُ  
 
 فيها لكم يوم القيامة منزلُ = الأمال في دار النعيم ِ مخلّدُ 
 
 
 أبو حسين الربيعي الجمعة 19/6/2009 – دبي  |